مش بتاع جواز يا جيجي

في أحد الأيام وأنا جالسة مع صديقة عمري »جيجي « أخذنا الحديث عن لغة الحوار وتدهورها وسلبيتها على الجيل الجديد وتعمقنا في الحوار والبحث عن طرق لتهذيب لغة الحوار والارتقاء بلغة المخاطبة بين أفراد المجتمع، وأثناء حديثنا سمعنا عبر التلفاز صدور صوت جميل وعذب، ولكن تخدشه الكلمات التي تتغنى بها المغنية، فتوقف الكلام فيما بيننا وشل التفكير من كلمات الأغنية وركزنا فيما تقوله تلك المغنية »أمينة « في أغنيتها الجديدة »مش بتاع جواز« . »مش بتاع جواز« تلك كانت نقطة النهاية لما بدأناه من حوار أنا وصديقتي، نعم فعندما سمعنا الأغنية للوهلة الأولى كما لو كانت صدمة شلت ألسننا عن الحديث وعندما قمنا بإعادة سماعها من خلال جهاز الكمبيوتر والدخول إلى عالم الفضاء ليعيد لنا تلك الأحرف التي أعتقد أنها نقاط سوداء تسبح في عالم التكنولوجيا أصبحنا نركز في الكلمات التي شملت مشكلة فتاة لعوب احبت شابا وبعدما نال منها تقوم بالاعتراف بأنه ليس للجواز، فقط يريد العبث بها، وهنا قامت »جيجي « بسؤالي: هل هذا أصبح مستوى فن الأغنية؟ فما كان ردي لها: هذا انعكاس لما نعيشه من تدهور في الاخلاقيات الذي عكس على لغة الحوار سواء في الحديث أو السمع. بالأمس كان بعض النقاد يرفضون الأغنية الشعبية ولكن ما نسمعه الآن سواء كانت »مش بتاع جواز« أو غيرها لا تمت بصلة للأغنية الشعبية، لأن الفنون الشعبية عانت الكثير في الماضي ممن حاربها ورفضها إلا أن مؤسسيها ثابروا إلا أن أصبح فنا من الفنون التي تدرس بل أصبح يوجد الكثير من الجامعات المتخصصة لها، ولكن اليوم ما نسمعه ممن يدعون أن تلك النوعية تمت للأغنية الشعبية، للأسف هذا غير صحيح لأن الأغنية أو الفنون الشعبية ما هي إلا فنون وأصول وتراث المجتمع، أما اليوم فما نسمعه ليس له تصنيف فني ولا حواري لأنه مرفوض من الأغلبية ولكن للأسف من يريد ترسيخها يقوم ببثها عبر الإعلام ليقضي على الأجيال القادمة من خلال محو اللغة السابقة واستخدام الكلمات الجديدة لتصبح لغتنا »مش بتاع جواز« . كلمة وما تنرد: منا إلى المسؤولين لابد من وضع قانون صارم لتلك النوعيات المتحذلقة على الفن وفنونه وعدم بثها وتداولها في كل وسائل الإعلام بل لابد من وضع عقوبة قانونية لكل من يقوم بهدم اللغة العربية وانحدار لغة الحوار.