متخصصون: ضرورة التكامل بين وسائل الإعلام ومراكز الطوارئ وقت الأزمات أو الكوارث للعمل على احتوائها والحد من آثارها السلبية
في اختتام أعمال مؤتمر الكويت الثاني للإدارة الإعلامية للأزمات والطوارئ والذي نظمته شركة بروميديا برعاية وزير الإعلام
اختتم مؤتمـــر الكويت الثانـــي لـــلإدارة الإعلامية للأزمات والطوارئ والذي عقد برعاية وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود وتنظمه شركة بروميديا بفندق راديسون بلو أعماله أمس.
وشـــهد اليـــوم الأخير ندوتين، شـــدد المشاركون فيهما على ضرورة التكامل بين وسائل الإعلام ومراكز الطوارئ وقـــت الأزمات أو الكوارث للعمل على احتوائها والحد من آثارها السلبية.
وفـــي النـــدوة الأولـــى اســـتعرض أســـتاذ الإعلام والـــرأي العام فـــي جامعة القاهرة والمستشار والخبير الإعلامي ومدير مركز الصفوة للإعلام د.عـــادل عبدالغفار »مهارات التعامل مع الإعلام في وقت الأزمات «، حيث أكد أن الأزمة تعد نقطة تحول في موقف مفاجئ يؤدي إلى أوضاع غير مستقرة بما يهدد المصالح والبنية الأساسية وتحدث عنهـــا نتائج غير مرغوب فيها مشيرا إلى أن كل ذلك قد يجري في وقت قصير يلزم معه اتخاذ قرار محدد للمواجهة تكون فيه الأطراف المعنية غير مستعدة أو قادرة على المواجهة.
وأكد أن الأزمة تظهر عندما تخرج المشكلات عن نطاق السيطرة، وتتلاقى الأحداث، وتتشابك الأسباب بالنتائج ويفقد معها متخـــذ القرار قدرته على الســـيطرة على المؤسســـة وعلى اتجاهاتها المستقبلية.
وأشار إلى أن أهداف الإعلام في إدارة الأزمات تقوم على سرعة مواجهة الأزمات والحد من الخسائر والآثار السلبية المترتبة على الأزمات وبث الطمأنينة في نفوس الجمهور
عبد الغفار: مصداقية المعلومات ودقتها أقرب الطرق لكسب احترام الجمهور وكسب تعاطفه وقت الأزمات حسين: أهمية توافر المعلومات خلال الأزمات والكوارث وعمليات الطوارئ لتفادي الارتجال واللجوء إلى المصادر الخطأ وبالتالي ظهور الشائعات والبلبلة
وتفعيل المشاركة المجتمعية النشـــطة والتطوعيـــة في مواجهة الأزمات.
مهام الإعلام وقت الأزمات
وتحـــدث د.عبدالغفـــار عن مهام إدارة الإعلام وقت الأزمـــات وأهمهـــا تفعيل التنسيق بين الأجهزة المختلفة المعنيـــة بمواجهة الأزمات، وسرعة مواجهة الشائعات التي تجـــد تربـــة خصبة للانتشار السريع في الأوقات العصيبة، وتزويد وسائل الإعلام بالمعلومات الدقيقة حـــول تطـــورات الأزمات، وتحديد رســـائل التوعية للجمهور حول كيفية تصرفه وترشيد سلوكياته للتعامل مع الأزمة واستيعاب النتائج المترتبة عليهـــا، والحفاظ على صورة ذهنية نشـــطة وإيجابية عن الأجهزة المعنية بمواجهة الأزمات في ضوء القيام بأدوارها، والتحليل الموضوعي للآراء التي وردت في وسائل الإعلام، والرد عليها بموضوعية، والاســـتفادة منها وفتح قنوات للتواصل والتفاعل مع وسائل الإعلام كوسيط لنقل المعلومات إلى الجمهور لحظة بلحظة، وفتح قنوات للتواصل والتفاعل مع الجمهـــور للرد على أي استفســـارات حول الأزمة، تقليل فرص تقديم معلومات مضللة أو غير مكتملة يمكن أن تسبب بلبلة واضطراب لدى الـــرأي العـــام، وعقد المؤتمـــرات الصحافيـــة إذا كانت هناك حاجة إلى ذلك لتوضيح التفاصيل وتطورات الأزمة للإعلاميين، وتوفير المصادر الفنية المتخصصة التي ترد على استفسارات الإعلاميين بشـــأن تطورات الأزمة، وتحليل مضمون ما ينشر في الصحف والإذاعة والتلفزيون، وما يثار على مواقع عامة ومتخصصة على شبكة الإنترنت.
واســـتطرد د.عبدالغفار بالحديـــث عن مهـــام إدارة الإعلام بعد نهاية الأزمات وفي مقدمتها مصارحة المواطنين بالخسائر والأضرار وتحفيز المواطنـــين على مشـــاركة المنكوبين في التخفيف من الأزمـــة وتبصير المواطنين بالـــدروس المســـتفادة من الأزمة، وتبصير الرأي العام بالإجراءات المستقبلية لمنع تكرار الأزمة.
نماذج تطبيقية
واستعرض د.عبد الغفار عددا من النماذج التطبيقية للأزمات التي حدثت في مصر كنموذج للتعامل مع الأزمات ومنها أزمات سياسية مثل حرق المجمع العلمي وحادث ستاد بورسعيد، وأزمات بيئية مثل هجوم أســـماك القرش والسيول وأزمات صحية مثل أزمة انفلونزا الطيور وأزمة انفلونزا الخنازير.
وشدد على أن المصداقية والدقة فيما يقدم من معلومات حول الأزمة أقـــرب الطرق لكســـب احتـــرام الجمهور وكسب تعاطفه في إدارة الأزمة وعـــدم التهويل أو التهوين في الخطاب الإعلامي المقدم حول الأزمة، والتقييم الدقيق والموضوعي لجهود وأنشطة إدارة الإعلام للأزمة.
مركز الطوارئ الخليجي
وفي الندوة الأخيرة تحدث مراقـــب مركز الاســـتجابة لطـــوارئ الخطوط الجوية الكويتية، عضو مؤســـس ومديـــر الســـلامة الجوية ـ نادي الطيران الكويتي »قيد الإشهار« الكابتن طيار علي عبدالله حسين عن »الشراكة بين الإعلام والطيران أثناء الأزمـــات والكوارث «، حيث أكد أنه بناء على توجيهات وقرارات أصحـــاب الجلالة والســـمو قادة دول مجلس التعـــاون الخليجـــي فـــي اجتماعهم قبل حوالي سنتين في الرياض، بإنشـــاء مركز الطوارئ الخليجي وبعد أن تم اعتماده مـــن قبل وزراء الخارجية للدول الأعضاء، تأتي أهمية هذا المؤتمر.
فهـــو فرصـــة ممتـــازة للالتقاء بإخواننا وأخواتنا المتخصصين في مجال الإعلام وتبادل الخبرات والتنسيق المستمر معهم والإلمام أكثر بأهميـــة الإدارة الإعلاميـــة للأزمات والطوارئ، ولتحقيق طموحـــات ورؤية أصحاب الجلالة والســـمو قادة دول مجلس التعـــاون الخليجي بالمحافظة على أمن وسلامة ورفاهية جميع مواطني دول المجلس وأيضا المحافظة على ثرواتنا وممتلكاتنا.
وتابع قائلا: وفي الوقت الذي تتنامى فيه شـــركات الطيران العالمية، كان لا بد من وجود دور ملموس لمراكز الاستجابة السريعة الطوارئ، بحيث تكون الشريك الفعال الذي يتكامل مع المؤسسات الإعلامية وبرامج التواصل الاجتماعي للتخفيف من حدة الكوارث والتقليل من الآثار التي تنتج بعد وقوعها.
وقال حسين: أشارك في هـــذا المؤتمر بتقـــديم ورقة عمـــل بعنـــوان »الشـــراكة بين الإعلام والطيران أثناء الأزمات والكوارث «، وأتمنى من الجميع الاستفادة منها قدر الإمكان، خاصة أننا نطبق سياسة الســـماء المفتوحة والتي تؤدي إلى كثافة حركة الطائرات، مما يلزمنا بتحديث الخطـــط الإعلاميـــة أثناء الأزمات والكوارث وعمليات الطوارئ بمنظومة الملاحة الجوية بمطاراتنا وشركات الطيران الناقلة.
تفادي الارتجال والشائعات
وخلص حسين في بحثه الذي استعرض فيه الشراكة بين الإعلام والطيران وقت الكوارث إلـــى أهمية توافر المعلومات خـــلال الأزمات والكوارث وعمليات الطوارئ لتفادي الارتجال واللجوء إلى المصادر الخطأ وبالتالي ظهور الشائعات والبلبلة.
وأكـــد ضـــرورة معرفة الإعلام بدور مؤسسات إدارة الأزمات والكوارث والطوارئ لتحقيق فهم مشترك لمبدأي المنع والاستعداد ومعالجة جوانب القصور في تعامل وسائل الإعلام مع الأزمات والكـــوارث وعمليـــات الطوارئ.
وأشـــار إلى أن لوسائل الإعـــلام دورا إيجابيا يجب إبرازه، ودورا سلبيا يجب تلافيه حيث أشـــار إلى أن الدور الإيجابـــي يكون من خـــلال التفاعل مـــع الأزمة واحتوائها والحد من تبعاتها، أما الدور السلبي فيكون من خلال التضليل وتغييب الرأي العام.
وتابع قائلا: انتظار وقوع الأزمة، والسعي لمنع حدوث الكوارث ومحاصرة الأزمات التـــي ترتقي إلـــى كوارث، واعتبـــار الإعلام شـــريكا رئيسيا للطيران له أهمية كبرى، فهو يربط مؤسسات إدارة الأزمـــات والكـــوارث والطوارئ بالجمهور.
رؤية حكومية
وشـــدد على أهمية دور مراكـــز الطـــوارئ والمراكز الإعلاميـــة التابعـــة لهـــا وجاهزيتها العالية للتكامل مع عمل المؤسسات الإعلامية الأخـــرى فـــي الدولـــة في الاستعداد للأزمات والكوارث وعمليات الطوارئ واتباع سياسة موحدة تحددها رؤية الحكومة.
ودعا إلى أهمية الاستفادة مـــن المتخصصـــين وذوي الخبرة في مجـــال حوادث الطائرات وعمليات الطوارئ وإعداد وحدة إعلام متحركة، لتساعد الإعلاميين في نقل الحدث من موقـــع حدوثه والتواصل مـــع منظماتهم ومؤسساتهم، بالإضافة إلى غرفة عمليات شاملة تابعة لمركز الطوارئ.
ولفت إلى ضرورة التكامل بين وسائل الإعلام ومراكز الطوارئ فـــي تحقيق المنع والاســـتعداد وليـــس فـــي الاســـتجابة فقـــط، وإيجاد برامج مشـــتركة بين مراكز الطوارئ ووســـائل الإعلام لإيصال ثقافـــة التعامل مع الأزمات والكوارث في مجال الطيـــران الـــى الجمهـــور، وضـــرورة تكثيف الجهود للتنسيق بين الإعلام الحكومي والخاص في الكويت.
٭