بندول سمو الرئيس!

تصريح سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الخاص بملف الحدود مع العراق والذي يقول فيه إن حكومته انتهت من هذا الملف عبر بناء ٢٠٠ وحدة سكنية بالتعاون مع الحكومة العراقية للمزارعين العراقيين الذين تضرروا يفيد بأن بناء تلك المساكن ما هو إلا حبة بندول ما إن يتلاشى تأثيرها بسرعة حتى يعود الألم من جديد ونبدأ في البحث عن حلول جديدة ربما لا ترضينا ولا ترضيهم أيضا فيما بعد. الحدود الكويتية - العراقية معروفة ومرسومة وفقا لمنظمات المجتمع الدولي المحايدة بين الطرفين، وهو ما يجب أن يلتزم به سواء الجانب العراقي أو الجانب الكويتي، وعلينا أن نحل المشكلة من جذورها، وفي رأيي أن الحل يجب أن يكون عبر تجديد العلامات الحدودية على ما هي عليه والتزام المزارعين العراقيين بها غصبا، لأنها ليست أرضهم وليس من حقهم التجاوز لحدود بلدهم والتعدي على أراضي بلد آخر. ما أدرانا أن المزارعين ستعجبهم تلك المساكن الجديدة التي سيبنيها لهم الكويتيون من أموالهم ودون وجه حق لهؤلاء المزارعين؟ وما أدرانا أنهم مستقبلا لن يتجاوزوا العلامات الحدودية؟ نحن نفاوض على حقنا ولهذا علينا أن نكون أقوياء في التفاوض لأننا على حق، والتفاوض على اعتبار أننا الأقل والأضعف والأصغر يجعلنا نخسر الكثير. جار الشمال هذا الذي يزعجنا بين حين وآخر، لابد أن ننهي معه أي ملفات عالقة، ولكن مع الحرص على الحفاظ على حقوقنا والالتزام بالقوانين والمعاهدات، وبما لا يهدر كرامة وطن وشعب تحمل كثيرا سخافات وطموحات جار الشمال المزعج. بل إن هناك آراء ترى أنه لا تفاوض على الحق وعلى الشرعية ويجب التنفيذ وفق قرارات المجتمع الدولي دون نقصان.