عضوا »الدوما « الروسي لـ »الأنباء «: الحرب الباردة ما زالت مستمرة
لولا بوتين لتعرضت روسيا للتفكك والانهيار بسبب المشاكل الداخلية والحروب في القوقاز »الأنباء « في مقر البرلمان الروسي (الدوما)
لا شك ان هناك علاقات متميزة تربط بين الكويت وروسيا الاتحادية بمختلف جمهورياتها، ولكن هل تتوقعون ان تشوب تلك العلاقة بعض الشوائب خاصة مع الموقف الروسي من بعض القضايا العربية وفي مقدمتها الوضع في سورية؟ ٭ اجاب النائب شمسائيل ســـرالييف بالقول: علاقة روسيا مع الدول الاسلامية وخاصـــة الـــدول العربية كانت دائما جيدة ومتميزة وخصوصـــا دول الخليج، فدولـــة الكويت هـــي اول دولة اقيمـــت معها علاقات ديبلوماسية وانا شخصيا زرت دولة الكويت وأرى ان الشعوب العربية والشعوب الروسية متقاربة تاريخيا وهناك تبـــادل ثقافي كبير وكذلك في مختلف مناحي الحياة، منها المجال الديني لان عددا كبيرا من مواطني روســـيا يعتنقون الديانة الاسلامية.
ولكن للاسف الشديد بين فتـــرة واخرى يتم تضارب المصالح بين الدول الكبرى وبسبب ذلك تتكون تلقائيا تربـــة خصبـــة للارهـــاب والتطرف الديني بعيدا عن رغبة الشـــعوب، وارى انه دائما علينا ان نسعى لقطع الطريق امام الارهابيين الذين لا يتمنـــون الخير والمحبة لشعوبنا.
ومجلـــس الدوما يوافق الحكومـــة الروســـية فـــي سياستها الخارجية ونحن لا نؤيـــد حـــل الازمـــة في سورية باستخدام السلاح واراقة الدمـــاء، فنحن ضد اســـتخدام العنـــف هناك، فموقفنـــا تأييد الســـلطة السورية وليس المتطرفين والارهابيين الدوليين الذين تجمعوا في ســـورية تحت غطاء الثورة.
ونرى ان الغرب واميركا يستخدمون في سورية ـ بدون أي حياء ـ نفس ســـيناريو العراق، فهم يتكلمون الان عن استخدام الاسلحة الكيماوية حتى يكون سببا للدخول الى سورية وتمزيقها.
لقاء بوتين عقد قبل اسبوعين لقاء بين الرئيس بوتين ورؤساء الجمهوريات الروسية ورؤساء المقاطعات المختلفة، ماذا نتج عن هذا اللقاء فيما يخص السياسة الروسية سواء على المستوى الداخلي او الخارجي؟ ٭ ســـابقا كانـــت هنـــاك اجتماعـــات بـــين الرئيس بوتين ورؤساء الجمهوريات والمحافظين، لكنها لم تأخذ شكل دورات، اما اجتماع يوم ١٢ يونيو الماضي فكان فريدا من نوعه حيث جمع رؤساء الجمهوريـــات ومحافظـــي المقاطعات واجريت لهم على مـــدى ٣ ايام دورة من كبار المسؤولين في موسكو، بما فيهم الرئيس بوتين بنفسه حيث ألقى محاضرة والتقى مع كل واحـــد منهم، وتمت مناقشـــة الامـــور المتعلقة بالسياسة الداخلية وليس الخارجيـــة ، لأن رؤســـاء الجمهوريـــات والمحافظين مســـؤولون عن السياسة الداخلية وليس الخارجية. هل تؤيدون سياسة الرئيس بوتين الداخلية كأعضاء البرلمان؟ ٭ نحـــن كأعضـــاء الدوما وانا شـــخصيا كعضو في حزب روسيا الموحدة نؤيد سياسة الحكومة الروسية الداخلية وما يقوم به بوتين من اجتماعات مع رؤســـاء الجمهوريـــات والمحافظين وتوجيههم، فلـــولا بوتين كانـــت روســـيا معرضـــة للتفـــكك يوميـــا بســـبب المشاكل الداخلية والحروب في القوقـــاز والمنطقة وكل الناس كانوا يتابعون كيف تتفكك روسيا.
فظهر بوتين وبدأ يجمعها من جديـــد، وحتى الاحزاب المعارضة في البرلمان حين يصل الامر إلى مشاكل تفرق البلد وتحدث توترا ومأساة به فإنهم يؤيدون سياســـة بوتين، امـــا فيمـــا يتعلق بالأمور الادارية وامور الحكم فان لهم مواقف وآراء خاصة بهم تختلف عن رأي بوتين وحزبـــه الحاكم »روســـيا الموحدة« .
الحريات في روسيا نود التعرف على وضع الاحزاب في روسيا اليوم، وكيف تقيمون اوضاع الحريات العامة في روسيا وخاصة الحريات الاعلامية وما يتعرض له الاعلاميون في روسيا من مشاكل؟ ٭ بشكل عام مجلس الدوما يتكون من ٤٥٠ عضو برلمان، وهم يمثلون ٨٣ منطقة او كيان فيدرالي في روسيا منهم ٤ اعضاء برلمان من جمهورية الشيشان، والمناطق الاكبر من الشيشان لديهم عدد اكبر من النواب في الدوما، وداخل الدوما ٤ احزاب اساســـية، وحاليا فتحـــوا المجال امام انشـــاء الاحـــزاب حيث تم اصدار قانون في البرلمان ان الشخص الذي يجمع تواقيع ٥٠٠ شخص يستطيع انشاء حزب، الاحزاب كثيرة حاليا ووصل عددها بالآلاف، فلا توجد اي قيود على تأسيس الاحزاب من الدولة.
ولكن هناك فرقا بين اسم الحزب وبين الحزب الفاعل ويؤيده الشعب، فالاحزاب التي تشارك في الدوما هي الاحزاب القديمة والعملاقة والمعارضة للدولة ايضا.
من ناحيـــة الحرية في روســـيا فهي حرية يمكن وصفها بــــ »الزائدة « فكل شيء ينشر عبر الانترنت والصحف وغيرها من وسائل التواصـــل وكل يدلي برأيه بكل حرية.
مظاهرات موسكو والمعارضة كيف تنظرون الى التظاهرات التي شهدتها موسكو مؤخرا؟ ٭ من خرج الى الشوارع؟ ومن نظم هذه المظاهرات؟ اذا اخذنا هذه الشخصيات المعارضـــة فهم مـــن اكبر الشـــخصيات السياســـية في روسيا وحين كانوا في القيادة خربوا البلد، وجميع الاصلاحات التي قاموا بها ـ في عهدهـــم ـ انهم اوصلوا روسيا للتفكك، ولذلك فاننا ننظر اليهم على انهم يكملون مسيرة تخريب البلاد.
ومن اجتمعوا في الميادين كان عددهم بين ٣٠ و٤٠ ألف شخص ولكن مقارنة مع ١٤٠ مليون مواطن فإن صوتهم ضئيل ، وماداموا ينظمون المظاهـــرات ولا احـــد يقيد حريتهم فهذا دليل على ان روسيا تتمتع بكامل الحرية والديموقراطية اليوم. اثير ان بعض الدول في الخارج تمول المعارضة في روسيا، كيف تنظرون لذلك؟ وهل تؤيدون كنواب الدوما اجراءات التقييد التي تفرضها الحكومة على جمعيات حقوق الانسان في روسيا؟ ٭ نحن نؤكد فعلا ان هناك بعض الدول الخارجية التي تتدخـــل مباشـــرة بتمويل التظاهرات داخل روســـيا، وهذا الكلام صحيح ان اميركا وغيرها من الدول الغربية لديها منظمات تحت مسمى »حقـــوق الانســـان « تعمل للتخريب في البلاد ولتمويل التظاهرات في الدول.
فبوتين اكد انه خلال آخر ٤ او ٥ اشهر وصل تمويل هذه المؤسسات ما يقارب مليار دولار، والسفارة الاميركية تنفق الكثير من الاموال على تلك الجمعيات.
اتهام الولايات المتحدة هل هذا اتهام مباشر للولايات المتحدة بذلك
جمعيات حقوق الإنسان يمكن أن تؤسس في تركيا أو بريطانيا أو مصر أو غيرها ولكنها تحافظ على مصالح أميركا وتقوم من خلالها بتخريب الدول