Al-Anbaa

مصادر لـ «الأنباء »: أحداث بعلبك رسالة إلى سليمان وروحاني المنفتح على «الشيطان الأميركي الأكبر»

الأحداث الأمنية أرجأت زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية غداً

- بيروت ـ عمر حبنجر

عاد الهدوء ليرخي بظلاله علــى مدينــة بعلبــك بعــد العاصفــة الفتنوية الهوجاء التي اجتاحت عاصمة البقاع الشــمالي من لبنــان، والتي انطلقت من إقامة حزب الله المسيطر على المدينة، حاجزا للتفتيش على مدخل ســوق تجــاري يحمــل اســم عائلة الشــياح البعلبكية الســنية التي اعتبرت في إقامة الحاجز على مدخل باب رزق أعضائها، استفزازا مقصودا.

ويقــول وزيــر الداخلية مــروان شــربل ان الجيــش انتشــر فــي الشــوارع التي شــهدت اعمال العنــف، بعد انســحاب حواجــز وعناصر حزب الله التزاما بالإجراءات التي اتخذها الاجتماع الأمني الطارئ الذي انعقد في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان. النائب كامل الرفاعي ممثل سنة بعلبك في البرلمان اللبناني على لائحة حــزب الله رد المشــكلة الى خلافات فردية. والراهن انها بدأت كذلــك، عندما اعترض أصحاب السوق من آل الشياح على تركيز حاجز لحزب الله على مدخل سوقهم.

وجرت اتصــالات محلية مع مسؤولي الحزب، وكانت الحجة مخاطر تسلل عناصر مــن النصرة او القاعدة، لكن أصحاب السوق رفضوا مثل هذا الاحتمال واعتبروا ان إقامة هذا الحاجــز يعرقل الحركة التجاريــة داخــل الســوق، فقرروا المواجهة، لأن البديل هو النزوح، كما قال أحدهم: في اتصال هاتفي مع «الأنباء ».

ومنذ بضعــة ايام حصل احتكاك على الحاجز نفسه، بين عناصــر الحزب وبعض اصحاب المحلات في السوق، نتيجــة العرقلة الناجمة عن تفتيــش المــارة، تطــور الى إطلاق نار على الحاجز ومنه، وسرعان ما بادر العقلاء الى إطفاء هذا الحريق في مهده.

لكــن الحاجز بقــي مكانه وكذلــك الأحقــاد التــي نمت وترعرعت بين الطرفين بفعل الاحتكاكات اليومية والمناخات المذهبية، حتى كان ما كان يوم السبت الماضي.

الأسباب بدأت فردية، لكن استمرارها دون معالجة، سمح بإعطائها أبعادا سياسية، الى درجة تصور بعض قوى 14 آذار ان توقيت تفجير الوضع في بعلبك، وبالطابع المذهبي الــذي أعطي له، هو في واقع الحال رســالة من حزب الله ومعه حلفاء النظام السوري في قوى 8 آذار برســم زيارة الرئيس ميشال سليمان الى المملكــة العربية الســعودية

قوى 8 آذار تحاصر صيغة الثلاث ثمانيات بالإصرار على الثلث المعطل

غدا الثلاثاء، حيث ســيلتقي خــادم الحرمــين الشــريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وســيتباحث مــع الرئيــس ســعد الحريــري بشــؤون الســاحة اللبنانية، والراهن ان الرئيس سليمان أرجأ امس هذه الزيارة، الى وقت لاحق.

وفــي قــراءة أكثــر بعــدا ذهب هذا البعض في تحليل حــوادث بعلبك لـــ «الأنباء » الى حد ربطها بالانقســا­مات التــي بدأت تظهر في تركيبة السلطة الإيرانية، حول مدى انفتاح الرئيس الإيراني حسن روحاني على ما كان يوصف بـ «الشيطان الأميركي الأكبر »، علمــا ان الرئيــس الأميركي بــاراك أوبامــا هــو مــن كان صاحب المبادرة في الاتصال الهاتفي، بعدما عجز الوسطاء عن إقناع روحاني بعقد لقاء مباشر مع أوباما في نيويورك.

وفــي تقديــر هــؤلاء ان الجهــات المعنيــة فــي حزب الله، لو شاءت عدم توظيف أحــداث ســوق الشــياح في بعلبك سياسيا، لكانت اصدر اوامرهــا برفع الحاجز المثير للمشــكلة في مدينة بعلبك، ومــن هنــا الاعتقــاد بوجود رســالة سياســية خلــف ما جرى ان لم يكن برسم زيارة الرئيس سليمان الى الرياض رغم انه استبق الزيارة بلقاء الرئيس روحاني في نيويورك، بمعنى انه راعى توازن القوى الاقليمية في لبنان، فبرســم انفتاح روحانــي على اوباما او اســتطرادا زيارة روحاني المقبلــة الــى الســعودية في موسم الحج.

على اي حال، ان ما حدث في بعلبك اعاد مسألة سلاح حزب الله الى الضوء مجددا، من زاوية تناقضه مع «اعلان بعبــدا» الحــواري، في وقت يستمر الشلل الحكومي سواء كان على مستوى التصريف او التأليف، بعدما اطبق فريق 8 آذار حصــاره على صيغة حكومة الثلاث ثمانيات التي جعلها الرئيس تمام سلام اطار الحكومة الذي يريده.

وحتى لو استطاع النائب جنبلاط اقناع الرئيس سعد الحريري بتبادل الثلث المعطل مع حزب الله عبر حكومة من 24 وزيــرا موزعــين بواقع 9 وزراء لقوى 8 آذار و9 لقوى 14 آذار و6 للمســتقلي­ن، فإن الوقوع في مشــكلة المداورة في الوزارات وارد، في ضوء اصرار العماد ميشال عون على ابقاء حقيبة الطاقة بيد صهره الوزير جبران باسيل وثنائي امل وحزب الله قد يتمسكان بابقــاء وزارة الخارجية في قبضة الوزير عدنان منصور!

يضــاف الــى ذلــك دعوة الرئيــس ســليمان الاطراف اللبنانية الى الانســحاب من ســورية، خصوصــا دعوته الاجهــزة الامنيــة لمنع عبور المقاتلين باتجاه لبنان من اي جهة.

وتقــول وكالة «رويترز » فــي هذا الســياق ان هناك ما بين 2000 و4 آلاف من المقاتلين والخبراء التابعين لحزب الله في سورية، يتحركون بتوجيه من قيادة الحرس الثوري في ايران بالتنســيق مع القيادة السورية، وضمن هذه القوات «فرق للاغتيال ».

وبالعودة الى احداث بعلبك التي هدأت امس بفعل انتشار الجيش، تبين انها اسفرت عن خمسة قتلى من الطرفين بينهم جندي كان يمر بالمصادفة وقد صرعته رصاصة قناص.

والقتلى هم: عماد بلوت، هشام وهبي وعلي البرجاوي من حزب الله، وعلي المصري ومحمــد علــي صلــح وهــو الجندي.

وعرف من الجرحى: احمد حسن، محمد الشياح، ياسر ســعيد، عبدالناصــ­ر جاري وعيــل وهبي، وقيل ان حالة جاري حرجة للغاية.

قيادة الجيــش اعلنت ان وحداتها تعزز انتشارها في المدينة وتتخذ اجراءات امنية مكثفة، واشارت الى توقيف مشبوهين، وقالت انها ستلقي القبض على اي مخالف بصرف النظر عن انتمائه العائلي او الحزبي، بما في ذلك استخدام القوة.

وكانــت فعاليــات مدينة طرابلس التقت تحت عنوان «اللقاء الاســلامي » في منزل النائب محمد كبارة واصدرت بيانا تلاه النائب كبارة وفيه يطالب الدولة بحماية الناس من اعتداءات الحزب الارهابي الســافرة، بقصد اســتئصال اهلنــا اللبنانيــ­ين المســلمين الســنة مــن مدينــة بعلبــك والبقاع الشرقي، تحت نظر وحدات الجيش التي لم تسارع الى حماية الضحايا كما فعلت في ضاحية بيروت الجنوبية بموجب الخطة الامنية التي يبدو انه لا هدف لها ســوى حمايــة الحــزب الارهابي لا حماية الناس.

وتوجه البيان الى رئيس مجلــس النــواب نبيــه بري وامين عام حزب الله الســيد حسن نصرالله سائلا اياهما ما اذا كانا يتقبلان ما يجري في بعلبك.

بدورهــا، اتهمــت هيئــة علماء المسلمين في طرابلس حزب الله بالخروج على آداب العيش المشترك في لبنان.

وفي طرابلس ايضا، ألقيت قنبلة على مــراب العقاد في شارع المئتين ما ادى الى مقتل امين ناصر وجرح اربعة هم: احمد عقــاد، محمود مرعب، محمد سويد وفراس خزعي.

٭

 ??  ?? الرئيس ميشال سليمان مترئسا اجتماعا امنيا في بعبدا امس
)محمود الطويل(
الرئيس ميشال سليمان مترئسا اجتماعا امنيا في بعبدا امس )محمود الطويل(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait