Al-Anbaa

معارضة البدو وطنية!

-

الحياة السياسية يغلب عليها طابع عدم الاستقرار في أغلب الأوقات ويكون الحل وتعطيل الحياة البرلمانية حليفا لها، ومجالس الأمة السابقة كان بها نواب معارضون من جميع فئات المجتمع الكويتي (سنة، شيعة، بدو، حضر) ولم يكن النفس الطائفي يطغى بشكل فاضح على الساحة السياسية إلا منذ عام ٢٠٠٦ ، حيث بدأت الأمور تحيد عن موضعها الصحيح وانحدرت لغة الخطاب السياسي بين بعض النواب تحت قبة عبدالله السالم وانعكست بشكل مباشر على الإعلام الفاسد ومنها لبعض المرشحين الذين وجدوها فرصة للفوز بكرسي مجلس الأمة عن طريق الشتيمة والسب والقذف لفئة محددة من شرائح المجتمع (البدو) إلا ان ما قاله النائب السابق خالد السلطان في ندوة الحركة الدستورية (رسالة شعب) يؤخذ بعين الاعتبار حيث قال: »هناك شخصيات من بينهم وزراء سابقون يحذرون أهل المناطق الداخلية من سيطرة البدو على البلاد وكذلك الإخوان والخوارج « وهذا الكلام لا يليق برجال نالوا ثقة السلطة يوما من الأيام ولكنني أرى أن من قال هذا الكلام قد أعمى الله بصيرته وأذهب الله عقله وجعل الله الخوف رفيقه حتى أصبح يهذي كالمجنون الفاقد لعقله، وعليه أن يراجع أسماء شهداء المعارك التي خاضها حكام الكويت منذ نشأتها وسجلات النواخذة، وسجلات تجار الكويت وسجلات الشيوخ حكام الكويت في ذاك الوقت، سيجد أن بطون سجلاتهم لا تخلو من أسماء رجال البادية، وفي العهد الحديث عملوا في إعمار الكويت وقامت نهضة الكويت على أكتافهم من خلال خدمتهم لوطنهم في كل وزارات الدولة. ولكن السؤال هنا: لماذا هذه النبرة التي لا تأتي بخير على وحدة ولحمة الوطن ولا تساهم في نبذ الكراهية بين فئات المجتمع والعزف على فرقة الشعب الكويتي من خلال هذه العبارات الهزيلة والسخيفة، ومن يعتقد أن البدو هم فئة طارئة على الكويت فهو مخطئ، البدو فئة أساسية في تكوين النسيج الاجتماعي الكويتي، والحراك السياسي لم يقتصر على فئة دون غيرها، والمعارضة من القبائل وغيرهم معارضة وطنية شريفة واضحة بحبها وإخلاصها لتراب هذا الوطن الغالي، وقبائل الكويت كالت لها قنوات الإعلام الفاسد السب والشتم والقذف تحت نظر وسمع الحكومة، وتطاول عليها بعض السفهاء بإيعاز من قوى الفساد التي يهمها شرخ الوحدة الوطنية وعدم استقرار الدولة. وفي الختام، ليعلم الجميع أن الكويت ليست لفئة دون غيرها وليس هناك من يستطيع إقصاء أي فئة من فئات المجتمع بأي شكل من الأشكال فالكويت بلد للجميع، وعلينا نكران الذات، وتكريس حب الوطن وتبادل المحبة بين فئات المجتمع بالمحافظة على نسيجه ووحدته والمحافظة على دستور ١٩٦٢ وتطبيق مواد القانون على الجميع. أسأل الله أن يخرج الكويت وأهلها من هذه الأزمة السياسية بحكمة أميرها وتعاون أصحاب الرأي من رجالها المخلصين ويديم علينا نعمة الأمن والأمان.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait