Al-Anbaa

حسين القحطاني: جاءني عامل النظافة يتبرع بالخردة التي معه وفي عينيه الدموع وأصبح المنفقون من أهل بلدي رموزا ساطعة على مستوى العالم بأسره

يقوم الناس بالرحلات لأغراض عدة بعضهم لإنجاز الأعمال وعقد الصفقات ومعظمهم للســياحة والترفيه أو لمجرد اللهو والاستمتاع الحســي، ولكن ماذا عن الدعاة الذين آلوا على أنفسهم حمل رسالة سامية وإيصالها إلى غيرهم ممن لا يعلمون عن الإسلام شيئا؟ أين ذهب هؤلاء الدعاة

-

الداعية الشـــيخ حسين القحطاني يتحدث عن العمل الخيري والدعوى في الكويت بقول: عندما يتحدث الإنسان عـــن العمل الخيـــري فإنه يتحدث عن وجوده بوجود هذا الشعب الذي جبل على الخير وبذله، لكل محتاج، وعن نفسي شخصيا فعلاقتي بالعمل الخيـــري تتجاوز العقدين من الزمان سواء على مستوى جمعية إحياء التراث الإســـلام­ي الذي أنا رئيس أحد لجـــان الدعوة فيها، أو على مستوى المساجد كوني إماما وخطيبا، وكثيرا ما تمر عليك حالات لأسر أو أفراد ممن يســـتحقون المساعدة والصدقة والحديث عن العمل الخيري مليـــئ بالقصص والمواقف المؤلمة والحزينة. فهذا لا يجد ما يأكل، وآخر لا يجد ما يســـدد به إيجار البيـــت وثالث لا يملك المال اللازم لدراسة أبنائه، وهذه لا عائل لها وأخرى أم لأيتام، وتخيل عدد هؤلاء وتشعب احتياجاتهم، ومع ذلك فإن الاخوة القائمين على لجان الصدقات يحاولون جاهدين ان يسدوا حاجة هؤلاء، وهم حريصـــون على ســـترهم وســـتر حاجتهم وعوزهم، باذلون أوقاتهم ويجهدون أذهانهم، كل ذلك لإيجاد فكرة لمشروع يعود بالخير على هذه الحالات. والحق الذي ينبغي ان يذكـــر ان رجال العمـــل الخيـــري الكويتي مبدعون في ذلك.

ولا أقـــول ذلك تحرصا بل بشهادة الجميع، ولا أدل على ذلك مـــن الأرقام التي تتكلم عن المبالغ المصروفة للأســـر المحتاجة سواء في الكويـــت أو خارجها، كذلك المشاريع التي اقيمت في كل أصقاع الأرض، في السهول والوديان، وشـــعف الجبال والمـــدن والقرى والعواصم من مســـاجد وحلقات قرآن وكفالة أرامل وأيتام، وبناء المستوصفات والمستشفيا­ت ومـــزارع وآبـــار، وأوقاف متنوعة تغطـــي المعمورة، ناهيك عـــن إغاثة الملهوفين والمشـــرد­ين من المجاعات والكوارث والغرق والحروب من لهم ان لم يكن الخيرون من أهل الكويت حتى أصبح المنفقون من أهل بلدي رموزا ساطعة على مستوى العالم بأسره، وهذا من فضل الله على أهل هـــذا البلد ولعله السبب لحفظ الله تعالى هذا البلد من الشرور التي تحيط به. وقد قال الرســـول ژ: »تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشـــدة «، ولكن آمل ان يتكامـــل هذا العمل المبارك بالتنســـي­ق الأوسع والأفضل مع اللجان داخليا وخارجيا والذي ســـيثمر توحيـــد الجهود ووصولها لجميع المحتاجين.

الزاد الإيماني

وتمنى الداعية القحطاني ان يرافق كل هذه الجهود الخيرية والاغاثية جهودا اخرى من تعليـــم الناس الخير من العلم الشـــرعي الـــذي لا يجـــوز بحال ان يجهله مسلم ودعوة غير المسلمين للإسلام، فكما ان الأبدان تحتاج الى الطعام والشراب أيضا تحتاج الى الإيمان، فالقلوب والأرواح بل والله ان حاجتها للإيمان أعظم من حاجتها للطعام والشراب، هذا ما يسر الله، جعلني الله واياكم مفاتيح للخير مغاليق للشر.

عامل النظافة

ويذكـــر لنـــا الشـــيخ القحطانـــ­ي أحـــد المواقف المؤثرة ويقـــول: كنا يوما نجمـــع التبرعـــا­ت لأحد المشاريع الخيرية وكانت لـــي كلمـــة وبعدهـــا بدأ الناس يقبلون على التبرع ولاحظت وجود عامل نظافة ينظر الي وفي عينيه الدمع فلما ذهب الناس أقبل علي وعينـــاه تدمعان وقال لي بلغة عربية بسيطة »هذا نفر يبي الجنة وفيه فلوس وانا يبي الجنة بس ماكو فلوس« ثم اعطاني مبلغا عبارة عـــن خردة معدنية فقلت بعد ان تأثرت في هذا الموقف» لئـــن مكنني الله لأجعلـــن هذا الموقف وهذا المـــال القليل ســـببا بإذن الله في إقبال الناس على الصدقة، وفعلا في الاسبوع الذي بعـــده اجتمع الناس وأخبرتهـــ­م بقصـــة عامل النظافة وذكرتهم بقول النبي ژ »سبق درهم مئة الف درهم« وان العبرة ليست بكثرة المال انما بقبوله من الله والاخلاص من العبد لله، وكمـــا كنـــت متوقعا ومحسنا ظني بالله اقبل الناس يتبرعـــون بمبالغ كبيرة ولعل هذا من بركة نفقة هذا الرجل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

 ??  ?? القحطاني بين الكتب الدعوية في مكتبته الخاصة
القحطاني بين الكتب الدعوية في مكتبته الخاصة

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait