Al-Anbaa

حامد الأيوب: في يوم زفافي غرزت السيارة في الرمال

-

المدرسون الكويتيون الذين عملوا بالتعليم النظامي منذ الاربعينيا­ت تحملوا المشقة والتعب، خاصة بعد أن بدأت دائرة المعارف بالاعتماد عليهم مع زملائهم المدرسين الوافدين. كان الطقس في ذلك الوقت شديد الحرارة في الصيف، وقارس البرودة في الشتاء. وكان المدرس يذهب الى مدرسته ويعود منها مشيا على القدمين، وهذا كان يضيف الى ما كان يعانيه من التعب، كان المدرس يعمل ثماني وعشرين حصة أسبوعيا. يقول المربي الفاضل حامد الايوب ان الجميع كانوا ملتزمين بالدوام وكانوا يؤدون عملهم بنفس واحدة بينهم التعاون. بدأ ضيفنا تعليمه في مدرسة ملا زكريا الانصاري ومنها انتقل الى المدرسة المباركية حتى الصف الثاني الثانوي وانتقل بعد ذلك الى الشرقية وعاد الى المدرسة المباركية وتخرج فيها وعين مدرسا في المدرسة الشرقية، يحدثنا عن أحد المواقف التي حدثت مع أحد الطلبة الكبار، فما ذلك الموقف؟ عين الايوب مدرسا في »الشرقية « ، وبعد سنوات انتقل للعمل في الجمارك ومن ثم انتقل للعمل في ديوان الموظفين. يحدثنا عن ليلة زفافه والمشاكل الطريفة التي حصلت أثناء الزفاف، والأمطار الغزيرة يوم الثالث من زفافه وحولي وانقطاع التيار الكهربائي من ماكينة الكهرباء، سوالف وقصص وطرائف جميلة مع رجل ظريف وخفيف الظل ومحنك في عمله، فإلى التفاصيل: ولدت في منطقة الشرق بفريج القناعات قرب بيت الشيخ خزعل القديم عام ١٩٤٧ فتحت المدرسة الشرقية والتحقت بها في الصف الثاني الثانوي عينت مدرساً بعد حصولي على الصف الثاني الثانوي وأول راتب لي كان مائة وخمسين روبية أمضيت ٥ سنوات مدرساً في »الشرقية « وفي عام ١٩٥٣ التحقت بالعمل في الجمارك والموانئ تقاعدت في سن الخمسين بعد خدمة ٢٨ عاماً

في مستهل اللقاء يتحدث المربي الفاضل حامد عبدالواحد الأيوب عن مولده فيقول: ولدت في الكويت بالشـــرق بفريج القناعات قرب بيت الشـــيخ خزعل القديم، بعد ذلك انتقل الوالـــد الى منطقة الشـــرق بالغرب من منطقة المطبة وكان عمري إحدى عشرة سنة بذلك الوقت واذكر سوق الصنقل تقريبا سوق التجار ويوجد بالسوق مسجد السوق الكبير ومسجد الحمدان وبراحة فيها سوق اليهود وكانوا يبيعون الأقمشة وفيه دكان عبدالله العوضي.

المســـجد العود كان إمامه ملا عبدالله بن الشيخ جاسم ومسجد الحمدان – ومسجل في براحة مبارك إمامه المرحوم الشـــيخ يوسف بن عيسى – رحمه الله – وأحيانا يصبح إمامه مبارك أبوعبدالمح­سن، ومـــاء الجليب فيـــه رائحة ولكن الرجال يغتسلون منه، واذكر ان الدلو يسقط بداخل الجليب، واحد من الشـــباب ينزل ويخرجه، ونملأ المكان المخصـــص للوضوء من ماد الجليب ولكيلا ينزل الماء يوجد في مكان الماء فتحة نســـدها بقطعة من القماش والجليب عادة مطـــوي بصخر البحر تستطيع النزول والصعود بوضع أقدامنا عليه.

وكذلك يوجد القرو أيضا نملأه بالماء بواسطة الدلو من الجليب وماء القرو للسباحة لكبار السن يســـبحون من مائه.

والقرو هو حوض مرتفع بجانب الجليـــب نضع فيه الماء.. والأولاد الشـــباب هم الذين يزودونه بالماء.. وهذا في جميع مساجد الكويت وكل فريج مسجد وخاصة أيام شهر رمضان، حيث كان الشـــباب دوما يتعاونون ويساعدون الكبار.

الدراسة والتعليم

أما مشـــواره في الدراسة فيقول عنه الأيوب: أول مدرسة التحقت بها مدرسة ملا زكريا الأنصاري ولمدة سنتين ذهابا وإيابا مشيا على الأقدام وكنا صغار السن وأمضيت سنتين بالدراسة، كان يعلمنا قراءة القرآن الكريم واللغة العربية والرياضيات والخط، كانت المدرسة تختلف عن المدارس القديمة واذكر بعض الطلبة عبدالعزيز الأيوب ومن عائلة العبدالرزا­ق ويوجد مسقف العبدالرزا­ق، وفي مدرسة ملا زكريا كنا نجلس على الأرض وكل طالب عنـــده صندوق خشـــبي يحفظ فيه الدفاتر، تعلمت قـــراءة القرآن الكريم ومما أذكر كان الوالد – رحمه الله – يأخذني معه الى المسجد وهناك بداية تعلمي للقراءة والقرآن الكريم.

أمضيت سنتين في مدرسة ملا زكريا الأنصاري والبداية كانت مع مـــلا زكريا يعلمنا وبعد ذلك ابنه عبدالله ومن بعد ذلك ابنه يحيى وبعد ذلك تركت المدرســـة وفي العطلة الصيفية ادرس عند ملا بلال وكان يضرب الطلبة ويرسل بعض الشـــباب الى السوق

لشراء حاجات البيت.

المدرسة المباركية

وعن التحاقه بالمدرســـ­ة المباركية يقول ضيفنا: سجلني الوالد في المدرســـة المباركية وملا راشد السيف اختبرني قراءة وكتابة وأدخلني الصف الثالث لأن دراستي في مدرسة ملا زكريا كانت قوية بجميع المواد، واذكر كان الناظر مصريا وهـــو شـــديد وتدرجت فيها حتى نجاحي في الصف الأول الثانوي واذكر من المدرســـي­ن الكويتيين المرحوم محمد زكريا وصالح عبدالملك وراشد السيف واذكر الاستاذ عقاب الخطيب كان مدرسا في المباركية عام ١٩٤٦ نقلت الى الشرقية ثانية ثانوي وكان الناظر محمد عبده وأول سنة ٤٧ – ١٩٤٨ فتحت الشرقية أنهيت ثانية ثانوي ولم أرجـــع للمباركية، وكان نظام الامتحان ان مدرس المادة هو الذي يضع أسئلة الامتحان وهو الذي يشرف ويصلح. وفي اختبارات الشهادة الابتدائية جمعوا طلاب المدارس في ساحة المباركية واختبروا مع بعض وخاصة خامسة ابتدائي وفيها لجان ومشـــرفون للامتحان والمراقبة شـــديدة، واذكر من الطلبة المرحوم يوسف النصف ومحمد بهبهاني وعبدالرزاق وســـالم العبدالـــ­رزاق وعلي الصانـــع وعبدالعزيز طاهر حبيب.

وخالـــد مســـعود الفهيد زاملتـــه في رابعة متوســـط ومـــن الاقارب مثـــل عبدالله العلي المطوع وحمد الشـــيخ يوسف وايوب حسين اصغر مني وفيصل وبدر البزيع وأذكر مدرسي اللغة العربية يريدون تشـــكيل الكلمة بالكامل مثلا »كَتَبَ الْوَلَدُ « التشكيل من ضمن التعليم، ولذلك تخصصت لغة عربية، المهم صرت مدرس لغة عربية.

ومما اذكر ان نظام التعليم قد تغير كان بالأول الثانوية خمس ســـنوات صارت اربع ســـنوات واعطوا المتوســـط سنة فأخذنا ثاني ثانوي في »الشرقية «.

»نفط الكويت« العمل في

بعد القائـــه الضوء على ذكرياته عن الدراسة والتعليم يتحـــدث الأيوب عـــن عمله قائلا: التحقت بالعمل موظفا في شركة نفط الكويت وفي الفاينـــر­ي بالفحيحيل وذلك عام ١٩٤٧ واعطونا عشة وكنا نعيش فيها اثنين وعندنا تانكي مـــاء وچولة »بريمز « والنوم على الارض، العودة من العمل قبل المغرب ونطبخ بأنفسنا ونجهز اكلنا.

واذكر كنـــا مجموعة من الكويتيين واشتغلت تجربة عمل وبعد خمسة عشر يوما بلغونا بالنجاح وذهبنا الى الطبيب لكن لم اذهب وتركت العمل بعد خمسة عشر يوما وتسلمت تسعين روبية، وعملي فني، وتركت العمل وتسلمت المبلغ وامضيت اســـبوعا من دون عمل ولم استفد من المبلغ الذي تســـلمته لأنـــي دفعته للأكل.

التدريس في الشرقية

يكمـــل ضيفنا حديثه عن مشواره في العمل قائلا: تركت العمل في شركة النفط وبعد اسبوع التقيت بالمربي الفاضل الاستاذ عبدالوهاب الزواوي، وقال عندك اســـتعداد تعمل مدرسا؟ فوافقت على العرض واليوم الثاني ذهبت معه الى المدرسة الشرقية عند الناظر، ومع بداية النهضة التعليمية وذلك العام الدراسي ١٩٤٨ ١٩٤٩/ وكانت المدارس مكتظة بالطلبة وبحاجة لمدرسين وفتح فصول جديدة.

بذلك الوقت يأخذون الذي يقرأ ويكتب ويعين مدرســـا وذلك للحاجة ونحن خريجو ثانيـــة ثانوي كنا نأخذ أعلى راتب بحدود مائة وخمســـين روبية اول راتـــب وبعد ذلك صار الراتب مائتين وخمسة وعشرين روبية.

اقول ان الراتب يحدد حسب المؤهل العلمي، ومن هم أقل من ثاني ثانوي يأخذون راتبا أقل منا، المهم قابلت الناظر محمد عبده وسألني بعض الاسئلة وعينت مدرسا وألحقونا بدورة مدرسين لمدة ثلاثة شهور طرق التدريس وعلـــم نفس اثناء ممارســـة العمـــل والتدريس صباحا والدورة بعد العصر والمحاضريـ­ــن من المدرســـي­ن الفلسطينيي­ن وعدد المدرسين الكويتيين تقريبا خمسة عشر مدرسا اذكر منهم عبدالعزيز الزامل وعبدالمحسـ­ــن الزامل وعبدالوهاب الزواوي.

وبالنسبة لعملي كمدرس في الشرقية لم اواجه مشكلة لاني كنت فيها طالبا لمدة سنة والمدرسون جميعنا اصدقاء، فما كان هناك رهبة أو خوف مـــن العمل، فكنـــا متعاونين ومتحابين، واذكر خالد حمود وعبدالله عيسى مطر وخالد المضف وعبدالله حسين الرومي ومحمد حســـين وعبدالعزيز محمود بوشهري وعبدالمحسن القضيبي، ومن غير الكويتيين الصواف وعصام عســـيران والزعبلاوي، وبعـــد الدورة لمدة ثلاثة شهور والدوام على فترتين، صباحية ومسائية، وكنت مدرسا للغة العربية، اذكر ندرس الألف المقصورة مثل »على « والألف القائمة مثل »علا «، نعطيهم الكلمة ونقطعها وكان الجدول اكثر من عشرين حصـــة في الاســـبوع، وعدد الطلاب في الفصل احيانا يصل العدد الى خمسين طالبا، هذا في المدرسة الشرقية وما ينطبق هنا ينطبق على المدارس الاخرى ومن هنا زاد عدد المدارس مثل النجاح والصباح والصديق واذكر عندما كنت مدرسا نحن المدرسين كنا نلعب كرة السلة والطائرة وننط الحصان طلبة ومدرسين، أعمارنا تقارب أعمار الطلبة اذكر دســـمان بخيت ومرزوق وبيـــان واذكر صار حادث لي معه، وهو كثير الكلام وحاولت معه على ان يسكت لم ينفع وناديته وثلاث مرات اقول له »افتح يديك « فقال »استاذ انت مصر «، فقال »اسمحلي « وذهب الى مكتبه وأخذ كتبه وقال »في امان الله يا استاذ « كان مؤدبا ويحترم المدرسين وكان معروفا بين الطلبة ولم يتلفظ بكلمات نابية او جارحة بهدوء اخذ كتبه وخرج، هذه من المشـــاكل واذكر كان ابناء الاســـرة الحاكمة يدرســـون بالشـــرقي­ة وكنت ادرس لهم ويحترمون المدرسين.

وعادة الطلاب بالســـابق كانـــوا يحترمون المدرس ولا

 ??  ?? حامد عبدالواحد الأيوب
(محمد خلوصي)
حامد عبدالواحد الأيوب (محمد خلوصي)
 ??  ?? حامد الأيوب خلال لقائه مع الزميل منصور الهاجري
حامد الأيوب خلال لقائه مع الزميل منصور الهاجري
 ??  ?? حامد الأيوب عام ١٩٧٠
حامد الأيوب عام ١٩٧٠
 ??  ?? الاستاذ حامد الأيوب مع أحد أبنائه
الاستاذ حامد الأيوب مع أحد أبنائه

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait