باحث أميركي: نتنياهو سيلعب على الانقسامات داخل الحكومة
قال الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لسياســـة الشرق الادنى مديڤيد ماكوفسكي ان الحكومة الإســـرائيلية الجديد تتسم بالانقســـام على نحو يمكن ان يعـــوض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما فقده من وزن سياســـي بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة والتي تراجعت فيها شعبية حزب الليكود. وقال ما كوفسكي في ورقة بحثية نشرها المعهد ان زيارة الرئيس باراك اوباما الاخيرة لإسرائيل كانت محاولة واضحة من قبل الادارة الاميركية لاستثمار الانقسام الفكري والسياسي في الائتلاف الإســـرائيلي الجديد. وأضاف »ربما عززت الانقسامات في التحالف الإســـرائيلي الجديد قرار اوباما بالتواصل المباشر مع الرأي العام الإسرائيلي، ويهدف الرئيس من ذلك الى ان يكون بمنزلة الكابح لقيام إسرائيل بتصرف منفرد ســـواء على الصعيد الفلسطيني او على الصعيد الايراني« . وأشـــار الباحث الاميركي الى وجود اثنين من الوزراء ينتميان مباشرة الى حركة المستوطنين اليهود في الضفة الغربية بالاضافة الى وجود ثالث متعاطف بشكل تقليدي مع تلك الحركـــة. والوزيران هما وزير التجارة والصناعة نفتالي بينيت وهو اميركي الاصل من منطقة سان فرانسيسكو راكم ثروة كبيرة من العمل في مجال البرمجيات وهاجر الى إسرائيل للالتحاق بالمستوطنين وهو عضو في حزب إســـرائيل بيتنا الذي يقوده وزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان. والوزير الثاني الآتي من صفوف المســـتوطنين هو وزير الاسكان اوري ارييل الذي يمكن كما قال الباحث الاميركي ان يستخدم ميزانية وزارته لتشـــجيع عمليات الاســـتيطان وتسهيل اصدار تصريحات البناء للمستوطنين. وأشار ماكوفسكي الى ان هذا الوزير الاقوى في الوزارة الجديدة بعد نتنياهو نفسه هو وزير الدفاع موشيه يعلون وهو احد خلفاء نتنياهو المحتملين في الليكود. ويتبنى يعلون موقفا متشددا من قضايا السياسة الخارجية الإسرائيلية بصفة عامة ويبدي بشكل تاريخي تعاطفه مع المستوطنين. وفي مواجهة هذا المحور المتشدد يتوقع ماكوفسكي ان تلعب وزيرة العدل تسيبي ليڤني ووزير المالية يائير لابيددورا، الا ان انعدام خبرة اغلب الوزراء بالسياســـة الخارجية سيؤدي في تقدير الباحث الاميركي الى ان يلعب يعالون ونتنياهو دورا كبيرا في تحديد مواقف إسرائيل من الملفات الساخنة مثل ايران وسورية وحزب الله والتسوية الفلسطينية المأمولة. ويعني ذلك ان المواجهات داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي الجديد هي التي ستكسب نتنياهو دورا مؤثرا برغم تراجع وزنه السياسي.
٭