رماح

أعتقد أن أغلب الناس يعرفون جون كيندي الذي تم اغتياله ومازالت قصة الاغتيال غامضة حتى تاريخ هذا اليوم، وإن كان هناك من لا يعرفه كرئيس أميركي فإنه سيعرفه كزوج للفاتنة زوجته التي تزوجت من بعده إمبراطور المال اليوناني أونسيس. ولكن ما لا يعرفه غالبية الناس أن والد كيندي رجل اقتصاد وأحد أهم تجار بورصة نيويورك قبل الكساد العظيم في بداية القرن العشرين، وهو أحد القلائل الذين خرجوا من السوق قبل انهيارها. لقد كان خروجه من السوق درسا يجب أن يستفيد منه الجميع، ففي أحد الأيام كان والد كيندي متوجها الى سوق البورصة فوقف لينظف حذاءه لدى أحد ماسحي الأحذية، وحين سأله العامل عن وجهته أخبره صاحبنا بأنه ذاهب الى البورصة فأخذ العامل ينصحه بأن يشتري السهم الفلاني ويتخلص من بعض الأسهم الخطرة. حينها دخل تاجرنا الكبير الى السوق وتخلص من جميع أسهمه التي يملكها، وحين سألوه عن السبب أخبرهم بأن السوق التي أصبح ماسح الأحذية يحللها وينصح بها ستنهار بأقرب وقت وهذا ما حدث فعلا. وبما أن البعض في الكويت يقتاتون على الخطاب القبلي والطائفي والفئوي وبعضهم خرج من نتاج الفرعيات وأصبحوا هم من يتحدثون عن الوطنية وعن القانون ويحللونها حسب أهوائهم، فإنني أتوقع أن تنهار السياسة الكويتية في القريب العاجل ونصبح بخبر كان. أدام الله الشعب الذي يتعلم من الأخطاء ولا يكررها، ولا دام أي شخص يقتات على القبلية أو الطائفية أو الفئوية.