Al-Anbaa

المالكي والعراق الجديد!

-

لعلي أستفتح مقالي بما استفتح به رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عندما صنف نفسه بقوله : »أولا أنا شيعي وثانيا أنا عراقي وثالثا أنا عربي ورابعا أنا عضو في حزب الدعوة، وأعتبر نفسي صديقا للولايات المتحدة الأميركية، ولكنني لست رجل أميركا في العراق «. أنا شخصيا لو كنت مكان المالكي (مع أمنياتي ألا أكون مكانه)، لترفعت عن ذكر ما ذكره آنفا وأقصيت كل التصريحات التي من شأنها تصنيف المجتمع العراقي إلى جبهات وطوائف وانطباعات قد تعطي إشارات مباشرة وغير مباشرة على البعد المستقبلي للعراق الجديد بل وأستذبح على أن يكون العراق لكل العراقيين بلا استثناء أو تمييز وعدم الولوج في جبهتي الانتماء والتبعية، إن المتابع للحالة الطائفية في العراق سيجزم أنها لازالت تعيش مراحل متقدمة من الريعان والنمو

marzouqalm­utrqatwitt­er:@ وأخذت اتجاهات سياسية صرفة، وإلا لم نسمع بثورة أهل الأنبار، والحراك النقابي في جامعة الموصل، واضطرابات إقليم كردستان ومحاولة فرض حق تقرير المصير وغيرها من التحركات الشعبية التي خرجت من صمتها مطالبة بتطبيق وتفسير الضوابط الأمنية وفك قيد ذويهم من السجون والمعتقلات وكشف الملابسات التي دعت لاختفاء بعض الأبرياء والمناداة بضبط المتورط الرئيسي، ولعلي أشير إلى الحادثة (المشهورة) لنائب رئيس الوزراء الأسبق طارق الهاشمي وانشقاقه السريع على إثر زيارته لسجناء وتعليقه على تطورات تزعج القيادة السياسية فلم يجد نفسه إلا حاملا روحه باتجاه الأراضي التركية تاركا آلاف من علامات الاستفهام والتعجب، مما حدا زميله د. صالح المطلق على التحفظ معللا بأن هناك قضايا شائكة لا يمكن ذكرها أو التداول في تفاصيلها لاسيما أنها تمس الأمن الوطني، وبمتابعة مباشرة من السيد نوري المالكي! لذلك أقول لا يمكن إطلاقا أن يلتحم عراق مثالي، قوي يعتمد على نفسه ويستعيد مكانته في ظل هذا الشتات الكثيف واللهث وراء وسائل فردية لا تستوعب الملامح العامة للمشهد الخارجي مقللة كل ظواهر التصفية الداخلية فمن يحب أن يربط مصير بلاده بمصائر آخرين لن يفلح ولن ينجو، ومن يريد أن يعقد نواصي إرادته بإرادة (سورية وإيران) فهذا يعني أن العراق قادم على ربيع عربي من الطراز الأول! عندها سيكون الخاسر الوحيد هو الشعب العراقي ومقدراته وسيرمى على قارعة الظروف التي من الممكن أن تهوي به من هنا وهناك فكم هو رائع أن يوطد العراق عروبته، ويلتقط أنفاسه الضائعة ليعيش كما كان في كنف أشقائه العرب بلا قيد أو شرط!

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait