Al-Anbaa

تقديم الطعام

-

السائلة ع. و. هـ تقول: هل يجوز للمسلم ان يقدم الطعام او الشراب لأناس لا يصومون في نهار رمضان من دون عذر؟ ٭ إذا كان المســـلم مفطرا في نهار رمضان من دون عذر فيحرم على المســـلم ان يقدم له شيئا من المفطرات، لأن الله تعالى حرّم ذلك بقوله (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). وتقديم الطعام والشـــراب لفاطر عمدا من دون عذر فيه معاونة على الإثم والعدوان، وانتهاك لحرمة هذا الشهر العظيم. وأود ان أبـــين ان هناك من أصحاب الأعذار المبيحة للإفطار كالحائض والنفساء يأكلن ويشربن جهارا أمام أولادهن الذين لا يفقهون عدم صيامهن، مما يســـبب لهم انشغالا في تفكيرهم وهم يرون أمهاتهم في نهار رمضان لا يصمـــن، كما ان بعضهـــم او بعضهن لا يراعون حرمة هذا الشـــهر الكريم بأحاديث الغيبة والنميمة بحجة انهم او انهن مفطرون بعـــذر او بأعذار، وهذا طبعا لا يجوز، فمن كان صاحب عذر او صاحبة عذر فلا يجاهر بالفطر في نهار رمضان ويتستر عند أكله او شربه محافظة على جلال هذا الشهر. عموما اذا استطعت ان تنصح هؤلاء بالحسنى فلا بأس في ذلك انطلاقا من قوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) ولتكن النصيحة بالحسنى وتلفت نظره الى مخالفة ما هو عليه وعلى الأقل تقدير وقت الصلاة وخفض الصوت حتى لا يشـــوش على المسلمين صلاتهم.

ضرورة الاحتراز

وتقول السائلة نفسها: لي أخت في الآونة الأخيرة زادت أيام الدورة عليها لتصل بها الى ٤٠ يوما وذهبت الى الطبيب ولايزال الأمر هكذا، فماذا تفعل في هذه الحالة؟ ٭ يجـــب ان تعرف أختك المدة المعتادة لها في السابق لتكون لها المقياس فتقيس على هذه المدة وما زاد عنها تعتبره اســـتحاضة لا تمنعها من الصوم او الصلاة مع مراعاة الاحتراز فتتوضأ لكل صلاة.

تكفير الذنوب

هل في المرض تكفير للذنوب؟ ٭ نعم يا أختي، هناك أحاديث صحيحة تبين ان المرض يكفر السيئات ويمحو الذنوب وهي كثيرة ومنها ما رواه البخاري ومسلم قال: »ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشـــوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه «. وروى البخاري عن ابن مسعود قال : »دخلت على رسول الله ژ وهو يوعك »يتألم « فقلت: يا رسول الله توعك وعكا شديدا، قال : »أجل اني أوعك كما يوعك رجل منكم «، قلت: ذلك ان لك أجرين، قال : »أجل ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها الا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها «، فهـــذان الحديثان صريحـــان في ان المرض يكفر الذنوب ويمحو السيئات، ولكن ينبغي على المريض ان يصبـــر عند المرض حتى يؤجر ويكون خيرا له، فقد روى مسلم عن صهيب بن سنان ان النبي ژ قال : »عجبا لأمر المؤمن ان أمره كله له خير ـ وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ـ ان أصابته ســـراء شكر، فكان خيرا لـــه، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له «. هذا والله أعلم.

نزع الحجاب

هل يجوز اجبار الزوجة او البنت او الاخت على نزع الحجاب الشرعي علما بأن هذا الاجبار يتخذ صورا متعددة من التهديد بالطلاق الى الحرمان من الميراث الى الضرب والشتم والاستهزاء والسخرية فالزوجة تعاني والبنت تعاني والأخت تعاني، فما الحل؟ ٭ أود ان أتوجه بهـــذا النداء المخلص الى الأزواج والآباء والاخوان وأقول لهم ان الأب ليفرح فرحا شـــديدا بـــأن يرزقه الله بنتا متدينة تراعي حق الله عليها في كل شيء يعتز بها ويحترم رأيها وان الرجل المتزوج ليحمد الله جل وعلا على ان رزقه الله زوجة متدينة تلتزم بالإســـلا­م سلوكا وعملا وان الأخ كذلك يرى أخته متحجبة تجاه الرجال الأجانـــب فيعتز بها ويفاخر، فهل تحب ان تأتي زوجتك او اختك او ابنتك شيئا يخالف ما أمرها الله به؟ وأستغرب أيتها الاخوات زوجات كنتن او بنات او شقيقات، أستغرب في مجتمعنا المسلم ان يوجد مثل ذلك، لكن ان تخرجن سافرات متبرجات أمام أجانب، فأمر الله بالمنع صريح واجب التطبيق، وقد لا يقتنع بعض الناس في خاصة نفسه بأمر الحجاب ولكنه يقف عند هذا الحد فقط، أما ان يبـــادر ويمنع او يســـخر او يهدد بنزع الحجاب فهذا انحراف فـــي فطرته نتيجة جهل متراكم مركب في عقليته وهو القليل النادر في مجتمعنا والحمد لله.

 ??  ?? فتاوي
محمد الطبطبائي
فتاوي محمد الطبطبائي

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait