Al-Anbaa

»الزعيم « يمرض وقد يموت!

- أحمد حسين

»كان هناك أرنب مغرور يعيش في الغابة وكان يفتخر دائما بأنه الأسرع ولا أحد يستطيع أن يتغلب عليه وفي يوم من الأيام شاهد السلحفاة المسكينة تمشي ببطء شديد وراح يستهزئ بها ويقول لها إنك مسكينة بطيئة جدا فقالت له السلحفاة: ما رأيك أن نتسابق أنا وأنت وسنرى من سيفوز؟ وذهب الأرنب والسلحفاة وبدأ السباق والأرنب المغرور يقول: لن تغلبني هذه البطيئة؟ الأرنب توقف لينام وهو يقول لنفسه سأغلب السلحفاة البطيئة بعد أن أرتاح ولكن السلحفاة تابعت المشي ولم تتوقف أبدا ووصلت السلحفاة لخط النهاية والأرنب المغرور في نومه العميق وفازت السلحفاة لأنها لم تتوقف عن المسير «. قصة تقليدية وقديمة يعرفها الصغير قبل الكبير الا انها تتجسد حاليا في عالم كرة القدم بعدما ظلت الأندية العريقة التي تحمل لقب »الزعيم « تردد في كل موسم المقولة الشهيرة »الزعيم.. يمرض ولا يموت « الا ان منافسيه نجحوا بمزيد من الإصرار والعزيمة في اللحاق بالكبير ومعادلة زعامته وتمكن بعضهم من تجاوز أرقام الزعيم ليصبح زعيما جديدا بعدما مرض الزعيم الأصلي وغرق في سبات عميق (مثل الأرنب) وربما مات وهو لا يدري!. وبعدما حقق ليڤربول الانجليزي لقب الدوري موسم ١٩٨٩ - ١٩٩٠ للمرة الثامنة عشرة في تاريخه ليتوج بزعامة الكرة الانجليزية حيث كان مان يونايتد لديه (٧ ألقاب دوري) آنذاك ظل ليڤربول بعدها يبحث عن مبررات كل موسم منذ مطلع التسعينيات لتراجعه وسقوطه وابتعاده عن المنافسة على لقب الدوري متحججا بمقولة »الزعيم.. يمرض ولا يموت « بينما نجحت »سلحفاة « مان يونايتد في الفوز بالسباق واقتناص ألقاب الدوري الواحد تلو الآخر منذ مطلع التسعينيات حتى تمكن من معادلة زعامة »الريدز « في موسم ٢٠٠٨ -٢٠٠٩ قبل ان ينفرد بالزعامة بمفرده الموسم قبل الماضي ٢٠١٠- ٢٠١١ محققا اللقب التاسع عشر في تاريخه بفضل عبقرية واجتهاد السير الاسكوتلند­ي اليكس فيرغسون مدرب »الشياطين « الذي قاده للفوز بالبطولات الواحدة تلو الأخرى بطموح ليس له حدود، وإصرار تدفعه عزيمة، ونجوم خرجت على يديه لتصبح من بين الأفضل في العالم، وقاده لأمجاد لم تكن موجودة من قبل في ناديه، وها هو قاب قوسين او أدني من التتويج باللقب العشرين خلال الموسم الحالي بينما مازال ليڤربول يبحث عن هويته مجددا وكاد أن يتعرض للهبوط في أحد المواسم الماضية وأصبح طموحه حاليا يتمثل في احتلال احد المراكز المتقدمة للمشاركة في احدى البطولات الأوروبية. والأمثلة متعددة على سقوط »أسطورة « الزعيم في البطولات المحلية والعربية والعالمية ويكفي ان نذكر ان »الزعيم « العرباوي (١٦ لقب دوري) لم يفز بلقب الدوري الكويتي منذ موسم ٢٠٠١- ٢٠٠٢ وصار مهددا بفقدان زعامته في المواسم القليلة المقبلة بعدما صار القادسية (١٥ لقبا) على بعد لقب واحد من معادلة زعامة العربي في الدوري بينما يسير »العميد « الكويتاوي بخطى ثابتة نحو مقارعة الغريمين القادسية والعربي بعد فوزه بلقب الدوري للموسم الحالي للمرة الحادية عشرة في تاريخه. وفي النهاية اتذكر مقولة أمير الشعراء أحمد شوقي: »وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا« حيث يجب أن يكون الاجتهاد والإصرار والعزيمة هدف الجميع خصوصا الصغار الذين يطمحون إلى اللحاق بالكبار بينما يجب على الكبير ان يحافظ على أمجاده ويبحث عن زيادتها بألقاب أخرى وانتصارات جديدة تقلل من طموحات الصغار للحاق به وتقتل أحلامهم في الوصول اليه.

٭

 ??  ?? لافتتان حملتهما جماهير مان يونايتد ابتهاجا بتحطيم زعامة ليڤربول في الموسم قبل الماضي
لافتتان حملتهما جماهير مان يونايتد ابتهاجا بتحطيم زعامة ليڤربول في الموسم قبل الماضي

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait