Al-Anbaa

د.ناصر بهبهاني

-

لا مكان محددا للجريمة، ولا زمان لها، هي آفة اجتماعية تظهر في أي وقت، ولكن اللافت أنه في الآونة الأخيرة تشكل نوعا من الجريمة يمكن أن نطلق عليه اسم «جريمة المجمعات» ، وبعض هذه الجرائم انتهت بالقتل، وبعضها الآخر بإصابات، وهذا يعني أن مشاجرات المجمعات مستمرة، ولكن رغم أنها تكررت عدة مرات، إلا أنها حتى الآن لا تشكل قوام ظاهرة، وهذا لا يعني أنه لا يتوجب علينا تحليل المشكلة والوصول إلى حلول. بداية لو تتبعنا أسباب جريمة المجمعات لوجدنا أن معظمها ينشأ لأسباب بسيطة لا تشكل دافعا كبيرا للجريمة، فهي إما بسبب نظرات حادة متبادلة بين شابين أو مجموعتين، أو بسبب موقف للسيارات، كما حدث في الأڤنيوز مع الطبيب المعروفة قصته. وكان مؤلما قبل أيام مقتل الشاب في المارينا، وأن يذهب فتى في سن العطاء ويخسره وطنه، كما هو مؤلم أيضا أن يتحول شباب في سن الزهور إلى قتلة، ويضيعون مستقبلهم ومستقبل عوائلهم. وقد يرى بعضهم أن اتخاذ احتياطات أمنية في المجمعات نفسها هو الحل الأنجح للحد من الجريمة، ولكن هذا حل جزئي وليس كليا، فمثلا قد لا يجدي كثيرا وضع أجهزة لكشف الأسلحة عند مدخل المجمعات، لأنه لو تذكرنا أن الجريمة التي ارتكبت في الأڤنيوز بحق الطبيب، كان الجناة قد اشتروا السلاح من داخل المجمع. كما من غير المجدي بشكل قطعي الانتشار الأمني داخل المجمعات، فهذا أمر يصعب السيطرة عليه لضخامة هذه المجمعات وكثرة الأماكن التي فيها، وبالتالي لا يمكن تحويلها إلى ثكنة عسكرية. لذلك، فإن المسألة بالدرجة الأولى هي مسألة سلوكية تربوية، تبدأ من المنزل وتكتمل في المدرسة، فما نراه في المجمعات من مظاهر شبابية، وإن دخلت في نطاق الحرية الشخصية، إلا أن تعدي هذه الحرية الشخصية على الآخرين يحولها فورا إلى فتيل لشرار الجريمة.. فهل نضبطها قبل انفجارها؟

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait