Al-Anbaa

تجليات صفوية.. والقصير ليست مستوطنة إسرائيلية

-

تدخُّل إيران السافر في الشأن السوري ودعمها للنظام البعثي كما هو حاصل في حملته العسكرية التي يشاركه فيها ما يسمى بحزب الله على مدينة القصير الصامدة ليس له مبرر على الاطلاق بعد ان لفظته الغالبية العظمى من الشعب السوري والشعوب العربية والاسلامية، وبعد أن اثبت للعالم وعلى مدى أربعة عقود من احتلال الجولان انه ليس في حالة حرب مع إسرائيل حتى يحتاج الى دعم إيراني وان كنا نشكك في جاهزية إيران أو استعدادها للدخول في حرب مع إسرائيل من أجل بشار، فبعد تدمير الصواريخ الاسرائيلي­ة لمواقع عسكرية سورية ولعدة قوافل عسكرية كانت متجهة إلى ما يسمى بحزب الله في لبنان التزمت ايران الصمت دون ان تبادر بأي رد عسكري على ذلك الاعتداء، ومن المستبعد كذلك ان تقدم ايران على اعطاء اسرائيل مبررا لضرب منشآتها النووية من أجل بشار وكل ما في الأمر ان ايران تنتهج الآن سياسة طائفية تهدف الى التمدد في البلاد العربية بعيدا عن إسرائيل، فبعد تمددها في لبنان ثم العراق وفشل تمددها في البحرين تحاول جاهدة التمدد في سورية بواسطة النظام البعثي الطائفي فيها لكن انتفاضة الشعب السوري قطعت عليها الطريق حيث كشفت عن تعاونها مع دكتاتور سورية وتعاطفها مع سياسته الطائفية ضد غالبية الشعب السوري السني وطوائفه الأخرى ولهذه السياسة الايرانية جذور تاريخية تمتد الى الدولة الصفوية التي قامت على أساس طائفي نجحت من خلاله في تفريغ ايران من غالبية سكانها السنة، لكن تدخل الدولة العثمانية في ذلك الوقت ضد هذه السياسة الطائفية وانتصارها على الدولة الصفوية في معركة جالديران عام ١٥١٤ فوت على الصفويين فرصة التمدد خارج إيران، ولعل تداعيات تدخل ايران الحالي في العراق وما تثيره من فتنة طائفية تهدد بتحويل العراق الى دولة فاشلة وتدخلها في سورية وتورطها في تدمير مدنها وترويع سكانها يدل دلالة واضحة على كونها دولة طائفية لا تهمها مسألة المواجهة مع اسرائيل اللهم إلا في اتخاذها شعارا من أجل ذر الرماد في العيون وهل يعقل ان تكون السياسة الروسية الداعمة لإيران والنظام السوري ضد مصلحة إسرائيل؟ ولابد من النهاية ان تنتصر إرادة شعوب المنطقة بمن فيها شعوب إيران لانها تؤمن بالتعايش السلمي فيها بينها وترفض الطائفية البغيضة التي يستغلها النظام الإيراني في إثارة الفتنة وزرع مشاعر الكراهية فيما بينها.

<<< في خطابه منذ أيام تعهد أمين عام ما يسمى بحزب الله اللبناني حسن نصر الله بالنصر على الأعداء، وهذا النصر ليس مقصودا به النصر على إسرائيل التي تتفرج بكل سرور على مغامراته الفاشلة، بل على أطفال ونساء الشعب السوري الذين يتعرضون الى قصف عشوائي بالطيران الحربي والصواريخ وتسفك دماؤهم في بلدة القصير على أيدي ميليشياته التي تحارب الى جانب نظام البعث الطائفي السوري واعترافه هذه المرة بتورطه في سفك الدماء السورية يكذب ادعاءه سابقا بأن دور عناصره يقتصر على حماية مرقد السيدة زينب التي هي في غنى عنهم وترقد بأمان منذ مئات السنين، ولعل افضل تعبير عن سلوك هذا الحزب يكمن في قوله تعالى: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد) صدق الله العظيم.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait