Al-Anbaa

العدل مع الآخر

-

الإسلام دين العدالة، لا يقر الظلم على المسلم ولا على غير المسلم، ففي الحديث القدسي نهي عن الظلم عامة : »يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا «، وقال ژ: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح اهلك من كان قبلكم« ، فلا يحل ولا يصح لمسلم اذا ولى امر جماعة وفيهم غير المســـلمي­ن ان يظلمهم، ولا يحل ولا يصح لغير المسلم اذا ولى امر جماعة ومنهم مســـلمون ان يظلمهم، فالعدل اساس الملك، وبالعدالة والايمان يكون الانسان (الذين آمنوا ولم يلبســـوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون)، ومن رسالة سيدنا عمر بن الخطاب ے الى قاضي القضاة ابي موسى الاشـــعري قال له : »آس بين الناس في وجهك ومجلسك وقضائك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك «، فلا يصح التفرقة بين المتخاصمين حتى ولو كان احدهما غير مسلم، وقد روي ان يهوديا خاصم سيدنا علي بن ابي طالب ے، فنادى امير المؤمنين عليا بقوله: قف يا ابا الحســـن، فبدا الغضب علـــى علي ے، فقال له عمر ے: اكرهت ان نسوي بينك وبين خصمك في مجالس القضاء، فقال علي: لا، ولكني كرهت منك ان عظمتني في الخطاب وناديتنـــ­ي بكنيتي، ولم تصنع مع خصمي اليهودي ما صنعت معي. وهكذا نرى كيف عامل ســـلفنا اهل الكتاب واظهروا ســـماحة هذا الدين الذي لا يقر العصبية ولا يرضى الظلم حتى لغير المسلمين بل يدعو الى التسامح والعدالة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait