Al-Anbaa

هل القراءة بخير أم تعاني من أزمة؟!

- comhotmail. 65@fatimams_ - shaabanfat­ima_ @

سؤال ورد إلى ذهني وأنا في طريقي إلى معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين، وفي يومه الرابع، هل القراءة بخير أم أنها تعاني من أزمة؟ كان الوقت صباحا واليوم هو السبت، إذن عملية الوصول ستكون ميسرة ولن تعيقني حركة السير للسبب ذاته هكذا منيت نفسي، راجعت قائمة العناوين وأنا على مشارف منطقة مشرف، ومن بعيد لاحظت بطئا في حركة السير وبالقرب من بوابة الدخول وعند وصولي تأكد لي أن الحركة شبه متوقفة، وشاهدت بعض الأسر تركن سياراتها في المواقف الجانبية وعلى أطراف الشوارع، كما اعتاد الناس في جميع مناطق الكويت، قلت لا بد أن هناك رجال الداخلية سيقومون بالواجب وأنهم في المقدمة، من الضروري تواجدهم، أدرت بناظري أنا ومن معي من أبنائي فاكتشفت أنه لا وجود للدورية، ولا وجود للداخلية. ومن حسن حظي أنني كنت برفقة سائق، لذا طلبت منه أن يتوقف لنترجل من السيارة، فلقد ضاع من الزمن المخصص 20 دقيقة، وهو زمن لا يستهان به بالنسبة لي للتجوال في معرض الكتاب، ولكنني تفاءلت واستبشرت خيرا مادام الزحام شديدا، إذن هذا يعني أن القراءة بخير وأيضا من خلال متابعتي لصفحات التواصل الاجتماعي، والإعلانات التي تنهال في تويتر والانستغرا­م عن حفلات التوقيع هو دليل صحي على سلامة الكتاب وبدأت التجول والتنقل من دار نشر كويتية، إلى دار نشر خليجية إلى دار نشر عربية، وجدت ما ادهشني فعلا، شاهدت أن اغلب دور النشر العربية العريقة والتي تنتشر في لبنان ومصر وتنشر عادة لكبار الكتاب والعلماء والروائيين العرب، والتي لها نصيب عال بحصد الجوائز العربية والعالمية ـ كجائزة البوكر العربية وجائزة نجيب محفوظ للرواية والعديد من الجوائز العالمية ـ تكاد تخلو من الزوار وأصحابها يشتكون من قلتهم، تلك الأرفف تزدان بالروايات الحائزة على الجوائز تلك وهي ذات مضامين فكرية وفلسفية ودينية، ونظريات اجتماعية والتي ترتقي بفكر القارئ، لا تجد من يرفعها من تلك الأرفف، بينما الزحام يشدك كلما اقتربت من دور نشر حديثة، لكتاب من الشباب الذين هم عماد أي مجتمع ـ قلت ما شاء الله هنيئا لنا بكتاب شباب، يشقون طريقهم بسهولة ويسر لم ولن يعانوا ما عانيناه نحن جيل الثمانينيا­ت لنجرب ونقرأ ما يكتبون. وهنا كانت المفاجأة، حين بدأت بقراءة بعض من تلك الكتب وكانت احداهما قصة لكاتبة مبتدئة امتلأ كتابها بالآتي: أخطاء إملائية، إلى أفكار غير ناضجة، إلى خواطر تقرب إلى الخلط في العقائد السماوية، وتحويل قول شخص ما إلى حديث نبوي أو العكس إلى نظم لا يمت للشعر بصلة وغيره الكثير من التجني على السرد الروائي الذي لا يستطيع المرء حصره. الوضع أرعبني وشعرت بالخطر على الجيل الذي ستختفي ذائقته اللغوية وصحته النفسية إذا استمر الحال على ما عليه، ترى من يقف خلف شبابنا ويدعمه دون أن يوجهه؟ أقولها وبكل أسف هناك مؤسسات نشر تهدف إلى الربح على حساب وئد شاب أراد أن يشق طريقه فرفضه القارئ من أول إصدار.

ابني الكاتب ابنتي الكاتبة إضاءة: الكاتب الجيد هو الذي يقرأ ثم يقرأ ثم يقرأ.. ليقضي سنوات من عمره يبني ذاته وثقافته، فالكتابة رسالة ومسؤولية لا يستطيع حملها من قرأ كتابين في عمره الغض.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait