تورّط حزب الله في سورية والدول العربية

يفتح تورط حزب الله في سورية أسئلة كبيرة وجوهرية تكاد تصل إلى حد الجرح بالنسبة الى اغلب السوريين الذين لا يكادون يصدقون موقف الحزب بوقوفه إلى جانب نظام الاستبداد ضد حريتهم وحقهم بإسقاط نظام يحكمهم بالحديد والنار منذ عقود طويلة، وهم الذين احتضنوا الحزب بوصفه مقاومة بدءا من سلاحه الذي يمول من ضرائبهم وليس انتهاء باحتضانهم له حقيقة وعاطفة على مدى عقود إلى درجة أن تحملوا أسوأ نظام تاجر بهم طويلا باسم فلسطين وغيرها ودعمه المقاومة إلى درجة أن السوريين بكل طوائفهم لم يرفعوا في بيوتهم وبملء إرادتهم ومحبتهم صورة لأحد منذ الرئيس جمال عبدالناصر إلا للسيد نصرالله، هنا في قراءة إشكالية المقاومة في ظل الانتفاضة السورية سنتبين أمرين اثنين لم يعد القفز فوقهما بين أنصار المقاومة ضد إسرائيل مقبولا إذا أرادوا أن يحافظوا على صدقية المقاومة والدفاع عنها وإمكانية استمرارها لاحقا، الأول يتعلق بعلاقة المقاومة بالاستبداد وعما إذا كان يمكن الاستبداد أن يدعم المقاومة من جهة وإن كان يمكن للمقاومة أن تقف بجانب الاستبداد ضد شعبه حفاظا على المقاومة من جهة ثانية والأمر الثاني هو العلاقة بين المقاومة والطائفية وعما إذا كان يمكن لحزب أو حركة ذات جوهر طائفي أن تحمل مشروعا مقاوما أم لا؟

<< < سد النهضة الذي تعتزم أثيوبيا إقامته على النيل كباكورة لبناء عدد آخر من السدود لتعطيش مصر، شاهدت على الفيسبوك ڤيديو للمشير أبو غزالة وزير الدفاع الأسبق وظهر خلاله المشير مرتديا الزي العسكري وهو يتحدث عن دول حوض النيل وأزمة المياه، أبو غزالة كان يرى تقليص أي نفوذ أجنبي معاد في دول حوض النيل ضرورة لأن هذه المياه تمثل هدفا إستراتيجيا قوميا يجب أن نسعى للحفاظ عليه من خلال الممارسات السياسية والاقتصادية والأيديولوجية والعسكرية لأنه أمن قومي، المشير وقتها كان يرى أن الدول التي تسعى للتواجد في حوض النيل إسرائيل وليبيا والدول الغربية، وأكد أن العمل إذا كان موجها ضد مصر لابد أن تتصدى له، ولفت إلى أن مصر لابد أن تستخدم جميع القوى الشاملة لمنع تنفيذ المشروعات في بعض دول حوض النيل التي تهدف إلى تخفيض نصيب مصر من مياه النيل، هذه هي رؤية مصر القوية التي لا تخشى أي شيء ولا تستبعد أي خيار في ازمتها، أيها السادة، سواء في النظام أو المعارضة الجفاف لن يفرق بين الإخوان والليبراليين وهذه المحنة لابد أن تجمعكم فلا تشمت المعارضة في النظام ولا يستكبر النظام في طلب العون من المعارضة، هذه الأسطر وصلتني عبر الإيميل اختصرتها وزدت عليها.