Al-Anbaa

معلومات »الأنباء «: لا مؤشرات إيجابية على انعقاد هيئة الحوار اللبناني في السابع من يناير

السنة اللبنانية الجديدة .. غابت السياسة وحضرت الصلوات والتمنيات

- بيروت ـ عمر حبنجر محمد حرفوش

القلق اللبناني مشروع، فلبنـــان الواقـــع على فالق الزلـــزال الســـوري مـــازال يعاني مـــن تحديات الهزات الارتداديـ­ــة علـــى مختلف المستويات السياسية والأمنية والاقتصادي­ة وما بينها من مترتبات النزوح الســـوري الشعبي الى لبنان.

على المستوى السياسي، هناك تحدي قانون الانتخابات، ثم الانتخابات بذاتها، وقبلها وبعدها هيئة الحوار الممتنعة عن الحوار، والحكومة التي لا يمانـــع رئيســـها نجيب ميقاتي في الاستقالة، تمهيدا للمعارضـــ­ة المطالبة بذلك، لكنه لا يرى أنـــه آن الاوان للاستقالة!

وفي اطـــار الحديث عن الحوار الوطنـــي، فلا تبدو المؤشرات ايجابية في امكانية انعقاد الهيئة وســـط اتجاه لتأجيل جديد يلوح في الافق، اذ ان ١٤ آذار لم تبدل موقفها، حتـــى ان الكتائب اللبنانية الفريق الاقل تشـــددا لجهة المشـــارك­ة في الحوار، تؤكد اوساطها ان الحزب لن يخرج عن الموقف الموحد لقوى ١٤ آذار علـــى الرغم من موقفه المبدئي من أهمية الحوار ودعم مساعي الرئيس سليمان.

وفي المعلومات ان الرئيس امين الجميل سيبلغ الرئيس سليمان رسالة للاسباب التي تحمل ١٤ آذار على مقاطعة الحـــوار، وفـــي الرســـالة ستعرض المعارضة طرحها البديل فـــي الحوار ويتمثل بتشـــكيل حكومـــة حيادية تشرف على الانتخابات، وهو ما ترفضه الاكثرية.

وتشـــير المعلومات الى مشاورات جديدة قد يجريها رئيس الجمهورية مع القيادات السياسية المقاطعة في المدة الفاصلة عن موعد الحوار ان في المباشر او عبر موفدين لحثها على المشاركة.

وعلى المســـتوى الأمني كان عام ٢٠١١ سنة الاغتيالات والخطـــف علـــى أنواعـــه، وستكون ســـنة ٢٠١٣ سنة المحاكمات التاريخية، محاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه المنتظر ان تبدأ أمام المحكمة الدولية في لاهاي خلال مـــارس المقبل، ومحاكمـــة جماعـــة »فتح الاسلام« والجماعات الاصولية في قاعة استحدثت في سجن رومية، تجنبا لسوقهم الى المحكمة العسكرية في بيروت، حيث مخاطر الطريق ظاهرة للعيان.

أما المستوى الاقتصادي فلـــم يكن أفضل فـــي العام المنصرم، ولن يكون أفضل في الســـنة الجديدة، حيث الســـياحة في الحضيض، لولا وجـــود هذا الكم الهائل مـــن النازحين الســـوريي­ن المقتدرين، الذين سدوا فراغ الفنـــادق اللبنانيــ­ـة، بينما تلتهب مشاعر موظفي الدولة المطالبين بتعديل سلســـلة رتبهم ورواتبهم بالتظاهرات والاعتصاما­ت، في وقت تقرر الحكومة المرتبات الخيالية لأعضاء هيئات النفط والهاتف والمستشاري­ن في الرئاسات والوزارات والرقابة المصرفية، معطوفـــة على المخصصات وبـــدلات التمثيل والمدارس والجامعات، وبما يوازي من ضعف الى ثلاثة أضعاف راتب رئيس الجمهورية.

علـــى أي حال، في اليوم الأول من السنة الجديدة غابت السياسة الا نادرا، وحضرت العظات والصلوات مقرونة بالتمنيات والامل، في ضوء غياب القيادات عن البلد أو عن السمع.

