Al-Anbaa

لا خير فينا إن لم نقلها للمعارضة: رموز غير معروفة

-

استكمالا للنصائح الموجهة للمعارضة، أقول: لا خير فينا ان لم نقلها يا معارضة ولا خير فيكم ان لم تسمعوها، هناك توجه خاطئ وسيكلف المعارضة الكثير بتصوير كل متظاهر، مقاطع للانتخابات، أو ناشط في »تويتر « بأنه بطل قومي يضحي بوقته وجهده وروحه فداء للحراك والمعارضة والوطن، وقد ينطبق هذا الوصف على بعض شباب الحراك المخلص الذي نتمنى لهم كل خير، ولكنه وبكل تأكيد ليس وصفا عاما شاملا لكل من شارك في مسيرة أو حضر ندوة أو كتب تغريدة »مشبوهة « في تويتر وأنا لا أتهم أي شخص مطارد من قبل الحكومة بأنه عميل مزدوج أو ما شابه، ولكن لدي تحفظ شديد من تصوير المعارضة لأي شخص غرد بطريقة أقل ما يقال عنها إنها سخيفة بأنه بطل مثل مارتن لوثر كينغ أو غاندي هل تعرف المعارضة هذا الشخص خير المعرفة؟ هل هو من المجربين في رفضه لترهيب أهل الفساد أو ما هو أخطر ترغيبهم عبر مبلغ مالي أو منصب؟ لو فرضنا أن شابا شارك في مسيرة ليلية ثم اعتقل وضرب من قبل القوات الخاصة، هل يجعله هذا الفعل بطلا مؤمنا برسالة المعارضة وتوجهها الاصلاحي ومؤمنا بالحرية والعدالة والمساواة والديموقرا­طية الكاملة؟ أليست هناك فرصة بأن هذا الشخص قد يكون من العاطلين الفاشلين ممن خرج بحثا عن الاثارة وقتل وقت الفراغ، ثم ألقي القبض عليه، ثم انطلقت حملات »الحرية لفلان « في تويتر، فرأى هذا العاطل الزخم الاعلامي الذي يحظى به، فيتقمص دور المعارض الباسل المخلص لوطنه وللاصلاح حتى تكبر شوكته ثم يعطى كما أعطي غيره، فينقلب على المعارضة ويبدأ في تخويف الناس منهم فيقول: خدعوني وكذبوا علي.. الخ. مرة أخرى، أنا لا أتهم أحدا من شباب الحراك والمقال لا يعني شخصا محددا، جل ما أريد أن تفهمه المعارضة، ولعلها تدرك ذلك لكنها لا تعرف كيف تتعامل مع هذه المواقف، هو أن هناك احتمالية كبيرة بأن يشارك عاطل فاشل في مسيرة ثم يقبض عليه فتصوره المعارضة بالبطل الحر الشريف وهو انسان لا يؤمن بأقل درجة من الديموقراط­ية، وقد تجده مطلوبا على خلفية قضايا عديدة وسمعته سيئة جدا عند كل من يعرفه. وقتها سيقول الناس: اذا كان هذا من رموز الحراك، فلا حاجة لنا بالحراك وأهله.. والله ولي التوفيق.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait