حالة من الفضول

مع التقدم التقني وتسارع نمط الحياة أصبح الإنسان يعيش في انشغال دائم من ارتباطات عمل وحياة اجتماعية وغيرها. ورغم البعد وقلة التواصل الذي اصبح سمة لمجتمعاتنا إلا ان هناك حالة من الفضول غريبة تسكن البشر وتسابق على أخبار الآخرين بشكل لافت وتتبع حياتهم وأمورهم وساعدتهم وسائل التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي. منذ لحظات الصباح الأولى عندما تفتح عينيك تمسك هاتفك المحمول وتبدأ بتصفح )التويتر والفيسوك(، ويتطور الوضع للدخول على برنامج )الواتساب(، ومراقبة حالات التحديث وآخر ظهور ومتصل وغير متصل اليوم، فلانة أنجبت طفلة وفلان ترقى بوظيفته، فلانة مريضة، فلان تعرض لحادث سيارة، الواضح أن فلانا حزين عبارته في العرض تدل على ذلك اليوم، فلانة سعيدة ومتفائلة أكيد حصل معها شيء جميل عبارتها تقول ذلك. أصبحت مجالسنا حديث عن أخبارنا لكن دون تواصل فعلي واهتمام حقيقي جميل أنك إذا عرفت بمرض أحدهم تقوم بواجب عيادة المريض والدعاء له، جميل أنك إذا علمت بحزن أحدهم وضيقه تقوم باتصال لطيف ولمسات اهتمام حانية حتى لو لم تعرف ما حزنه فمجرد المشاركة والاهتمام له أثر بالقلوب المتألمة والنفوس الحزينة. أصبحت وسائل التطور الحديثة تزيد حالة الفضول وتعمق اللامبالاة وتنسينا أواصر الترابط والتواصل والاهتمام الحقيقي التي دعا لها ديننا الحنيف. قال ژ : «صنائع المعروف تقي مصارع السوء والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة »، الراوي: أم سلمة هند بنت أمية، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع. همسة: الرائعون هم شعاع لا ينطفئ وطيبة قلب لا تنتهي وتفهم لا محدود وتواضع لا يتغير وحلم كبير وهدف نبيل، هؤلاء هم الرائعون.. ودمتم بخير.