البطريـــر­ك المارونـــ­ي الكاردينال بشارة الراعي أشار في خلال قـــداس »على نية السلام العالمي « الى ضرورة التغلب على الخطيئة التي هي نقيض السلام، وتلا رسالة البابا بنديكتوس الســـادس عشـــر لهذا العام مختصرا اياها بخريطة طريق للالتزام بالسلام تبنى على أربع ركائز: الحقيقـــة والحرية والمحبة والعدالة.

وقال متروبوليت بيروت للـــروم الارثوذكس المطران الياس عودة في قداس رأس الســـنة الجديدة ان واجب الدولة ان تحمي حرية أبنائها وتصون كرامتهم وتعاملهم بالعدل والمساواة.

وأضاف: هنا لابد لنا من التذكير بأننا نحن الارثوذكس، أول المطالبـــ­ين بالدولة التي تضع الانســـان المناسب في المكان المناسب.

وقال: نحن نحلم بالدولة المدنية، الدولة التي تنظر الى كفاءة الانسان، قبل النظر الى دينه ومذهبه أو انتمائه.

على ان بداية العام الجديد تحمل أكثر من موعد، يغشاه الالتباس، وفي الطليعة موعد الحوار الوطني في السابع من هذا الشهر والذي لا يبدو انه سينعقد في ظل رفض ١٤ آذار تحويل هذا الحوار الى غطاء للاغتيالات والى سطوة السلاح وآلة القتل، كما تخشى ١٤ آذار، بينما تشير المعلومات الى انعقـــاد اللجنة النيابية لدراســـة قانون الانتخاب، وسط آمال متضائلة باحتمال النجاح.

في هذا الســـياق، تمنى وزير الداخلية مروان شربل الإســـراع في إقرار القانون الجديد للانتخابات، نافيا ان يشارك شـــخصيا في أعمال اللجنة الفرعية المكلفة بدراسة مشاريع قوانين الانتخابات المطروحة.

وقـــال إن مهمـــة اللجنة محصـــورة بالبندين الأول والثاني من اي مشروع قانون مطروح.

وعـــن التحضيرات التي باشرتها وزارة الداخلية أكد شـــربل انها تســـتند الى ما هو قائـــم اليوم وهو قانون ١٩٦٠، وهي تحتاج الى شهرين على الأكثـــر لبث التفاصيل العملية على كل المستويات اللوجستية والأمنية والإدارية، وعن إمكان إجراء انتخابات حسب القانون الحالي قال، قد لا تكون هناك انتخابات اذا ما تمسك من اعلن رفضه لهذه بموقفه الى النهاية.

في مناسبة الأعياد، حيث تبادل اللبنانيــ­ـون التهاني والتمنيـــ­ات عـــادة، خـــرج النائب زياد اســـود، عضو كتلة التغيير والإصلاح التي يرأسها العماد ميشال عون، بحملة على فريق ١٤ آذار.

بسبب مقاطعته للحكومة ومجلس النواب وفشله في محطات مختلفة.

وقال أسود لإذاعة »النور « الناطقة بلسان حزب الله، إن هذا الفريق يقطع التواصل بين الشعب اللبناني من اجل إيجاد حلول للمشاكل التي نعيشها على أرض الوطن، وهو فريـــق لا يملك حرية قراره، وقد فشـــل ايضا في إســـقاط الحكومة من أجل العودة الى الســـلطة، فضلا عن الجنوح نحو استغلال أحـــداث ظرفية من أجل جر اللبنانيــ­ـين الـــى التصادم، والتعرض للجيش اللبناني وتحويل لبنـــان الى ارض مستباحة.

فـــي غضون ذلـــك، نوه وزير الداخلية مروان شربل والمدير العام للأمن الداخلي اللواء أشـــرف ريفي بجهود قوى الأمن وســـهرها خلال ليلة رأس الســـنة، حيث لم تسجل أحداث تذكر.

٭

 ??  ?? وزير الداخلية اللبناني مروان شربل متجولا في بيروت لتأمين سلامة المواطنين المحتفلين برأس السنة
(محمود الطويل)
وزير الداخلية اللبناني مروان شربل متجولا في بيروت لتأمين سلامة المواطنين المحتفلين برأس السنة (محمود الطويل)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait