شخصيات التاريخ

اسم الجنرال جياب انتشر في أصقاع العالم في أواسط الخمسينيات الماضية، تحديدا بعد انتصار قوات حركة التحرير الڤيتنامية (المعروفة، آنذاك، باسم فييت منه)، بقيادته، في معركة ديان بيان فو، واستسلام قوات الاستعمار الفرنسي للقوات الثورية الڤيتنامية، وذلك يوم ٧ مايو ١٩٥٤، بعد حصار امتد ستة وخمسين يوما لهذا الموقع الفرنسي العسكري الحصين. وهكذا انتهت الحرب التحررية الڤيتنامية الكبرى الأولى، التي كانت قد بدأت بقوة وعنف منذ أواخر العام ١٩٤٦ بين المستعمرين الفرنسيين وقوات الثورة الڤيتنامية بقيادة مؤسس هذه الحركة ومؤسس الحزب الشيوعي الڤيتنامي هو شي منه. واستسلم الفرنسيون، بعد هذه الحرب الدموية التي أشعلوها ودامت أكثر من سبع سنوات وبعد استعمار دام زهاء السبعين عاما. وكان انتصار ديان بيان فو قد قاد إلى التعجيل في إنجاز المفاوضات الدولية حول ڤيتنام، بحيث جرى التوصل إلى اتفاقية جنيف في شهر يوليو من العام ذاته، وهي الاتفاقية التي تقر باستقلال الجزء الشمالي من ڤيتنام، وتدعو لانتخابات عامة في غضون عامين لتقرير مصير البلد برمته، وخصوصا الجنوب، والذي بقي عمليا تحت وصياة غربية (اميركية) وحكم تابع. ولكن الولايات المتحدة الأميركية عطلت انتخابات العام ١٩٥٦ (وكانت قد رفضت التوقيع على اتفاقية جنيف، على الرغم من مشاركتها في المؤتمر الدولي الخاص بمصير ڤيتنام). فاضطر الڤيتناميون الى العودة إلى السلاح بعد سنوات قليلة من انتصارهم التاريخي في ديان بيان فو، حيث تشكلت الجبهة الوطنية لتحرير جنوب ڤيتنام في العام ١٩٦٠، وخاضت مع جيش وقوات جمهورية ڤيتنام الديموقراطية (الشمال)، حربا أشد عنفا وأكثر كلفة بشرية ومادية في مواجهة الولايات المتحدة الاميركية، لكن صلابة المقاومة الڤيتنامية وتلاحم الشعب بقيادة زعيمه التاريخي هو شي منه كسرا حدة الهجوم الاميركي الشرس، الذي انكفأ منذ العام ١٩٦٨ مقرا بمبدأ التفاوض مع الڤيتناميين وقواهم التمثيلية الحقة. لينتهي الأمر باتفاق العام ١٩٧٣ في باريس الذي قضى بانسحاب القوات الاميركية، ومن ثم بالهزيمة المدوية للاحتلال الاميركي مع دخول القوات الڤيتنامية الى العاصمة في أبريل ١٩٧٥. ف