Al-Anbaa

وليد الخشتي: النجاح في العلاقات العامة يتطلب حب الناس والتواصل معهم وفتح نوافذ من العلاقات في شتى مجالات العمل

- حوار: ناصر الخالدي

في البداية، هلا حدثتني عن طفولتك؟ ٭ في عام 1975م كانت ولادتي في الكويت وبعدها انتقلت إلى بريطانيا حيث كان والدي يعمل في سفارة الكويت ولأن العمل الديبلوماس­ــي يتطلــب مزيــدا مــن التضحية فقــد قرر والدي أن يصطحبنا معه وبدون شك فــإن طفولتي التي قضيتها في بريطانيا جعلتني في معزل عن البيئة الكويتية ولكن هذا الأمر تمت معالجته من خلال اهتمام الوالــد كما أنني واجهت تحديا في التأقلم مع الحياة هناك، وقد نجحت في هذا التحدي. كيف كانت تفاصيل رحلتك الدراسية؟ ٭ دراستي كانت منذ البداية في المدارس البريطانية وكان المنهج باللغة الإنجليزية كما تعلم فلم أواجه مشاكل في دراستي لكن التحــدي الأكبــر كان يكمن في تعلــم اللغة العربية والتي هي لغتنا وبالتالي يجب المحافظة عليها فكنت أدرس اللغة العربية خارج أوقات الدراسة مع أبناء الســفير غــازي الريــس وبهذا استطعنا أن نحافظ على لغتنا الأم إلى جانب أنني تعلمت اللغة الفرنسية وبذلك أصبحت أعرف ثلاث لغات وكذلك استطعنا أن نحافظ على هويتنا وكان لهذا الأمــر أثــر إيجابي فــي حياتي فالمحافظــ­ة على الثوابت يعني التقدم بخطى ثابتة نحو الأهداف المنشودة. هل واجهت صعوبات باعتبار أنك عشت طفولتك في بلد غير وطنك؟ ٭ على الرغم من أنني استطعت أن أخلــق شــبكة واســعة من العلاقات الاجتماعية في بريطانيا إلا أنني عانيت كثيرًا من الغربة وكنت عندما أعود إلى الكويت أجد نفســي دون أصدقاء وهذا تحد كبير بالنسبة لشاب مازال يحلم بالحياة وتحقيق الأحلام ولعل مثل هذه المواقف تصقلنا وتعلمنا الكثير وهي واقع لابدّ أن نتعايش معه ونتقبله وليس هذا فحسب بل يجب أن نتغلب عليه في نهايــة الأمر وهذا هو النجــاح فالصعوبــا­ت تعلمنا دروسا جديدة إن لم نتعلم جيدًا لن نحقق شيئا يذكر. ماذا استفدت من دراستك في بريطانيا؟ ٭ أعتقد أنني استفدت الدقة في العمل وكذلك الحرص على النظام وكيفيــة التعايش مع الظروف وكانــت هــذه المنظومــة دافعا لتحقيق مزيد مــن النجاحات، عرفت ذلك عندما انتقلنا للعيش في البحرين بعد أن نقل والدي لسفارة دولة الكويت. حدثني عن دور الوالد؟ ٭ والــدي كان له دور كبير في حياتي، حيث كان شديد الحرص على أن يوفر لي البيئة المناسبة للدراســة كمــا أنه كان شــديد الحــرص على تعليمــي القرآن الكــريم واللغــة العربيــة وأن أحافظ علــى العادات والتقاليد فحتى عندما كنا في بريطانيا كان يحرص على أن نتكلم العربية فــي المنــزل، ولذلــك ورغم أن النــاس يقولون بأن من يعيش في مجتمع يصبح منهم أعتقد أن متابعة والدي المستمرة جعلتنا نكســر هذه المقولة فانا أخذت من المجتمع البريطاني الجوانب الإيجابية فقط وبقيت محافظا على ما تعلمته من والدي. ماذا عن دور الوالدة؟ ٭ لا شــك أن لــأم دورا كبيرا فــي صناعــة النجــاح، والأم الكويتية ســاهمت في تخريج أجيال كان لهم الأثر في إرســاء قواعــد التنمية وعندما أتحدث عن والدتي، فلا شك أنني أتكلم عــن مربية فاضلة كان لها دور كبيــر في حياتــي، حيث كانت تشرف على كل أموري وتحرص على أن تســتمع لي وتمنحني الثقة بالنفس وتعطيني الأمل في الحياة، ولعل أكبر درس تعلمته

لدى وجودي في بريطانيا كونت شبكة علاقات واسعة لكني عانيت كثيراً من الغربة والدتي كانت دوماً تمنحني الثقة بالنفس وتعطيني الأمل في الحياة وأكبر درس تعلمته منها التضحية وحب الخير للجميع استفدت كثيراً من وجود المستشارين العالميين في «زين » الفشل أحياناً يكون مقدمة للنجاح

من والدتي التضحية وحب الخير للجميع وهذه الدروس الإيجابية من واجبنــا أن نعلمها أولادنا، لأن النجــاح يجــب أن يرتبــط بمجموعة من القيم. ماذا عن الفترة التي عشتها في مملكة البحرين؟ ٭ كمــا تعلم فــإن حياة الرجل الديبلوماس­ــي تتطلب الســفر والتنقــل بــين البلــدان، وهكذا فــارق والــدي بريطانيــا ليبدأ عمله في ســفارة دولة الكويت بمملكة البحريــن ولأن البيئة واحــدة لم أجد أي معاناة، لكن كانت تجربة من أصعب التجارب في حياتي وهــي تعرض دولة الكويت للغزو الغاشم جعلتني أدخل معترك الحياة مبكراً، فأذكر أننــي جربت العمــل التطوعي في ســفارة الكويت بالبحرين وكانت مهمتي في العلاقات العامة وهي التواصل مع المواطنين من الكويت، وهــذه أول تجربة لي في العمل التطوعي وكان عمري وقتها 15 عاما وهكذا قضيت أياما صعبة من حياتي علمتني أن أهل الكويــت على قلــب رجل واحد وأنهم في الأزمــات لهم وقفات رائعة، وتعلمت أيضا من والدي الإخلاص في العمل والاستمرار فــي العطاء وعدم التذمر، فكان مخلصا في عمله حريصا على تأدية المهام على أكمل وجه كما أنني لا أنسى دور السفير الرائع فيصل الحجي بو هيثم. كيف أكملت المشوار بعد فترة التحرير؟ ٭ بعد هــذه الفتــرة عدت إلى الكويت مــن البحرين وأكملت دراستي في المدرسة الإنجليزية حتى تخرجت وكان من المفترض أن أحصــل على بعثة دراســية حتــى أدرس بالخارج بحكم أن دراستي كانت معظمها في اللغة الإنجليزية إلا أن هذه الخطة لم تنجــح لأن والدي كان حريصا على أن أكمل دراستي في الكويت وبعد ســنوات وجدت أن قرار بقائي للدراسة في الكويت كان قرارا ناجحا وأن هذه التجربة غيرت مسار حياتي وجعلتني أتعرف على العديد من الأشياء التي كنت أجهلها. هل كنت تخطط لحياتك أثناء الدراسة؟ ٭ نعم كنت دائماً أتصور نفسي سفيرا، ربما لأنني كنت أشاهد طبيعة عمــل والدي في الحياة الديبلوماس­ــية أو لأننــي أحب الســفر والعلاقات الاجتماعية، ولكن هذا الأمر لم يحدث إلا أنني الآن أعتبر نفسي سفيرا في عملي بالعلاقات العامة بشــركة زين والتــي تعتبر واحــدة من أكبر شركات الاتصال. حدثني عن رحلتك الدراسية في جامعة الكويت؟ ٭ كانــت لي رغبة شــديدة في دراسة العلوم السياسية، لكن نقطة واحدة حالت بيني وبين تحقيــق هــذا الحلــم فاخترت الاقتصاد وكان المســاند علوما سياسية وكانت تجربة قاسية حتــى إنني أقولها بكل صراحة حتى يتعلم الكثير من الراغبين في النجاح أن الفشل أحيانا يكون مقدمة للنجاح، فأنا في الكورس الأول رســبت في كل المواد عدا مادة واحدة. وكان أمرا صعبا أن أدرس هذه المواد باللغة العربية، ولذلك فالرسوب لم يكن إهمالا أو فشلا، إنما هو نتيجة ضعف التحصيل وكانت نقطة التحول عندما قررت أن أحقق نجاحا وأن أســير بخطى ثابتة بعد التأثر وقد نجحت حتى تخرجت بعد أن جمعت بين العمل والدراسة ولعل هذه التجربة كان لها تأثير على دراستي. برأيك هل النجاح في العمل يرتبط بالتحصيل العلمي؟ ٭ لا شك أن التحصيل العلمي مهم، لكنني لا أعتقد أن يرتبط بالنجاح في العمل بل النجاح في العمل يتعلق بمدى الرغبة على تحقيق النجاح، وكذلك على مدى وجود خبرة لدى الموظف وإلى جانــب الخبرة لابــد من وجود تربية صحيحة يتم من خلالها تنمية وصقل المواهب والقدرات. حدثني عن أبرز استفادتك من الدراسة في جامعة الكويت؟ ٭ من أبــرز الاســتفاد­ات التي حصلــت عليها تكوين شــبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية والتي مازالت قائمة حتى اليوم إلى جانب تجربتــي في العمل النقابــي والتي حرصت خلالها على ألا أخسر أصدقائي، فالعمل النقابي يجب أن يكون مبنيا على التنافس الشــريف وهو فرصة لصقل المواهب والقدرات. متى بدأت رحلتك الوظيفية في شركة زين؟ ٭ في آخر سنتين من دراستي الجامعية بدأت رحلتي في شركة زين وتحديــداً من خلال العمل في قسم الملفات وعلى الرغم من هذه البداية المتواضعة إلا أنني كنت حريصا على العمل وبقيت في قســم الملفات مدة 4 شهور تعلمــت خلالها أهميــة التدرج بالعمــل الوظيفي، لأن هذه هي الخبــرة التي يحتاجها الموظف في عمله ولا أنســى أن بدايتي كانت عبارة عن عقد خاص يعني مؤقتا وكان أول راتب تقاضيته بسيطا إلا أن النجاح يتطلب مثل هذه التحديات. ما المحطة التي عملت فيها بعد قسم الملفات؟ ٭ بعد تجربة العمل في قســم الملفات وجدت فرصة للانتقال إلــى قســم التدقيــق وتميزت في هذا القســم لمعرفتي باللغة الإنجليزية، ولأنني كنت أعمل بطريقــة جماعية، فكنا كزملاء شــركاء فــي كل نجــاح نحققه والحقيقــة اســتفدت مــن هذه التجربة كثيراً واســتطعت أن أدخل الكثير من الأنظمة الحديثة رغــم أنني في هذه الفترة كنت مازلت طالبا في جامعة الكويت إلى أن انتقلت إلى قسم التخطيط وأصبحت رئيسا بالإنابة لقسم التخطيط وكانــت هذه تجربة علمتني أهمية التخطيط الجيد للارتقــاء بالشــركة وضرورة الاطــلاع المســتمر علــى أدق التفاصيــل لتحقيــق نتائــج مرضية. ما نقطة التحول في رحلتك الوظيفية؟ ٭ نقطة التحول كانت في عام 2004م عندمــا رشــحت لإدارة فريق كانت مهمته إعادة تحديث بيانات المشتركين فقمنا بتشكيل فريق مكــون من 20 موظفا في غرفة اتصالات وانطلقنا لنحقق نجاحا باهرا فقد انجزنا مهمتنا بوقت قياســي حيث تمكنا من إعادة تحديث بيانات المشتركين قبل الوقت المطلوب، والسر في ذلك أننا وضعنا هدفا وسعينا من أجل تحقيقه حتى تم تطوير هذا القسم وأضيف إليه تثبيت الفواتير وكنت رئيس القســم حتى تم ترشيحي رئيسا لقسم العمــلاء المميزين عــام 2005م وبعدها تطورنا الاسم ليصبح علاقــات العملاء وبهذا القســم اســتطعت خلق جو اجتماعي حتى وضعنا ديوانية للعملاء المميزين في شــركة زين وكان النجاح الأبــرز أن تحصل على ثقة العملاء وأن تتواصل معهم بشكل دائم وكنت أرفض فكرة البيروقراط­يــة وحتــى أعطــي الموظفين معي ثقة فقد كنت أقول لهــم كلكم مديرون وأشــجعهم وأعطيهــم المســؤولي­ة وهــذا الأسلوب يعطي نتائج إيجابية. في تلك الفترة، هل كنت تتلقى دورات تدريبية؟ ٭ في تلك الفترة استفدت كثيرًا مــن فكرة دخول المستشــار­ين العالميين للشركة وبحكم أنني أتكلم اللغة الإنجليزية بطلاقة فقــد تمكنــت من تعلــم الكثير حتــى أصبحــت أتقــن عمــل «البرزنتيشن » بشكل علمي دقيق حتــى أذكر أنني قدمت شــرحا تفصيليــا عن نتائــج تحديث بيانات المشتركين ووجد ترحيب كبير من قبل هؤلاء المستشارين وهذا الأمر أعطاني دافعا للعمل وتحقيق المزيــد من النجاحات كما أنني تعلمت منهم النظر إلى الأرقام وتحليلها بشكل صحيح وهذا الاحتــكاك أعطاني خبرة كبيرة أعتبرها رصيدا وظيفيا. ماذا عن رحلتك في قيادة العلاقات العامة بشركة زين؟ ٭ فــي عام 2009م تم اختياري لأكــون مديــرا للعلاقــات العامة بشــركة زيــن وهو شــيء أفتخر بــه، وكانت هــذه الثقــة الغالية مســؤولية كبيــرة تتطلــب مني بــذل جهود كبيــرة لأن العلاقات العامة سلاح ذو حدين وكل كلمة محسوبة لا سيما في شركة كبرى مثل شركة زين. ماذا عن دور شركة زين في المسؤولية الاجتماعية؟ ٭ شركة زين تحرص على تأدية واجبها في الشراكة الاجتماعية، ولذلك دعمنا الكثير من المشاريع الشــبابية مثل مشــروع «كويتي وأفتخر» ومشروع لوياك وكثير من المؤتمرات والدورات الشبابية وكذلك إقامة المعارض مثل معرض زين ســيتي فــي أرض المعارض والــذي حقق نجاحــا باهرا حيث وصل عدد الزوار لأكثر من نصف مليون في أقل من أسبوع وأعتقد أن استقطاب مثل هذا العدد يدل على نجاح العلاقات العامة ولأننا نثق بدور الشباب في استكمال مشاريع التنميــة ما زلنا نرعى الكثير من مشاريعهم. هل تعتقد أن الشاب الكويتي وجد فرصته بشكل كاف؟ ٭ أعتقــد أن طموحات الشــباب الكويتي تحتاج الى ســوق عمل أوسع وكثير من الشركات الخاصة فتحت أبوابها للشــباب الكويتي الناجح وتبقى مسؤولية الشباب باختيار الجهات المناســبة وعدم اليأس. ما نصيحتك للشباب؟ ٭ نصيحتــي للشــباب أن يحرصوا على اقتنــاص الفرص وأن يعملوا على تطوير مواهبهم وقدراتهــم وأن يثابــروا من أجل الوصــول إلــى النجــاح والتميز كما أنصحهم بالاطلاع على سير وتجارب الناجحين فإن هذا لا شك يساعدهم في التغلب على الكثير من المعوقات. برأيك، علامَ يتوقف النجاح في العلاقات العامة؟ ٭ النجــاح في العلاقــات العامة يتطلب حب الناس والتواصل معهم وفتح نوافذ من العلاقات في شتى المجالات كما أن العمل في العلاقات العامة لا يعــرف وقتا محددا، بل يجــب أن تعمل فــي كل الأوقات، ويجب أن تكون شخصية الشخص العامل في مجال العلاقات العامة اجتماعية ومحبة لهذا المجال. هل جاءتك عروض وظيفية؟ وكيف تتعامل مع هذه العروض الوظيفية؟ ٭ نعم، جاءني من العروض ولكن ولائي لشركة زين لأنني أعتبرها بيتي وعملت فيها لسنوات طويلة وفي زين أجد مساحة واسعة من الحرية في اتخــاذ القرارات، فأنا أتخذ القرار واتحمل نتائجه، وقد تحملــت بعض النتائــج لقرارات اتخذتهــا وقد اعتقــد أنها صائبة وتحمــل المســؤولي­ة جانــب من جوانب النجاح. هل تسعى للحصول على مناصب أعلى؟ ٭ أنــا دائمًا أقول بأنني ما زلت أتعلم وأتــدرب والمناصب تأتي بالعمل الجاد وبتحقيق النتائج ولا أحب الاستعجال لأن النجاح خطوات لابد مــن التدرج وعدم الاستعجال ولا شك بان كل انسان يســعى لتطوير قدراتــه لكنني شــخصيا لا اســتعجل لأنني لا أزال اتدرب ولا بد أن أتعرف على القطاعات التجارية والإدارية.

حدثنــي عــن تجربتــك فــي مشروع «ذخر »؟

٭ فكرة المشروع كانت عبارة عن تدريب مجموعة من الشباب الكويتي الناجح وتأهيلهم لقيادة المشاريع التنموية وبالفعل تدربت ومجموعة من الشباب الكويتي وتعلمنا الكثير وكانت معي نخبة مــن الشــباب رأيت فيهــم الجد والمثابــر­ة والإخــلاص والرغبة في النهوض بالبلد.

 ?? )قاسم باشا( ?? وليد خالد الخشتي
)قاسم باشا( وليد خالد الخشتي
 ??  ?? وليد الخشتي متحدثا الى الزميل ناصر الخالدي
وليد الخشتي متحدثا الى الزميل ناصر الخالدي

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait