Al-Anbaa

كيف نصدق أن مطالبتهم بـ» المنتخبة« هي المنجية

- baselaljas­er@ - comyahoo. baselaljas­er@ باسل الجاسر

لكل مطالبة بقضية كبرى جديدة في أي مجتمع يجب أن يكون رؤساء أو كبار أو قادة هذه المطالبة يتمتعون بمصداقية عالية، فرسالة سيدنا محمد ژ وهي رسالة العزيز القدير لم يأذن له بأن يصدح بها إلا بعد أن علمه وأدبه رب العالمين، حتى عرفته العرب بالصادق والأمين، وبعدها أذن الله عز وجل بأن يطلق الرسالة، وهكذا هو الحال بالنسبة لأي مطالبة دنيوية تحتاج لأن يصدقها الناس ويمنحوها فرصة التجربة أن يكون الدعاة لها صادقين معروفين بالأمانة ونكران الذات. واليوم أطلق علينا »المبطلون « حكاية الحكومة المنتخبة والرئيس الشعبي، لكنهم جميعا وحقيقة ثبت عدم صدقهم وبصورة واضحة وعلنية وفي مشهد رآه جميع الكويتيين المهتمين وحتى غير المهتمين وهو مشهد عملية اقتحام مجلس الأمة الذي نقلته وسائل الإعلام الكويتية والعربية والعالمية، ورأى الجميع أن عصبة من المبطلين ومعهم مجموعة من شباب سمي بشباب الحراك، وهو وقود هذه المطالبة يقتحمون المجلس ويحطمون أبوابه ويكبرون ويرقصون، وشاهدنا من خرج علينا منهم بعد العملية يفتخر بأنه قاد عملية الاقتحام وأنه لهذا اليوم ولدته أمه، إلا أنهم وبمجرد تحريك الدعوى الجنائية وجدناهم ينقلبون وينكرون اقتحامهم للمجلس وسموه دخولا للمجلس وقالوا احتماء من ضرب رجال الأمن، وتارة أخرى قالوا هروبا من الكلاب التي أطلقها عليهم رجال الأمن، حتى انهم قالوا إن قائد الشرطة هو من أمرهم بالدخول للمجلس! ورغم كثرة الڤيديوهات التي انتجوها لتأكيد هذه الاقاويل إلا أنهم لم يأتوا بمشهد واحد يؤكد ما قالوه، بينما كل المشاهد ومن جميع المصادر تثبت عدم صدق ادعاءاتهم، وشاهدنا مجلسهم المبطل وبكتاب رسمي يزور الحقيقة لحماية الذين تجاوزوا القانون وحطموا سيادته، وبعدها سمعنا كيف وهم تحت القسم أمام المحكمة يقولون إنهم دخلوا ولم يقتحموه، بل رأينا شهودا لم يشاهدوا الواقعة يقسمون بالكذب! وبعد كل هذا يريدون من الناس أن تصدقهم بأن الحكومة المنتخبة هي المنجاة من كل مشاكلنا الماضية والحاضرة والتي بالمستقبل آتية وهم شركاء فاعلون بصناعتها وحدثت بقيادتهم السقيمة العليلة التي تمرض الثور الجامح وترديه طريح الأرض، كما فعلوا بممارساتهم من تدمير لسيادة القانون وضرب للعدالة وتعطيل لتنمية الكويت، فجعلوها تتخلف عن مقدمة الركب لتكون في مؤخرته، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وبعد كل هذا يخرجون علينا مطالبين بالحكومة المنتخبة والرئيس الشعبي، وهي دعوة، رغم فسادها الذي أثبتناه هنا، إلا أن فوق هذا الفساد هناك فساد أكبر وأهم وأخطر وهو أن المطالبين بها حتى لو كانت القضية طيبة فإن سفراءها الذين يدعون لها يثيرون خوف وشكوك الناس بها، فالسفراء ثبت كذبهم وفسادهم ولم يقدموا للشعب سوى الصراخ والبطولات الكارتونية، فكيف سيصدقهم الناس وينضمون لهم ويدعمون مطالبتهم؟ لذلك أتساءل: هل من مدكر؟!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait