Al-Anbaa

مقاتلو المعارضة في حلب: تردد الغرب عزز موقع الجهاديين السوريين

-

حلب ـ أ.ف. پ: يرى مقاتلو المعارضة السورية في حلب أن التردد الغربي في دعمهم ساهم في تعزيز موقع المجموعــا­ت الجهادية التي تقاتل نظام الرئيس بشــار الأسد. والأسبوع الماضي، أعلن 13 فصيلا إسلاميا معارضا رفض الاعتراف بالائتــلا­ف الوطني المعارض الذي يحظى بدعم الدول الغربية وتشكيل إطار جديد يضم جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة.

وقالت هذه المجموعــا­ت في بيان إن «كل ما يتم من التشــكيلا­ت في الخــارج دون الرجوع إلــى الداخل، لا يمثلها ولا تعترف به، وبالتالي فإن الائتلاف والحكومة المفترضة برئاسة أحمد طعمة لا تمثلها ولا تعترف بها ».

ودعت «جميع الجهات العسكرية والمدنية إلى التوحد ضمن إطار إســلامي واضح ينطلق من سعة الإسلام ويقوم على أساس تحكيم الشريعة وجعلها المصدر الوحيد للتشريع ».

ويعتبر الشــيخ أبو محمد وهو مرشد للواء التوحيد القريب من جماعة الإخوان المسلمن أن هذا التموضع الجديد واقعي، ويقول إن «الولايات المتحدة والغرب جعلا الناس هنا متطرفن. في ظل لامبالاتهم­ا، لقد بدأنا الاقتراب من «مقاتلي » القاعــدة لأنهم هم الذين يقاتلون ويموتون من أجلنا، في حن يكتفي العالم بالتفرج ».

وأفادت دراســة لمركز «آي اتش اس جاينز » للإرهاب والتمرد نشرت أخيرا بأن نحو نصف المقاتلــن المعارضن في ســورية والذين يناهز عددهم مئة ألف هم إسلاميون متطرفون.

ويحمل أبوعمــار الذي يقود لواء مقاتلا في حلب، الرئيس الأميركي باراك أوباما المسؤولية، ويقول «لقــد وعدت الولايات المتحدة الشــعب السوري بأنها لن تدع الأسد يتجاوز الخط الأحمر )باستخدام السلاح الكيميائي( وأنها ستهاجمه، لكن الأمر لا يعدو كونه أكاذيب ». ويضيف أبو عمار أن سكان حلب «لا يثقون أبدا في المجتمع الدولــي أو في الوعود الغربية، ولهذا الســبب تحالفوا مع الإســلامي­ن والمجموعــ­ات القريبة من القاعدة ».

كذلــك، فإن المقاتلن المعارضن لا يبدون أي تقديــر لقادة المعارضة الذين يقيم معظمهم في الخارج. ويقول أبوعبيدة الذي يقود لواء درع الشــهباء الذي انضم إلى الإطار الجديد لمقاتلي المعارضة «لا يمكن للمرء أن يتحدث عن سورية انطلاقا من تركيا، لا نريد أي صلة بسياســين ليسوا موجودين في سورية للقتال إلى جانبنا ».

حتى إن رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمــد الجربا اتهم الدول الغربية بتعزيز موقع المجموعات الجهادية، معتبرا في اجتماع لمجموعة أصدقاء سورية في نيويورك أن «هذه الظاهرة نمــت وترعرعت فــي ظل التجاهــل والتقاعس الدولي تجاه حماية الشعب السوري ».

وتطالب المعارضة السورية منذ فترة طويلة بالحصول على مساعدة عسكرية، لكن المجتمع الدولي يبدي ترددا خشية وقوع هذا السلاح في أيدي المقاتلن المتطرفن.

ويغــذي هذا التــردد الغربي الشــكوك على الأرض. حتى إن البعض بات مقتنعا بأن الولايات المتحــدة تمــارس لعبة مزدوجــة، إذ إنها تدعم الرئيس السوري رغم مطالبتها بتنحيه.

ويلاحظ الشيخ أبو محمد أن تغيير الولاءات يتخذ مع الوقت طابعا أكثر أيديولوجية، ويقول «نحتاج إلى دولة إسلامية، ولكن غير قائمة على الإسلام الأصولي ».

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait