توقيع كتاب إعراب وندوة فكرية
في اول انشطة المركز الاعلامي للمهرجان المسرحي الاكاديمي تم اقامة حفل توقيع مجموعة من كتب د. محمد اعراب بحضور مدير المهرجان د. فهد السليم وعدد من الاساتذة المشاركين في قاعة غانم الصالح ومنها كتاب »الجسد الغروتيسك التمسرح - دراسات في المسرح« وقد وضع صورة الغلاف من مسرحية »السرب « التي قدمتها فرقة تياترو الكويتية بعد ان اقتبسها من المواقع الاليكترونية وقدمها الى المخرج هاني النصار وبعدها شارك .د. محمد اعراب في القاء بحث بعنوان »حساسيات الدراماتورجيا الجديدة من الفضاء المغلق الى الفضاء العام « حيث تطرق الي مساهمات الانتروبولوجيا الثقافية ودعوة برادييه الى علم الاتنوسينولوجيا على وجه التحديد وتطورات ابحاث السيموطيقا في المسرح وتجارب فنون الاداء والعودة الى الاصول والتقاليد والمقدس والمسكوت عنه في الثقافة الانسانية واقتحام الوسائطية والمعلوميات لمجال المسرح والفنون وسقوط الحدود بين الاشكال التعبيرية والفني وظهور مفاهيم جديدة للفرجة وتجلياتها في الفضاء العام والحياة وجعلت من الدرس النقدي والتجريب الابداعي يطآن عوالم جديدة وفضائيات ظلت معطلة لسنين من الزمن. واضاف اعراب قائلا: ان تشكيل حساسيات الدراماتورجيا لم يأت نتيجة لحظة فوضوية هاربة من الزمن بل تشكلت نتيجة كل هذه التراكمات المسرحية والمعرفية والتنوع في التجارب وليس من الضروري ان تقاس المسارح الأخرى بمعايير اوروبية حتى نقر بوجود المسرح خارج اسوار اوروبا وان مايوجد الان في المسرح الشرقي اصبح مرجعا في العديد من التجارب المسرحية الاوربية المصنفة وتطرق بعدها الى التمسرح المتشذر قائلا: تتحدد معالمه انطلاقا من مصطلح مسرح ما بعد الدراما ويقوم هذا المسرح على هدم التراتب الهرمي للاحداث والحكاية بواسطة اللعب بالزمن. وقال ايضا: ان تقنية تضخم النصوص التي تعتبر احد خصائص الدرامتورجيا الجديدة لاينبغي قراءتها قراءة واعية واعتبارها جانبا سلبيا في الحساسيات الجديدة بقدر ماتشي هذه التقنية بخصوبة الفعل المسرحي وتعدد مسالكه. واشار ايضا الى الدراماورجيا والوسائطية قائلا: دأبنا على اعتبار المسرح فنا صناعيا تقليديا ولكن امام المتغيرات اصبح المسرح مضطرا ان يغير اداءه وادواته ويتعامل مع الوسائط دون فقدان هويته وتتمظهر الوسائطية على مستويين ،الاول في كيفية الاداء المباشر داخل فضاء فرجوي والمستوي الثاني جماع التعقيدات التي تعتمد على شاشات متعددة تبث فيها صور مسجلة وتعتمد نظاما صوتيا قويا وهذا التنويع يؤدي الى اغراق الفضاء الفرجوي بالنصوص المتعددة. وتطرق إلى تحولات الدراماتورجيا نحو الفضاء العام قائلا: المسرح ولد من خلال الاحتفالات والشعائر والطقوس الدينية ثم تحول الى الفضاء المغلق وبالموزاة مع هذا التحول كانت التقاليد المسرحية تملأ الفضاء العام وتنشط بانتظام وحيوية نحو الكوميديا الديلارتي والكرنفالات الشعبية كما ان تلك التحولات مقرون بتحولات سياسية وايديولوجية وجمالية ولم يعد الفضاء المغلق قادرا على استيعاب كل هذه الحمولات والشحنات المكثفة لذا يعتبر الفضاء فرجة للتوتر الحاصل بين الاختلاف والائتلاف مع تقديم كل الضمانات للتعبير عن الفردية في عالم جمعي مرتبط بكل عمق على التأكيد الدائم على التعاقد الاجتماعي المؤسس للفضاء العام حيث تذويب الحدود الضيقة بين المؤدي والمتلقي، عبر جملة وآليات يحددها الوجود الفيزيقي المشترك، والتفاعل في تبادل الأثر بحثا عن الوقع الجمالي، والتعبير عن الفردية كمنطلق للعالم الجمعي، و حسب خصوصيات الفرجة السينوغرافية والبروكسيمية والكنزيائية. ولعل من الحساسيات الكبرى للدراماتورجيا الجديدة: اشتغال الجسد والفضاء والصوت والصورة، وتغيير كودات المتلقي انطلاقا من التكنولوجيا.