Al-Anbaa

»جثث في الذاكرة« تبحث عن »مخرج « متمكن لـ »إخراجها « للحياة!

في أول عروض المهرجان الأكاديمي وضمن المسابقة الرسمية

-

في أول عروض المهرجان الأكاديمــ­ـي الثالـــث والذي ينظمه المعهد العالي للفنون المسرحية، قدمت فرقة المعهد عرضا مسرحيا بعنوان »جثث في الذاكرة « من تأليف وإخراج الطالب مالك القلاف بالفرقة الثالثة قسم النقد المسرحي، وهو نص مقتبس من رواية المؤلف ذاته »ليتني تعريت للمطر« والتي أصدرت في عام ٢٠٠٨ عن دار الكفاح للنشر والتوزيع، وذلك على خشبة مســـرح حمـــد الرجيب بعد تأخير دام ساعة بسبب عطل فني في »مكسر « الاضاءة.

تبدأ أحداث المسرحية من خلال ديكور ينم عن محل لبيع التوابيـــ­ت، ووجود صاحب المحـــل، وصانـــع التوابيت، ومجموعة من الجنود الملتمين حول المحل، وفجأة يســـمع الحانوتـــ­ي دوي انفجارات والمنـــاو­رات العســـكري­ة، وتتحول الأحداث المزرية التي يشعر بها صانعو التوابيت وشكواهم لفقر الحال من عدم وجود للموتى.

المؤلف القلاف أقحم الحالة السوداوية التي يشعر بها الوطن العربـــي، فقد كانت رسالته المطروحة في النص مباشـــرة إلى أبعد الحدود فكانـــت الأفـــكار متزاحمة في ذهـــن المؤلف المخرج ما بين فكرتـــي الحياة والموت ،فالكفـــن أبيـــض والقماش الأبيـــض أيضـــا للمولـــود الجديد فلا قيمـــة واضحة للحيـــاة، ولا حياة لاحترام قيمة الإنسان في ظل ضياع الهاوية والحروب الطائفية بين الشعوب العربية، وهو إسقاط سياسي مباشر على واقع ثورات الربيع العربي، والنقلة الأخرى التي أنتقل بها من خلال التخلص من بحر الدماء، والانتقال إلى البحث عن الملذات وهو ما رمز إليه القلاف من خلال شـــخصية شهرزاد، وهي حالة انسلاخ الوطن عن الشعب.

وفي العرض تفوق ممثلوه ما بين شخصية السيد والذي جسده الطالب سيد إبراهيم البيراوي، والذي كان بمنزلة السلطة العليا المسيطرة على الشعب، وشخصية الحانوتي التي قدمت لنا مدى الخوف والذعر من المستقبل، والنقلة المباشرة والتي كانت مميزة مع الممثل علي كاكولي الذي أكد على ضياع الوطن وهي الرسالة المباشرة التي تنبعث منها رائحـــة الدم والحروب المدمـــرة، بينما كان توظيف دور المرأة هنا ما بين مشهدي التعبير الحركي لكل من الممثلة زينب خان والممثلة ســـعاد الحسيني، دلالة مفهوم النقاء والصفاء الذي لوث بالدماء في مشهد قتل الفنانة زينب خان، وفي المقابل ضغط الســـلطة على الوطن كمـــا الحال في المشهد الختامي لفتاة الحانة سعاد الحسيني.

وقـــع المخرج مـــن خلال رؤيتـــه وتوجيـــه مصمـــم الإضاءة بدر المعتوق في حالة الإظلام المتكرر بين المشاهد مما جعل هناك حالة من الرتابة لدى الجمهور وشعوره بأن العـــرض قد انتهـــى، بينما الموســـيق­ى كانت أقرب إلى حد كبير من الواقع العربي المعاش لذا وفق مشعل عمبر في اختيار موسيقاه بعناية، بينما عبدالله خريبط الذي قام بتنفيذ الملابس المسرحية التي كانت عصرية ومتلائمة مع أجواء العمل باستثناء ملابس فتاة الحانة التي كانت غريبة عـــن واقعها، ولكنه وفق في تصميم الديكور المســـرحي، الـــذي صمـــم على أســـاس مستويين للتعبير عن أكثر من مكان ما بين محل الحانوتي، وبين الحانة وصولا إلى بيت السيد، وكان معبرا إلى أقصى درجة عـــن الذل والعبودية التي يعيشهما الشعب العربي في ظل قيادتهم الحاكمة.

أخيراً..

مالك القلاف يمتلك موهبة جيدة في الكتابة ولكن يحتاج الى الكثير حتى يصبح مخرجا متمكنا لاخـــراج اعماله لأن عملـــه »جثث فـــي الذاكرة « كان يبحث عن مخرج متمكن لاخراج هذه »الجثث « للحياة مرة اخرى. الشمري

مفرح ٭

MefrehS@

 ??  ?? مشهد من مسرحية
»جثث في الذاكرة«
مشهد من مسرحية »جثث في الذاكرة«
 ??  ?? »جثث في الذاكرة«
»جثث في الذاكرة«

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait