Al-Anbaa

الجيش الحر يفرض »حظراً جوياً مدنياً« ويحيد مطاري دمشق وحلب

النظام يستهل العام الجديد بالغارات والقصف المدفعي

-

عواصم ـ وكالات: اســـتهل النظام السوري العام الجديد باستئناف القصف والغارات الجويـــة علـــى معظـــم المدن الســـورية، فيما تمكـــن ثوار الجيـــش الســـوري الحر من تحييد اكبر مطارين في البلد عن العمل وبالتالي تمكن من فـــرض حظر جوي مدني على سورية، بينما واصلت المطارات العسكرية المتبقية في ارسال المقاتلات والمروحيات لقصف المدن والبلدات الثائرة لاسيما فـــي ريـــف دمشـــق وحمص وحلب وأوقعت عشرات القتلى والجرحى فـــي اول ايام العام عام ٢٠١٣ .

هذا وقال ناشطون ان النظام أغلق مطار حلب الدولي بسبب استهدافه المستمر من مقاتلي المعارضة، بينما أعلنت السلطات الســـورية ان الاغلاق »بداعي اجراء أعمـــال صيانة لبعض المرافق والمدرج «.

الا ان مصدرا ملاحيا رفض الكشف عن هويته كشف لوكالة فرانس برس ان »الاغلاق جاء كإجراء مؤقت نتيجة محاولات مســـلحي المعارضة المستمرة لاستهداف الطائرات المدنية، ما قد يتســـبب بكارثة انسانية « على حد قوله.

وقال »لـــم يتم تحديد مدة واضحة للاغلاق، لكن من المؤكد انه سيغلق لفترة قصيرة جدا لحين الســـيطرة على المناطق المحيطة بالمطار التي ينتشـــر فيها مسلحو المعارضة ولضمان أمن وسلامة الطائرات «.

وكان المرصـــد الســـوري لحقوق الانسان ذكر ان انفجارا دوى فـــي طائـــرة مدنية لدى اقلاعها من مطار حلب الدولي السبت، مرجحا ان يكون ناتجا عن قصف المطـــار من مواقع للمعارضة.

وقال المرصد إن اشتباكات دارت بـــين القـــوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة فـــي منطقة الليرمون وأحياء كرم الجبل وبســـتان القصر والصاخـــو­ر والإذاعة بمدينة حلب شمال سورية ليل أمس الأول، كما دارت اشتباكات أخرى في محيط مستشـــفى الكندي رافقها ســـقوط قذائف على المنطقة.

وفي دمشـــق، أفاد الجيش السوري الحر أمس بأنه استهدف مبنى المخابـــر­ات الجوية في حرستا بريف دمشق بصواريخ محلية الصنع، كما قصف مطار دمشق الدولي بقذائف الهاون، وهو ما يعطـــل المطار ويدفع بالمسؤولين القادمين او المغادرين الى سلوك الطريق البري الى بيـــروت واســـتخدا­م مطارها للمغادرة.

واســـتهل ســـكان دمشق العام الجديد بأصوات المدفعية التي تضرب الأحياء الجنوبية والشرقية التي تشكل المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة.

وفي الوســـط أطلق جنود يحرسون نقاط تفتيش أعيرة نارية فـــي الهواء في منتصف الليل مما سبب قلقا في المدينة التي أصبحت مهجورة بصورة كبيرة.

وقال معاذ الشـــامي وهو نشـــط في المعارضـــ­ة يعيش في حي المزة بوسط العاصمة عبر ســـكايب »كيـــف يمكنهم الاحتفال؟ إنها ليســـت ســـنة جديدة سعيدة «.

وأضاف ان مقاتلي المعارضة هاجموا نقطة تفتيش في حي برزة في وقت مبكر أمس.

وقالت إحـــدى المقيمات في دمشق والتي طلبت عدم نشر اسمها لأسباب أمنية ان الحشود التي تظهر للاحتفال بليلة رأس السنة كانت غائبة عـــن العاصمة التي أصبحت معزولة بشكل متزايد.

وأضافـــت »كانـــت هناك موســـيقى لكـــن لـــم يرقص احـــد. كانوا يجلســـون فقط هناك وفي أيديهم مشـــروبات ويدخنون. لا أعتقد أني رأيت أحدا يبتسم «.

من جهة أخرى شـــهد ريف دمشق اسقاط اول طائرة تابعة للنظام عـــام ٢٠١٣ حيث اعلن معارضـــون ان الجيش الحر اســـقط طائرة ميـــغ في بلدة شـــبعا في الغوطة الشـــرقية بريف دمشق ولم يعرف مصير الطيار.

وقالت جماعات معارضة إن الجيش الحر والكتائب الثائرة دمروا حاجز السبينة الذي كان يقصف المناطق المحيطة في اول عملية ينفذونها في بداية السنة الجديدة.

وقال نشـــطاء آخرون في المعارضـــ­ة إن القوات الجوية التابعة للرئيس بشـــار الأسد قصفت الضواحي الشـــرقية لدمشـــق وكثـــف الطيـــران الحربي غاراتـــه على مدينتي داريا ومعضمية الشام جنوب غرب دمشـــق ومعظم مناطق الريف وتزامنت مع اســـتمرار الاشـــتبا­كات فـــي المنطقـــة، بحسب ما ذكر المرصد السوري وناشطون.

وفيمـــا اشـــار المرصد الى اســـتمرار »محاولـــة القوات النظاميـــ­ة منذ اشـــهر فرض سيطرتها على كامل المنطقة « التي تشكل مدخلا الى العاصمة بالنســـبة لمقاتلـــي المعارضة المتجمعين فيها، ذكرت الهيئة العامة للثورة في بريد الكتروني ان »دبابتين وعربتي بي إم بي دخلتـــا المنطقة مـــن المتحلق الجنوبي باتجاه داريا لمعاودة محاولات الاقتحام «.

وأفـــاد المرصـــد لســـوري وناشطون عن قصف على الأحياء الجنوبية لدمشق القريبة من داريا، بما فيها مخيم اليرموك للاجئين الفلســـطي­نيين حيث قتل سبعة أشخاص بالقصف ورصـــاص القناصة بحســـب صفحة الثورة السورية.

ونشر ناشطون على موقع »يوتيوب « على شبكة الانترنت أشـــرطة ڤيديو مؤرخة أمس تظهر مجموعة من المســـلحي­ن الملثمين وهم يقاتلون في شارع الثلاثين في المخيم.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان وحدات الجيش واصلت »ملاحقة الارهابيين« و» نفذت عمليتين نوعيتين في يبرود والنبك في ريف دمشق قضت خلالهما على عدد من المسلحين ودمرت أسلحة وذخيرة أدوات اجرامية كانوا يستخدمونها« .

على الجبهة الأخرى، اعلن الجيش الحر سيطرته على حقل توينان للغاز الطبيعي في مدينـــة الطبقة بمحافظة الرقة بشكل كامل، مؤكدا قتل وأســـر نحـــو ٤٠ جنديا من الجيش النظامـــي، واغتنام عدد من الأسلحة.

وفي مدينة حمص قال أحد السكان طلب عدم نشر اسمه إن القذائف سقطت على البلدة القديمة في وقـــت مبكر امس بحسب فرانس برس.

كما أفاد المرصد الســـوري لحقوق الإنســـان بـــأن بلدة »البويضة « الشرقية ومنطقة الحولة بمدينة حمص وســـط سورية تعرضتا للقصف من قبل القوات النظامية مع الدقائق الأولى للعام الجديد.

وذكـــر المرصد، فـــي بيان أوردته وكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ)، أن اشتباكات دارت بين مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية على أطراف مدينة »الرستن « بحمص رافقها قصف من قبل القوات النظامية على المنطقة.

من جهة أخرى، تتواصل منذ خمسة ايام الاشتباكات العنيفة في شـــمال غرب البـــلاد بين »القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أخرى في محيط معسكر وادي الضيف « شـــرق معرة النعمان وداخل مركـــز الحامدية جنوب معرة النعمان، المدينة الاستراتيج­ية على طريق دمشق حلب، بحسب ما ذكر المرصد.

وفي محافظـــة درعا، قال المرصد ان اشـــتباكا­ت عنيفة دارت فـــي أطـــراف بلدة بصر الحرير بـــين مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية التي تحاول استعادة السيطرة علـــى البلدة عبر اقتحامها من الجهتين الشـــرقية والغربية للبلدة.

وكان مقاتلـــو المعارضـــ­ة اســـتولوا على بصر الحرير قبل ايام.

وذكر المرصد أن اشتباكت دارت بـــين القـــوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة في بلدة »الصنمين « بريف درعا جنوب ســـورية بعد منتصف الليلة قبل الماضية فيما تعرضت بلدات الحراك واليادودة وجملة وانخل بريـــف درعا للقصف من قبل القوات النظامية عند منتصف الليل.

 ??  ?? صورة بثها ناشطون للدمار الذي حل ببلدة شبعا بريف دمشق
صورة بثها ناشطون للدمار الذي حل ببلدة شبعا بريف دمشق

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait