Al-Anbaa

المعلم يعلن من موسكو قبول الحوار .. والمعارضة: ليس قبل رحيل الأسد

الائتلاف يدرس المشاركة في مؤتمر روما بعد وعود بدعم نوعي

-

عواصم ـ وكالات: وســـط تشـــكيك من قبـــل المعارضة السورية بشـــقيها السياسي والعسكري، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم من موسكو أمس عن استعداد النظام السوري لإجراء محادثات مع المعارضة، بمـــا فيها المعارضة المســـلحة وهو مـــا اعتبرتـــه المعارضة مناورة سياسية لشغل العالم عن سياسته الجديدة بقصف المدنيين بصواريخ »ســـكود « الباليستية .

وبعـــد يومين علـــى إعلان الائتـــلا­ف الوطنـــي المعارض تعليق زيارته الى روسيا وأميركا ومشاركته في مؤتمر أصدقاء الشـــعب الســـوري المقبل في روما، قال المعلم في تصريحات صحافية من موســـكو »نحن مســـتعدون للحوار مع كل من يريده حتى من يمسك السلاح في يديه « في اشارة الى الجيش الحر والكتائب المسلحة.

وتابـــع »اننـــا نثـــق بأن الإصلاحات لن تسير عبر إراقة الدماء، وانما عبر الحوار «، مشيرا الى تشـــكيل ائتلاف حكومي للتفاوض مع »معارضة الداخل والخارج« .

في المقابل قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الحل الوحيد »المقبول « في سورية هو تسوية سياسية للنزاع المستمر في البلاد منذ عامين.

وقال لافروف »لابديل مقبولا لتسوية سياسية يتم التوصل اليها من خـــلال توافق مواقف الحكومة والمعارضة« .

وأضاف »نريد لسورية ان تكون مستقلة، موحدة، ولجميع المواطنين السوريين بغض النظر عن ديانتهم ان يعيشوا بحرية في سلام وديموقراطي­ة« .

وتابع لافـــروف انه »على الشعب السوري تقرير مصيره من دون تدخل اجنبي« .

واضاف ان الوضع في سورية »على مفترق طـــرق« لكن بدا متفائلا حيال التوصل الى حل تفاوضي.

على الطرف المقابل، شككت المعارضـــ­ة الســـورية بعرض النظام، حيث قال أحمد رمضان عضو المجلـــس الوطني وأحد المكونات الرئيســـي­ة للائتلاف الوطنـــي، إن النظام غير جاد فيما يطرحه من مبادرات.

وأضاف رمضان في تصريح خاص لراديو »سوا « الأميركي أنه ينبغي على نظام الرئيس بشار الأسد أن يوقف القصف الوحشي الذي تتعرض له المدن السورية قبل أن يدعو إلى الحوار.

وفي سياق ذي صلة أشار عضو المجلس الوطني السوري إلـــى أن نظام الأســـد يحاول كســـر طوق العزلة المحيط به والاحتفاظ بالموقف الروســـي المساند له.

الجنـــاح العســـكري فـــي المعارضة السورية رفض بدوره الجلوس الى طاولة الحوار قبل رحيل رأس النظام. وقال العميد سليم إدريس رئيس هيئة أركان القيادة العســـكري­ة المشتركة للجيش الحـــر إنه لا يمكن أن تكون هنـــاك مفاوضات لإنهاء الصراع إلى أن يتنحى الرئيس السوري بشـــار الأسد وإلى أن تجرى محاكمة قادة بالجيش وقوات الأمن.

وأضاف ان المعارضة المسلحة ترفض الجلوس الـــى طاولة الحوار قبل تخلي الرئيس بشار الأسد عن السلطة وقبل وقف »كل انواع القتل « و» سحب الجيش « من المدن. وأضاف ردا على سؤال حول هذا التصريح »لم نتلق هذا الطرح بشـــكل رسمي ولا نثق بالنظام« .

وشـــكك في دعـــوة المعلم، وقال »النظـــام قد يتنصل من طروحاته. نريـــد ان يقدم هذا العرض بشكل رسمي برعاية وضمانات، ثـــم نعرضه على القيادة وندرسه «.

الا انه أكد وجوب ان تكون هناك »أسس واضحة للحوار «. ومن أهم هذه الأســـس بحسب قوله »ان يكون هناك قرار واضح باستقالة رئيس عصابة الإجرام وتخليه عن منصبه، وبتقديم القـــادة الأمنيين وقادة الجيش الذيـــن اعطوا اوامر بالقتل الى المحاكمة« .

وتابع »يريدنا وليد المعلم ان نجلس معه على طاولة الحوار. انا كقائد للثوار ورئيس أركان للجيش الحر لن اجلس مع المعلم او مع اي واحد من هذه الزمرة، قبل ان يتوقف كل شـــيء، كل نوع من انواع القتل، وقبل ان يسحبوا كل القطع والجيش من المدن وتعود بقايا هذا الجيش المجرم الخائن الى ثكناتها «. وذكر ان الحوار يجب ان يكون على »تسليم السلطة «.

غير ان ادريس اكد في الوقت نفسه وجود تنسيق بينه وبين المعارضة السياسية.

وقال »نحن على اتصال دائم مع الاخوة في الائتلاف الوطني والمجلس الوطني واطياف كثيرة من المعارضة المدنية الموجودة في الداخل والخارج «.

وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية احمد معاذ الخطيب جدد بدوره اســـتعداد­ه للحوار مع النظام، متهما اياه برفض مبادرته حول هذا الموضوع.

وقال لصحافيين ان »الائتلاف وضع محددات للحوار. الحوار ليس كســـبا للوقت ومماطلة. النظـــام رفض ابســـط الأمور الإنســـان­ية وهي اطلاق سراح المعتقلين. قلنا اطلقوا النساء اولا، ولـــم يتخذ اي خطوة في ذلك« .

واضاف »هـــو الذي رفض الحوار بنوع من المماطلة الدائمة، هو الذي عطل المبادرة التي كان فيها ربما مفتاح خلاص للشعب السوري كله «.

وتابع »نحن منفتحون دائما للقرارات التي تؤدي الى وقف القتل والتدمير «.

من جهة أخرى، قال الخطيب ان المعارضة الســـورية تدرس مشـــاركته­ا في مؤتمر اصدقاء الشعب السوري المقبل في روما الشهر المقبل الذي كانت قررت مقاطعته، بعد »وعود تلقتها من دول كبرى « بالدعم »الواضح والنوعي« .

واشار من جهة ثانية الى ان زيارته التـــي كانت مقررة الى موسكو »مؤجلة حتى نرى كيف ستتقدم الأمور «.

وأضاف ان »الشعب السوري يدمر يذبح يقتل ونحن اذا ذهبنا، فمن اجل ان نتحدث عن حقوقه واذا امتنعنـــا فمن اجل اعطاء رسالة الى المجتمع الدولي. الدول الصامتة تشارك في ذبح الشعب الســـوري. ونحن نرفض هذا الموضوع جملة وتفصيلا «.

وكشـــف الخطيب عن أنه التقى أمس الأول سفراء عدة دول حيث وعدوا بأنه سيكون هناك دعم لرفع المحنة عن الشـــعب السوري.

 ??  ?? جانب من الدمار الذي حل بالمدينة القديمة بحلب
(رويترز)
جانب من الدمار الذي حل بالمدينة القديمة بحلب (رويترز)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait