Al-Anbaa

رسالة السيسي لمرسي إذا قرر الشعب أن »يشيلك.. حاشيلك«

-

مهما بلغت أفضال الرجال على الرجال، فإنها لا تساوي عشر ما يحمله الإنسان المخلص لوطنه، ومهما بلغت العطايا والمناصب فإنها تبقى ذرة تراب حين يوشك الوطن على الاحتراق، وعندما ترى من وثق به الشعب خان ثقته وخدم حزبه بدلا من وطنه. لهذا لا يجب ألا يركن الرئيس ويعتمد على مساندة الفريق السيسي له اليوم (٣٠ يونيو) في كل الأحوال فقط لأنه هو الذي اختاره لهذا المنصب، فالمشير طنطاوي كان رفيق سلاح لحسني مبارك وهو الذي عينه في أكبر منصب عسكري في مصر وصداقتهما تمتد لأكثر من ٤٠ سنة، ومع ذلك حين تبلورت إرادة الشعب وتمثلت في اجتماع الملايين من أفراده في ميدان التحرير وطالبوا الرئيس بالتنحي اصطف المشير مع الشعب، وقام أفراد القوات المسلحة باعتقال حسني مبارك وزجه بالسجن هو وأركان نظامه. إرادة الشعوب جبارة لا تقف أمامها أعتى الجيوش بكل عدتها وعتادها، وهو أمر يعرفه ويستوعبه الفريق أول السيسي وقد رآه بأم عينه في ثورة المصريين ضد مبارك، فلم توقفهم طلقات الرصاص ولا تحرشات البلطجية، بل زادتهم ثباتا على مواقفهم وكان كل شهيد يسقط يزيد حماس عشرات الألوف الذين سيواصلون مسيرتهم لكي لا تضيع تضحية الشهداء سدى. واليوم سيقف الفريق السيسي مراقبا للوضع ومعه ميزان دقيق وحساس لمجريات الأمور، فإن رأي أن الشعب حسم أمره وقرر التخلص من مرسي فسيكون لهم سندا ومساعدا، ولن يخذلهم، فالسيسي هو وجنوده هم مصريون ومواطنون قبل أن يكونوا جنودا وعسكريين، وما حصل للمصريين من ترد في جميع الأحوال بالتأكيد أصابهم شطر كبير منه، وتاريخ جيش مصر العظيم كما أخبرتنا عنه كل ذرات تراب الوطن العربي التي ارتوت كلها بدماء جنوده الطاهرة أنه دائما مع الحق. واليوم ٣٠ يونيو سيقف الجيش المصري مع الحق.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait