Al-Anbaa

إليك يا حواء ـ 2)(

- comyahoo. lalfoudari@ لطيفة الفودري

عزيزي القارئ.. عزيزتي حواء، استكمالا لمقال الأسبوع الماضي حول القواعد الخمسة للسعادة الزوجية. الثالثة القاعدة ٭ »إذا لم تجد ما تحب.. فحب ما تجد «: أقرب مشجب يمكن أن يعلق عليه المرء تقصيره وتوانيه، هو أنه لم يكن يتوقع الأمور كذلك، ولو كانت على ما يحب لرأيت من سعيه وإبداعه وحماسه عجبا هذا هو مشجب الفشل، إذ الناجح الحقيقي من يصنع من الصخور الكبيرة التي تعيقه مراقي يصعد عليها إلى القمة فإذا كان الزواج في نظرك ليس الذي كنت تحلمين به، وطباع زوجك ليست تلك التي تودينها، وغير ذلك، فاستعيذي بالله من وساوسك هذه، واصنعي من الليمون اللاذع شرابا حلوا، ضخمي صفاته الجميلة في نفسك، اعزمي على تغيير صفاته السيئة إن وجدت، واستغرقي تماما في تجميل الصورة الشاحبة لهذا الزواج. احذري.. احذري أن تركني إلى الكسل والإهمال متعللة بهذا العذر السقيم، واعلمي أن الحياة السعيدة نحن الذين نسعى إليها ونرسم ألوانها، وليست هي التي تأتي، فركزي جهودك في بذل أقصى درجات السعادة والراحة وحسن التبعل لزوجك وأسرتك، فحقه عليك عظيم عظيم، فعن أبي هريرة ے أن النبي ژ قال : »لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها «. ولو استشعرت أن رضاه عنك سبب لدخولك جنة رب العالمين، تلك الجنة التي لو غمس فيها أشد الناس بلاء في الدنيا غمسة واحدة، ثم سئل: أمر بك بلاء قط؟ فيقول: لا يا رب لو استشعرت ذلك لشمرت عن ساعد الجد والصبر والاحتساب، وترفعت عن الوساوس ومفاتيح الشيطان التي تجعل أوهام الشقاء في قلبك حقيقة، في سبيل دخول الجنة، الهناء التام والسعادة الخالصة. عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ژ : »أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة « اسأل الله ان تكوني منهن. الرابعة القاعدة ٭ »ضعي أصابعك في أذنيك« : تقول إحدى الاخوات: »أقولها بكل ثقة وسرور: أنا سعيدة مع زوجي، عفوا بل نحن سعيدان معا، وتمر بنا لحظات من البهجة لا نظن أن أزواجا غيرنا يرشفون رحيقا مثلها، وأعتقد حقا أن سر هذه السعادة العظيمة والوفاق المبارك، هو أني »أضع أصابعي في أذني «، لا تعجبوا، فنحن النساء أعلم بما يدور في مجالسنا، من حديث المتشبعات بما لم يعطين، فهذه اشترى لها، وتلك سافر بها، وهذه قال لها، وتلك أعطاها، والكثير الكثير من الكلمات التي يضاف إليها من البهارات المتعفنة ما يكون سما زعافا هادما للبيوت! إن الواقع.. أجمل بكثير مما يحكينه، فأنا رغم سعادتي لا أنكر أننا نختلف أنا وزوجي، لنعود أفضل مما كنا عليه، ولو استمعت إلى ما يقوله النساء عموما، وركنت إليه وفكرت وقارنت، لاستوحشت وحزنت وأسفت، وتحسرت وتندمت، ولنسجت أكفان سعادتي بنفسي في النهاية «. الخامسة القاعدة ٭ »ليبلوكم أيكم أحسن عملا« : قد يغرد البلبل شهورا ودهورا، فلا يستمع رجع الصدى إليه فهل ترى يكف الطير عن الغناء، ويذوي فرحه وحبه؟ إلى من تظل تعطي وتغدق على زوجها وأسرتها من العناية والمحبة، فلا ترى نتيجة لما تعطيه، بل لا تكاد تجد إلا تجاهلا وإهمالا، وابتلاء بزوج سيئ الخلق عنيد، نشد على يدها ونقول: أتمي ما عليك من الواجب، وأدي ما ائتمنه الله عليك من رسالتك في الحياة، واعلمي أن مع العسر يسرا، وما تحلمين به من السعادة والهناء ستلقين ـ إن صبرت واحتسبت ـ أضعاف أضعافه في الآخرة. وما هذه الأعمال الجليلة التي تقومين بها، إلا دليل على إحسان عملك وإتقان مهمتك، والقيام بعبادتك، وهو ما خلقت من أجله. وهنا، تدحض حجة من تذرعت بزوج مشاكس ظالم يعوقها عن التغريد في الحياة بألحان الحب والسعادة، بل إن عليها الاستمرار ـ إن لم يقدر الله الانفصال ـ في ضم الصدع وعلاج الجرح، وبذل الوسع في حسن التبعل، ولتعلم أن قيامها بذلك يعدل الحج بعد الحج، بل والجهاد في سبيل الله. و في الأسبوع القادم بإذن الله.. سيكون لنا حوار آخر معي سيدي الرجل (آدم).

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait