Al-Anbaa

دعاة لـ »الأنباء «: رؤية المؤمنين لوجه الله يوم القيامة ثابتة بصحيح الأدلة ومنكروها مخالفون ..وابن باز: من جحدها لا يُصلَّى وراءه

دعاة أكدوا لـ »الأنباء « أن الآيات صريحة في تقريرها وكذلك الأحاديث النبوية

-

رغم تضافـــر النصوص من الكتاب والسنة على ثبوت رؤية المؤمنين لوجـــه الله تعالى في الجنة، الا ان هناك من بعض الفرق من ينكر ذلك ويؤول ما ورد من الصحيح الثابت في ذلك . »الأنباء « سألت عددا من الدعاة والمختصين في العقيدة عن المسألة فأكدوا ان كل النصوص تدل على ان رؤية الله تعالى يـــوم القيامة ثابتة بالنصوص الصحيحة والكتاب والسنة، وشددوا على ان من انكر ذلك فقد خالف الكتاب والســـنة والسلف الصالح، وقالوا ان اهل الجنة لا يعطون شيئا فيها احب اليهم من النظر الى وجهه الكريم، وهـــي من فضل الله تعالى على عباده المؤمنين جزاء ايمانهم ايمانا لا تخالطه ريبة ولا شك، وفيما يلي اقوال الدعاة:

من أنكرها فهو مخالف

الداعيـــة الاســـلام­ي والامام والخطيب الشـــيخ خالد الخراز يؤكد ان منهج اهل السنة هو منهج الســـلف الصالح في اسماء الله وصفاته والايمان بها، كما اخبر الله تعالى وكما اخبر بها رسوله ژ، وذلك على مراد الله تعالى وبالوجه الذي يليق بجلاله وعظيم سلطانه مع الايمان بأن الله تعالى لا يشبهه احد من خلقه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، والايمان بهذه الاسماء والصفات من غير تحريـــف ولا تعطيل ولا تكيف ولا تمثيل، والايمان بها في اطار قوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو الســـميع البصير)، فرؤية اهل الايمـــان لربهم يوم القيامة ثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة، ففي كتاب الله قال تعالى (وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة) وقوله تعالى (للذين احســـنوا الحسنى وزيادة)، فالحسنى الجنة والزيادة النظر الى وجهه الكريم، وقال تعالى (ان الابرار لفي نعيم على الارائك ينظرون)، وقال الامام السعدي: ينظرون الى ما اعده الله لهم من النعيم وينظرون الى وجه ربهم الكريم، قال تعالى (كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)، فلما حجب هؤلاء في حال السخط دل على ان المؤمنين يرونه في حال الرضا والا لم يكن بينهما فرق.

وزاد: اما من السنة النبوية، فعن جرير ے قال: كنا عند النبي ژ فنظر الـــى القمر ليلة البدر فقال: انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ـ رواه البخاري.

وفي صحيح مسلم : »واعلموا انكـــم لـــن تـــروا ربكـــم حتى تموتوا« .

وعن صهيب ے عن النبي ژ قـــال: »إذا دخـــل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة وتنجينـــا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهـــم من النظر إلى ربهم عز وجل «.

وفي الحديث الشريف : »وأسألك لذة النظر إلى وجهك « والأحاديث الدالة على رؤية المؤمنين لله يوم القيامـــة متواتـــرة تلقتها الأمة بالقبول إلا من نفى وعطل الله عن صفاته كالجهمية ومن سار في ركبهم.

قال الإمام الطحاوي: والرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفية كما نطق بـــه كتاب ربنا (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة).

وتفســـيره على ما أراد الله تعالى وعلمه وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن الرسول ژ فهو كما قال، ومعناه على ما أراد، لا ندخل في ذلك متأولين في آرائنا ولا متوهمين بأهوائنا فانهم ما سلم في دينه إلا من سلم لله عز وجل ولرسوله ژ ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه.

المنكرون

ويقول الداعية الخراز: والرد على منكر رؤية الله تعالى في يوم القيامة وفي الجنة أقول من هم الذين ينكرون الرؤية؟ وما دليلهم على نفيها؟ وبما يرد عليهم؟ إن الذين ينكرون الرؤية هم الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم وليس قول أهل السنة والجماعة، وقولهم باطل ومردود بالكتاب والسنة والإجماع. وأما استدلالهم بقول الله تعالى (لن تراني). فأرد عليهم بالآتي: أولا: الأدلة التي اســـتدل بها اهل الســـنة والجماعة على ثبوتها. ثانيا: الإتيان دليـــل عليهم من وجوه: احدها انه لا يظن بكليم الله موسى گ وأعلم الناس في وقته ان يسأل ما لا يجوز عليه بل هو عندهم من أعظم المحال.

ثالثا: انه لا ينكر عليه سؤاله، ولما سأل نوح گ ربه نجاة ابنه، أنكر الله سؤاله.

رابعا: ان الله تعالى قال (لن تراني) ولم يقل: اني لا أُرى، أو لا يجوز رؤيتي، والفرق بين الجوابين ظاهر.

خامسا: في قوله تعالى: (ولكن انظر الى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني) فأعلمه ان الجبل مع قوته وصلابته لا يثبت للتجلي

إكرام للمؤمنين

في هذه الدار الدنيا، فكيف بالبشر الذي خلق من ضعف؟!

سادســـا: ان الله كلم موسى وناداه وناجاه،، ومن جاز عليه التكلم والتكليم وأن يسمع مخاطبة كلامه بغير واسطة فرؤيته أولى بالجواز، وأكد الشيخ الخراز ان كل هذه النصوص تدل على ان رؤية الله تبـــارك وتعالى يوم القيامة ثابتة، ومن أنكر ذلك فقد خالف الكتاب والسنة والسلف الصالح.

ويرى رئيس لجنة الجهراء باحياء التراث الاسلامي والإمام والخطب بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية د.فرحان الشمري ان مســـألة النظر لوجـــه الله يوم القيامة لا يجوز ان يكذب بها احد فان اكرام الله للمؤمنين الموحدين كثيـــرة ومن اشـــرفها واعظمها تشريفهم واكرامهم بالنظر الى وجهه الكريم في جنة عدن، كما قال تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة).. القيامة ٢٢ .٢٣-

أي ان وجوه المؤمنين تكون حسنة بهية مشـــرقة مسرورة بسبب نظرها إلى وجه ربها كما قال الحسن رحمه الله : »نظرت إلى ربها فنضرت بنوره «.

وعن ابـــن عباس رضي الله عنهما: ») وجوه يومئذ ناضرة) قال: من النعيم »إلى ربها ناظرة « قال تنظر إلـــى وجه ربها نظرا. وهذا قول المفسرين من أهل السنة والحديث.

وقال جـــل شـــأنه: (لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد).. ق .٣٥

فالمزيد هنـــا هو : »النظر إلى وجه الله ـ عز وجل ـ »كما فسره بذلك علي وأنس بن مالك رضي الله عنهما

وقال سبحانه: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة).. يونس ٢٦ .

فالحسنى الجنة والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم، كما فسرها بذلك رسول الله ژ، فيما رواه مسلم في صحيحه ٢٦٦ عن صهيب ے عن النبي ژ قال: »إذا دخل أهل الجنة الجنة قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ـ عز وجل ـ وهي الزيادة ثم تلا هذه الآية (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة).

فإذا علمـــت أن أهل الجنة لا يعطون شيئا فيها أحب إليهم من النظر إلـــى وجه ربهم جل وعلا تبين لك مدى الحرمان، وعظيم الخسران، الذي ينتظر المجرمين الذين توعدهم الله بقوله: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون).. المطففين ١٥، نسأل الله السلامة والعافية.

واضاف ومن جميل ما يروى عن الشافعي ما ذكره عنه الربيع بن ســـليمان وهو أحد تلاميذه : قال: حضـــرت محمد بن إدريس الشـــافعي وقد جاءته رقعة من الصعيـــد فيها: ما تقول في قول الله عز وجل: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)؟ فقال الشافعي: »لما أن حجب هؤلاء في السخط، كان في هذا دليل على أن أولياءه يرونه في الرضا «.

فهذه بعض الأدلة من القرآن على ثبوت رؤية المؤمنين لربهم في الجنة.

وأما أدلة الســـنة فهي كثيرة جدا، فمنها:

واستشهد بما رواه البخاري ٦٠٨٨ ومسلم ٢٦٧ من حديث أبي هريرة ے أن ناسا قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله : »هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ »قالوا: لا يا رسول الله. قال : »هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ »قالوا: لا. قـــال : »فإنكم ترونه كذلك...الحديث «.

وفـــي رواية للبخـــاري »لا تضامـــون أو لا تضارون « على الشك ومعناه: لا يشتبه عليكم وترتابون فيه فيعارض بعضكم بعضا في رؤيتـــه. ولا يلحقكم في رؤيته مشقة أو تعب، والله أعلم.ا. هــــ مختصرا من شـــرح مسلم.

وفـــي الصحيحين أيضا »خ/ ٦٨٨٣. م/ ١٠٠٢ « من حديث جرير بن عبدالله البجلي قال: كنا جلوسا مع النبي ژ فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته «.

والتشبيه الذي في الأحاديث هو تشبيه للرؤية بالرؤية، أي أننا كما نرى الشمس في اليوم الصحو في غاية الوضوح، ولا يحجب أحد رؤيتها عن أحد رغم كثرة الناظرين إليها، وكما نرى القمر مكتملا ليلة البدر وهو في غايـــة الوضـــوح، لا يؤثر كثرة الناظرين إليه على وضوح رؤيته فكذلك يرى المؤمنون ربهم يوم القيامة بهذا الوضوح والجلاء، وليس المقصود مـــن الأحاديث تشبيه المرئي بالمرئي تعالى الله فإن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

وروى البخاري ٤٥٠٠ ومسلم ٦٨٩٠ عن أبي موسى أن النبي ژ قال: »جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهمـــا، وما بين القوم وبين أن يـــروا ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن« .

وقد روى أحاديث الرؤية نحو من ثلاثين صحابيا، ومن أحاط بها معرفة يقطع بأن الرسول ژ قالها. فمن زعم بعد هذا أن الله تعالى لا يرى في الآخرة فقد كذب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله، وعرض نفسه للوعيد الشديد الوارد في قوله تعالى: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون).. المطففين ١٥ ، نسأل الله تعالى العفو والعافية، ونسأله أن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه الكريم.. آمين.

في القرآن والسنة

الإمـــام والخطيب بـــوزارة الاوقاف والشـــؤون الاسلامية د.محمد الحمود النجدي يقول: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والســـلام على من ارســـله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه واخوانه الى يوم الدين، اما بعد: فالمعتقد الصحيح وهو ما اجمع عليه اهل الحق واتفق عليه اهل التوحيد والصدق ان الله تعالى يراه المؤمنـــو­ن بأبصارهم يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر، ويرونه كما يرون الشمس ليس دونها سحاب، دل عليه صريح القرآن العظيم والسنة النبوية ايضا، واجماع الســـلف من هذه الامة، وائمة الهدى اما الادلة من القرآن الكريم. ١- قولـــه تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة).. القيامة، فهي اية صريحة في نظر المؤمنين الى ربهم عز وجل لا تحتمل ردا ولا تأويلا. ٢- وقوله عز وجل: (كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) أي يحجب الله تعالى من غضب عليهم من الكفار عن رؤيته ومفهوم الآية: ان المؤمنين ليســـوا بمحجوبين عن ربهم، والا لم يكن هناك فرق بينهم.

قال الامام مالك في هذه الآية: لما حجب اعداءه فلم يروه تجلى لأوليائه حتى رأوه.

وقال الشافعي: لما حجب قوما بالسخط دل على ان قوما يرونه بالرضا. ٣- قوله تعالى: (للذين احسنوا الحســـنى وزيـــادة).. يونس، وفســـرت الزيادة في انها رؤية وجه الله تبارك وتعالى كما جاء في الحديث الصحيح الآتي .

وكذا قوله تعالـــى: (لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد).. ق، وكذلك فسر المزيد هنا بانها رؤية وجه الله تبارك وتعالى وعلى هذا جماهير المفسرين، في اثبات رؤية المؤمنين لربهم عز وجل.

وبين بعض ما ذكر في الاحاديث وقال الاحاديث في هذا الباب كثيرة جدا منها ما هو في الصحيحين ومنها ما هو في غيرهما، فمنها. ١- روى مسلم في صحيحه عن صهيب ے عن النبي ژ قال: »اذا دخل اهل الجنة الجنة، قال الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولـــون: ألم تبيض وجوهنـــا؟ ألم تدخلنـــا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب فما اعطوا شـــيئا احب اليهم من النظر الى ربهم عز وجل، وفي رواية: ثم تلا: (للذين احسنوا الحسنى وزيادة). ٢- ما اتفق عليه الشيخان: من حديث جرير بن عبدالله البجلي ے قال: »كنا عند النبي ژ اذ نظر الـــى القمر ليلة البدر، قال: انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فان استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا «.

اخرجه البخاري في مواقيت الصلاة باب فضل صلاة العصر ٥٢٩ ومسلم في »المساجد « باب فضل صلاتـــي الصبح والعصر والمحافظــ­ـة عليهمـــا ١٤٣٤ وأبو داود فـــي ٤٢٩ باب فـــي الرؤية ٧٤٢٩ والترمذي في صفة الجنة باب مـــا جاء في رؤية الله ٢٥٥١ وابن ماجة في المقدمة باب فيما انكرت الجهمية ١٧٧ والامام احمد ١٨٧٦٦ من حديث جرير بن عبدالله البجلي ے.

٣- وعن ابي سعيد الخدري قـــال: »قلنا يا رســـول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارون في رؤية الشمس والقمر اذا كان صحوا؟ قلنا: لا، قال: فانكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ الا كما تضارون في رؤيتهما «.

اخرجه البخاري في التوحيد باب قول الله تعالى وجوه يومئذ ناظرة ٧٨٨٦ ومسلم في الايمان باب معرفة طريق الرؤية ٤٥٤ من حديث أبي سعيد الخدري ے ومعنى تضارون اي لا تزدحمون على رؤية الله تعالى كل يراه وهو في مكانـــه لان الناس كما يرون الشمس والقمر من غير زحام وهما مخلوقان فكيف بالخالق؟!

وقـــال الامام ابن ابـــي العز الحنفي رحمه الله: ليس تشبيه رؤية الله برؤية الشمس والقمر تشبيها لله، بل هو تشبيه الرؤية بالرؤية لا تشبيه المرئي بالمرئي ولكن فيه دليـــل على علو الله على خلقه، والا فهل تعقل رؤية بلا مقابلة؟! ومن قال: يرى لا في جهة فليراجع عقله، فاما ان يكون مكابرا لعقله او في عقله شيء، والا فاذا قال: يرى لا امام الرائي ولا خلفه ولا عن يمينه ولا عن يساره، ولا فوقه ولا تحت رد عليه كل من سمعه بفطرته السليمة، انظر شـــرح العقيدة الطحاوية بشرحنا.

رؤية قلبية

واكد ان الأمة اتفقت على انه لا يراه احد في الدنيا بعينه ولم يتنازعوا في ذلـــك الا في نبينا ژ خاصة والجمهور على انها رؤية قلبية فقد سئل ژ: هل رأيت ربك؟ فقال: نور انى اراه« ، رواه مسلم، وقالت عائشة رضي الله عنها من زعم ان محمدا رأى ربه فقد اعظم، ولكن قد رأى جبريل في صورته، وخلقه ساد ما بين الافق، رواه البخاري.

وقالت: من حدثك ان محمدا ژ رأى ربـــه فقد كذب ثم قرأت (لا تدركه الأبصـــار وهو يدرك الأبصـــار وهو اللطيف الخبير) رواه البخاري ومسلم. ٤- كان من سؤال النبي ژ ودعائه: (واسألك لذة النظر الى وجهك)، رواه الامام احمد والنسائي.

قال ابن عبدالبر: والاثار في هذا المعنى كثيرة جدا، اما رؤية الله تعالى في الدنيا فلا تقع .

قـــال الامـــام القرطبي في تفسيره في قوله تعالى (حتى نـــرى الله جهرة).. البقرة ٥٥ وقد اختلف في جـــواز رؤية الله تعالى فأكثر المبتدعة على انكارها في الدنيا والاخرة واهل الســـنة والسلف على جوازها فيهما ووقوعها في الاخرة فعلى هذا لم يطلبوا من الرؤية محالا وقد سألها موسى گ وقد بين القرطبي في آيـــة الاعراف ان موســـى گ لم يطلب محالا ورد تأويل من تأول رؤية الله في الاية فقال في قوله تعالى (قال لن تراني) اي في الدنيا ولا يجوز الحمل على انه اراد ارني اية عظيمة لأنظر الى قدرتك لانه قال »اليك « وقال »لن تراني« ولو ســـأل آية لاعطاه الله ما ســـأل كما اعطاه سائر الآيات وقد كان لموسى گ فيها مقنع عن طلب اية اخرى فبطل هذا التأويل.

وأورد مـــا روي عـــن أنس ے قال: ســـئل رسول الله ژ عن قوله تعالى: (وزيادة) قال: للذين أحسنوا العمل في الدنيا لهم الحسنى، وهي الجنة، والزيادة النظر الى وجه الله الكريم. وهو قول أبي بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب فـــي رواية، وحذيفة، وعبادة بن الصامت، وكعب ابن عجرة، وأبي موســـى، وصهيب، وابن عباس في رواية، وهو قول جماعة من التابعين، وهو الصحيح في الباب.

أهل الإيمان

وأما ما استدل به نفاة الرؤية من قوله تعالى لموســـى: (لن تراني)، فذلك مختص بالدنيا، إذ لم يخلق الخلق فيها للبقاء، ويـــدل عليه قوله ژ: لن يرى أحدكم ربه حتى يموت. رواه ابن أبي عاصم في كتاب »السنّة «، وقال الالباني: إسناده صحيح وجـــواب آخر، وهـــو أن قوله تعالـــى: (لن تراني ولكن انظر الى الجبل) الآية، ليس بجواب من سأل محالا، وقد قال تعالى لنوح: (فلا تسألن ما ليس لك به علم اني أعظك أن تكون من الجاهلين)، فلو سأل موسى محالا لكان في الكلام زجر ما وتبيين وقوله عز وجـــل: (لن تراني) نص من الله تعالى على منعه الرؤية في الدنيا، و(لن) تنفي الفعل المستقبل، ولو بقينا مع هذا النفي بمجرده لقضينا انه لا يراه موسى أبدا ولا في الآخرة، لكن ورد من جهة أخرى بالحديث المتواتر أن أهل الايمان يرون الله تعالى يوم القيامة، فموسى گ أحرى برؤيته أفاده ابن عطية في تفسيره والله تعالى أعلم.

الرؤية لا شك فيها

ويقول الاســـتاذ المساعد في قسم الدراسات الاسلامية بكلية التربية الاساسية وعضو هيئة الافتاء في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية د.عيسى زكي:

رؤية الله ســـبحانه وتعالى ثابتة للمؤمنين في الحياة الاخرى وليســـت في الحياة الدنيا. ولما كانت هذه الرؤية من الغيبيات، فإننا نقف في إثباتها على ما ورد في القرآن الكـــريم وما صح من أحاديث عن النبي ژ.

ومن ذلك قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة).

ومنه قوله تعالـــى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) وجاء تفســـير هذه الزيادة بأنها رؤية المؤمنين ربهم في الجنة.

وبين أن معنى (لا تضامون) أي لا تظلمون فيه برؤية بعضكم دون بعض فإنكم ترونه في جهاتكم كلها، فلا تزدحمون فيمنع بعضكم من رؤيته بسبب التزاحم.

وننبه هنـــا الى قوله تعالى لسيدنا موسى گ عندما سأل ربه أن ينظر اليه: (قال رب أرني أنظر اليك قال لن تراني) بأن نفي رؤية الله سبحانه بلن إنما هو في الدنيا. أما في الآخرة فقد ثبتت رؤية المؤمنين لهـــا كما بينا في الآيات والاحاديث سابقا.

وقال: ولنعلم أن هذه الرؤية في الآخرة هي من فضل الله عز وجل على عباده المؤمنين جزاء إيمانهم به إيمانا لا تخاطه ريبة ولا شـــك مع كونهم لا يرون في الدنيا. بل آمنوا به سبحانه بعد تفكر وتدبر في آيات الله الكونية والادلة العقلية والفطر السليمة، التي تقود الانســـان وتهديه الى الايمان بخالقه ســـبحانه. ولهذا كان من عقابه سبحانه بمن جحد ولم يؤمن به أن حجبه الله عن رؤيته يوم القيامة كما جاء في قوله تعالى: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون).

اللهم اجعلنا ممن تشـــملهم بكريم فضلك فننظـــر اليك ولا نضام في رؤيتك سبحانك.

بعض الفرق نفتها

ويـــرى أســـتاذ العقيـــدة والدعـــوة بكليـــة الشـــريعة والدراسات الاسلامية د.ناصر اللوغاني أن رؤية الله تعالى ثابتة بأدلـــة قرآنية وأحاديث نبوية شـــريفة. قـــال تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة) وبالنســـب­ة للأحاديث الصحيحـــة منهـــا حديث أبي ســـعيد الخضـــري ے قال: قلنا يا رسول الله أنرى ربنا فقال ژ: هل تضارون في رؤية الشمس اذا كانوا صحوا قلنا لا، قال: أتضارون في رؤية القمر ليلة البدر اذا كان صحوا، قلنا: لا، قال: فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤيتها« .

ولفـــت د.اللوغاني الى أن هناك بعض الفرق الاسلامية كالمعتزلة والاباضية المعاصرون لا يجيـــزون رؤية الله تبارك وتعالى، وهذه مســـألة عقدية جدلية، حصل فيها جدال قديم من القرون الاولى بعض الفرق خارج أهل السنّة نفت الرؤية وأثبتها أهل السنّة والجماعة، كمـــا أخذت هـــذه القضية في التاريخ الاســـلام­ي حيز كبير من النقاش ومنهج أهل السنة الاكتفاء بما ثبت وعدم الخوض في الجدليات وإثارة النزعات العقائدية، وهذا هو الأســـلم لسائر المسلمين.

وأكد د.اللوغاني أن مسائل العقائـــد كثيرة فـــي جوانبها وفوق حـــدود العقل ودائرته، ولا يستحيلها العقل والواجب التسليم بالنص الثابت.

الخراز: قول المنكرين للرؤية باطل ومردود عليه واستدلالهم فاسد النجدي: المبتدعة أنكروا رؤيته سبحانه في الدنيا والآخرة وأهل السنة والسلف على جوازها فيهما ووقوعها في الآخرة الشمري: أهل الجنة لا يعطون شيئاً فيها أحب إليهم من النظر إلى وجه ربهم الكريم زكي: رؤية الله تعالى في الآخرة هي من فضل الله عز وجل على عباده المؤمنين جزاء إيمانهم إيماناً لا تخالطه ريبة ولا شك اللوغاني: هناك بعض الفرق نفت رؤية الله وأثبتها أهل السنة والجماعة وعلينا عدم الخوض في الجدليات وإثارة النزعات العقائدية

 ??  ?? د.فرحان الشمري
د.فرحان الشمري
 ??  ?? الداعية خالد الخراز
الداعية خالد الخراز
 ??  ?? د.ناصر اللوغاني
د.ناصر اللوغاني
 ??  ?? د.عيسى زكي
د.عيسى زكي
 ??  ?? د.محمد الحمود النجدي
د.محمد الحمود النجدي

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait