Al-Anbaa

وهبي قاطيشا لـ «الأنباء »: جنبلاط اختار بدل المواجهة البقاء على ضفتي نهري الغدير وبردى بانتظار مرور الجثامين

- بيروت ـ زينة طبّارة

رأى مستشــار رئيــس حــزب «القــوات اللبنانية » لشــؤون الرئاســة العميــد المتقاعد وهبي قاطيشــا ان حزب الله لم يعد في وضع يخوله فرض شروطه على اللبنانيين، بدليل استسلامه في عرينه للقوى الأمنية التي حضرت لتحميه من هجمة حتمية عليه كانت تتحضر لها بيئته الحاضنة، وذلك بعد ان ضاقت ذرعــا بتصرفاته المقيــدة لتحــركات ابنائهــا وشــعرت بانهــا اصبحــت ســجينة وان الســجان هو حــزب الله، معتبرا بالتالي ان ما حصــل في بعلبك من انتفاضة شعبية ضد حواجز حــزب الله كان ســيحصل حتمــا فــي الضاحيــة لولا استدراك الحزب لهذا الواقع واستنجاده بالشرعية لإنقاذه من المواجهة مع ابناء بيئته، بمعنى آخر يعتبر قاطيشا ان حزب الله ما كان ليطلب حلــول الشــرعة مكانه لولا يقينــه بأنــه اصبــح عبئــا ثقيلا على من اعتبرها يوما بيئته الحاضنة فسارع الى تلميع صورتــه امامها عبر إيلاء حمايــة الضاحية الى المؤسسات الامنية الشرعية.

وتبعــا لمــا تقــدم لفــت قاطيشــا فــي تصريــح لـــ «الأنبــاء » الى ان حزب الله لم يستسغ في قرارة نفسه وصول الشرعية اللبنانية الى ابواب مربعاته الأمنية،

كلام قاسم رسالة لسليمان وسلام والمطلوب عدم إعطاء تهديداته أهمية

وذلــك بالتزامــن مع ظهور بــوادر تســوية اوباميــة ـ روحانية حول الملف النووي الإيرانــي، تنتهي بموجبها الازمة السورية على حساب حليفه نظام الاســد، فذهب باتجــاه التعويض عن هذه الخســارة المعنويــة، عبــر تكليــف نائب امينــه العام الشيخ نعيم قاسم توجيه رسالة حاســمة للرئيسين ســليمان وســلام من خلال تخيير قوى 14 آذار وبنبرة مسمومة، بين حكومة وحدة وطنية او البقاء على حكومة تصريف الاعمــال، معتبرا بالتالــي ان هــذه الرســالة القاســمية اتت في ســياق التفــاف حــزب الله علــى احتمــال قيام تســوية في المنطقة تضع حدا لهيمنته على سيادة لبنان وتعرض ســلاحه للبيع في اســواق الخردة والنخاسة.

وردا علــى ســؤال لفت قاطيشــا الــى ان حــراك الرئيــس المعتــدل حســن روحاني في نيويورك، وما قد ينتج عن لقائه المرتقب مع الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، تســبب في إضاعة المتشددين في ايران لبوصلتهم السياســية في لبنــان وســورية ومنطقة الخليج العربي، الأمر الذي دفع بحزب الله الى استدراك ما هــو آت، عبر تأكيده من خلال رســالة قاسم أنه لن يرضى إلا بتشكيلة حكومية تشرعن ســلاحه من جديد وتعطيه كلمة الفصل فيها قبل حلول تسويات محتملة في المنطقة، وإلا فستستمر البــلاد بحكومــة تصريف الأعمال الميقاتية التي يصادر فيهــا القــرار علــى جميــع المســتويا­ت وتحديــدا على مستوى السياسة الخارجية والدفاع، مؤكــدا بالتالي ان الرئيسين سليمان وسلام هما فقط اللذان يضعان الشروط بقوة الدستور وليس نعيم قاسم، وما على حزبه سوى التسليم بها.

وإزاء شروط حزب الله )رسالة قاسم( الحائلة دون ولادة الحكومة، لفت قاطيشا الى ان المطلوب وبإلحاح هو عدم اعطــاء تهديدات حزب الله وتوعداتــه اي اهميــة، لاســيما انــه اصبــح فــي المــكان العاجز عن تنفيذ 7 آيار جديــد، داعيا الرئيس المكلف الى إعلان تشــكيلة حكوميــة لا وجود لقوى 8 و14 آذار في صفوفها وذلك على قاعدة «من سوّاك بنفسه مــا ظلمك » اقلــه في الوقت الضائع بانتظار ما قد يؤول إليــه التوتــر الحاصل في المنطقة العربية، خصوصا ان ما تشهده الساحة الدولية من حراك وجهود لإيجاد حل سياســي للأزمة الســورية بالتوافق مع الرئيس الايراني حســن روحاني، لن يكون لمصلحة النظام السوري والفريق المتشــدد في ايران وحزب الله في لبنان، اي بعكس ما تحاول بعض الاقلام المأجورة للمحاور الاقليمية ايهام الرأي العام به، بــأن الرئيس روحانــي مجرد واجهة لمرشد الثورة الايرانية علي خامنئي.

وفي ســياق متصــل بأزمة تشــكيل الحكومة وعن قراءته لموقــف النائب وليــد جنبلاط المنقلــب على حكومــة الثلاث ثمانيات واستبدالها بتشكيلة (9 9-6- ( لفت قاطيشا الى انه وبغض النظر عن اســباب هذا التحول الذي قــد يكون ناجما اما عن استشــرافه لتسوية ما تلــوح في الافــق الدولي، وإما عن تلقيــه تهديدات على غرار تهديــده بــأن منطقة الشــوف وعالية ليست اكبر من القصير، فإن جنبلاط اختار بدل المواجهة البقاء على ضفتي نهر الغدير في بيروت وبردى في سورية بانتظار مرور جثامين أعدائه من الجانبين اللبناني والســوري، معتبــرا بالتالــي ان جنبــلاط اخطأ فــي تحوله خصوصا ان لبنــان ما عاد يحتمــل في ظل التحولات الحاصلة في موازين القوى سياسة احناء الرؤوس امام العواصف، بل بات بحاجة الــى عمليــة جراحيــة بقيادة رجال دولة كالرئيس سليمان لاســتئصال الأورام من الجسد اللبناني.

٭

 ??  ?? العميد وهبي قاطيشا
العميد وهبي قاطيشا

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait