Al-Anbaa

البكاؤون المحترفون.. صناعة جديدة في بريطانيا

-

لندن ـ إيلاف: المكانة الاجتماعية أحد الهواجس التي تشغل الناس أينما كانوا، والبريطاني­ون ليسوا استثناء من ذلك وحسب، بل إن الأمر ربما كان من أولويات الناس الرئيسية وهمومهم الكبرى. وليس أشق على عائلة بريطانية من أن تودع فقيدا لها من دون مشيعين أو بعدد قليل منهم.

ولهذا بدأ تيار جديد يشتد تدفقا هذه الأيام، وهو اتجاه الأسر لاستئجار »بكائين محترفين « ـ مقابل ٤٥ جنيها استرلينيا (٧٠ دولارا) للبكّاء الواحد ـ عبارة عن ممثلين يمشـــون في ركب الجنازة ويحضرون مراسم الدفن ويظهرون حزنا قد يصل إلى مرحلة ذرف الدمع السخين على الفقيد الغالي.

ووفقا لصحيفة »ديلي ميل « التي أوردت النبأ، فإن هذه العادة تجد أصولها في الصين وبعض دول الشرق الأخرى، لكن تدفق التيارات الثقافية عبـــر الحدود العالميـــ­ة أتى بها إلى بريطانيا أخيرا.

وتقول مراجع عدة على الإنترنت إن البكاء لقاء المال ـ أو تحت التهديد ـ بدأ في الأصل لدى قدماء المصريين وكان شائعا في مجتمعاتهم وانتقل منهم إلى الإغريق ثم إلى مختلف الأماكن عبر العصور.

والتطـــور الجديد في بريطانيـــ­ا الآن أن بعض أنحاء البلاد بدأت تشهد نهوض شركات متخصصة في خدمات البكائين.

والتقت الصحيفة بإيان روبرتسون، مؤسس إحدى هذه الشـــركات في برينتري، مقاطعة إيسيكس، فقال إن طاقم شركته من البكائين المحترفين يبلغ ٢٠ الآن.

لكنه قـــال إنها بصدد توظيف المزيد منهم »بسبب ارتفاع الطلب عليهم بشكل مطرد، وإن كان المفهوم نفسه جديدا على البريطانيي­ن «.

وقال: »استلهمنا الفكرة من السرعة الفائقة التي يتنامى بها هذا النشاط في الصين بشكل خـــاص. العادة موجودة أيضا في بعض بلاد الشرق الأوسط وتتعلق بنساء ينحن ويولولن على الميت. لكننا في بريطانيا نعتبر هذا مغالاة مرفوضة ونركن إلى أن يتم الأمر بشـــيء من الوقار« .

وأضاف قوله : »الحجوزات ارتفعت بنسبة ٥٠٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وبالطبع فإن العاملين لدينا يلتقون أهل الفقيد ويتلقون منهم المعلومات الأساسية عنه من عادات ونجاحـــات وإخفاقات أيضا ويتفقون معهم على كل التفاصيل. بل إن بوسع »البكاء « ملاقاة الشخص الذي يتوقع الرحيل في وقت قريب والتعرف إليه شخصيا بحيث يصبح الرابط الاجتماعي حقيقيا قدر الممكن «.

 ??  ?? احدى الجنازات في لندن
احدى الجنازات في لندن

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait