Al-Anbaa

أين المستقر لأمتنا العربية؟

-

تعيش الأمة العربية من مشرقها إلى مغربها في جو من الاضطراب والفوضى والضياع يطلقون عليه اسما غريبا وهو ربيع الأمة العربية. ولا أعرف أي ربيع هذا الذي اجتث المجتمع من جذوره وأصبحنا في مهب ريح عاصفة عاتية بشرت بها كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية السابقة وأسمتها الفوضي المنظمة. قد تسمى هذه الثورة او الفورة بأنها ثورة من أجل الديموقراط­ية، هذه الكلمة التي أصبحت الآن رخيصة يتاجر بها تجار السياسة، وباعتقادي فإنها ليست ثورة وإنما هي فوضى تحرك الأمة من خلال شبابها المضطرب المهمشة أدوارهم يطالبون بحقوق يحلمون بها وقد ضحوا من أجلها بدمائهم. ولكن نجد أن المستفيدين في النهاية من هذه الثورة وهذا الهيجان الشعبي هم جماعات منظمة كانت تتربص بالأمة وجاء لها الفرج بعد أن كانت مضطهدة لأنها كانت تحلم بالحكم منذ ما يقارب القرن من الزمان. هل يا ترى حققت الثورة آمالنا وطموحاتنا، أم أن المتربصين بها قد استغلوا هذه الحركة الشعبية العظيمة لتحقيق مصالحهم وأهدافهم. إن من استولى على الحكم مع الأسف الشديد هم مجموعه متطرفة اتخذوا من الدين غطاءا ليحققوا مكاسبهم دون أن يكون لديهم خبرة أو دراية بالحكم. وقد اتجهوا الى الاستبداد والدكتاتور­ية لمجرد توليهم السلطة وفرض أحد أعضائها على مصير أكبر بلد عربي لأنهم لم يتمكنوا من استيعاب طموحات هذه الحركة الشبابية الكبيرة. وأنا على يقين بأن محرك هذه الثورة، وهذا العصيان ينظر إلينا من منطلق المصلحة، ولا يهمه ما تؤول بنا الأحوال ولا يهمه ما سنعانيه من مآس ومظالم في المستقبل وهي بكل وضوح مكاسب إسرائيلية غربية تنظر إلينا كدول نفطية مبتغاها وغايتها كل هذه الثروات، واتخذونا محطة لاقدامهم متوجهين تجاه الدولة الآسيوية التي هي مستقبل العالم لتوجيهها لمصالحها. وحتى ننتبه إلى هذا الاستغلال أخشى أن يكون قد عشعش في عقولنا واستطاع أن يسيطر على جميع أركان المجتمع لتحقيق مصالحه الخاصة. نعم هذا هو جوهر القضية، فهناك ظلم من الحكم السابق على المجتمع، وهناك سخط ولغط على الكيفية التي يعاملون بها شعوبهم، وكنا نحلم بأن تأتي الديموقراط­ية الحقيقية وليس فقط انتخابات المجالس ووضع الدستور يكتب فيه جميع الحقوق والواجبات، ولكن

engmubarak­q٨@ - comhotmail. mubarakale­nezi@ الحقيقة تنتهي بحبر على ورق لأن شعوبنا حتى الآن لم تستوعب المفاهيم الديموقراط­ية. وحتى نصل إلى ذلك المستوى نحتاج إلى فترة طويلة حتى تصبح الديموقراط­ية أسلوب حياة عند جميع أفراد المجتمع. أما غير ذلك، فتذهب شعوبنا ضحايا لمدعي الديموقراط­ية دون أن يحققوا ما يطمحون إليه لرفع المظالم والاستبداد الذي يعيشونه جميعا. إننا فعلا أصبحنا في مهب رياح التغيير، وهي ريح صرصار تصم الآذان. وقد تعمي العيون ويضيع منا الطريق. وقد نعود لبداية الطريق وعندها يصبح وضعنا أسوأ مما كنا عليه. إن حالنا يحتاج الى تأمل كبير من قبل حكماء الأمة السياسيين والاجتماعي­ين لكي يضعوا خارطة طريق لمستقبل أفضل قد يتحقق فيها جزء من طموحات هذا الشعب المسكين الذي استغلت كل ثرواته وتبددت قيادته، وفوق كل ذلك لها عدو يترصدها يرسم لنا إستراتيجية يحقق لها الاستيلاء على خيراتنا ويخطط حتى يتمكن من ثرواتنا الطبيعية ويحرم شعوبنا من أي مكاسب تحقق لنا أحلامنا. وكان الله في عون الأمة العربية، وعسى أن يوفقنا الله إلى ما نصبو إليه من خير ورفاه واستقرار. وإن ذلك على الله يسير.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait