man yes» الـ« يدمر الكويت!

لا يدمر المؤسسات، أيا كان حجمها وشكلها، سوى بطانة المديح من حملة شعارات «كله تمام يا افندم» و« الشور شورك» و« سم طال عمرك» ، كون هذه البطانة تتعامل وفق مصالحها لا وفق مصالح المؤسسة أو رئيس المؤسسة، سواء كانت حكومية أو خاصة، أو من يعرفون بالإنجليزية اصطلاحا برجل الـ« yes man» ، ومعناها الدلالي هو الرجل الذي يوافق على اي قرار من رئيسه دون أدنى اعتراض، بل ويطبل لها ويصورها لرئيسه وكأنها انجاز عظيم، حتى ولو كانت تلك القرارات ستؤدي الى كارثة لا تحمد عقباها. والـ« man yes» للأسف منتشرون في مؤسسات الدولة، ويحيطون بأصحاب القرار بشكل لا يتصوره عقل إلى درجة انني اعتقد ان وجودهم سواء كمساعدين او مستشارين هو السبب الرئيسي لجميع مشكلات البلد، الإدارية والاقتصادية... بل والسياسية. في الغرب تبحث المؤسسات عن الـ« man no» أو الموظف الذي يمتلك شخصية وقدرة احترافية عالية في مجال عمله تمكنه من الاعتراض على قرارات رئيسه بما فيه مصلحة العمل، لذا نجد ان تلك المؤسسات تنجح وتتطور وتنمو وتتوسع وتبدع في مجالاتها، لانها غالبا لا ترحب بأصحاب جملة «كله تمام يا افندم» .. و« سم طال عمرك» و« شقد أنت رائع سيدي» وهي الجمل التي دمرت عشرات المؤسسات الحكومية والخاصة في انحاء الوطن العربي.

>>> وهذه البطانة من نوعية الـ «man yes» هي بطانة فاسدة بالضرورة، حتى وان لم تسرق او تتجاوز على القانون، فبمجرد انها تسمح بمرور القرار الكارثي وتطبل له فهي فاسدة، حتى وان كانت نواياهم طيبة، وما اكثر القرارات الكارثية التي تتسبب فيها جماعة «yes man» !

>>> طبعا «ربعنا » يموتون في الـ «man yes» ، كونهم لا يسببون لهم صداعا في رفض القرارات التي يتخذونها، و« ربعنا» للأسف يعشقون المديح الذي يكال لقراراتهم كعشق ليلى لقيس، وقيس مات و« شبع موت» وجماعة الـ« man yes» يرفضون الانقراض.

>>> قل «لا » وستجد نفسك مجمدا في ديوان الوزارة، أو يقولون لك «اقعد في بيتكم وراتبك يوصل لي عندك.. شلك بعوار الراس» هنا، قل «لا » وربما تجد نفسك في أرشيف الوزارة أو في إدارة ميتة بعيدة عن إدارات القرارات. وأكثر من قول «نعم » وستجد نفسك قياديا في درجة مرموقة، وسيحبونك كما لم تحبك أمك.

>>> اذا اردت لقطاعك ان ينجح فأول اجراء يجب عليك اتخاذه هو ان تقوم بابعاد الـ «man yes» عن دائرة القرار قدر استطاعتك، فهؤلاء الذين لا يجيدون فن الاعتراض من أجل المصلحة العامة سيتسببون في غرقك سياسيا واقتصاديا... بل وانسانيا ايضا. >>>

أغلب الوزراء الذين سقطوا سياسيا كان وراء سقوطهم مجموعة من الـ« man yes» .