Al-Anbaa

صالح لـ «الأنباء »: اتفاق جنيڤ «النووي » قد يُشرع الباب واسعاً أمام حوار سعودي ـ إيراني

أعرب عن مخاوفه من أن تشتد العمليات الانتحارية

- بيروت ـ زينة طبّارة

رأى عضــو كتلــة التنمية والتحرير النائب عبدالمجيد صالح ان الاتفاق الايرانــي ـ الغربــي حول الملف النووي أتى نتيجة طبيعيــة ومنطقية لعقد مــن المفاوضــا­ت المضنية والشــاقة، وســد فوهــة البــركان الــذي كان يهدد منطقة الشــرق الأوســط ان لم يكــن العالم برمته، معتبرا ان مجموعة الدول الخمس زائد واحد وليس فقط الأميركيين كانوا أمام خياريــن لا ثالث لهما، اما قطــع المفاوضــا­ت وترك تداعياتهــ­ا وســلبياته­ا تتحكم بمستقبل ومصير المنطقة، وإما الاستمرار بها للتوصل الى اتفاق يفتح باب الحلول السلمية أمام الكثير من الأزمات العربية وفــي طليعتهــا الأزمــة الســورية، وهو مــا عناه الرئيس بري بـــ «صفقة العصــر» ، نافيــا ردا على ســؤال ان تكــون الطائفة الشيعية في لبنان والمنطقة هي وحدها المستفيدة من الاتفاق الايراني ـ الغربي، بــل المســتفيد هــو كل الأقليات المهددة بتاريخها ومســاجدها وكنائســها، بحيــث يثبــت الاتفــاق مواقعهم كمكون أساســي في الفسيفســا­ء المشرقية والمعادلات الاقليمية.

ولفت صالح في تصريح لـ «الأنباء » الى ان الاتفاق الغربــي ـ الايرانــي، قــد يُشــرع الباب واسعا امام حــــوار سعودي ـ ايراني ينهي حالة التشنج القائمة بينهما ويعيد وضع القطار الســوري علــى ســكته الصحيحــة، بدليل توقف المملكة العربية السعودية وغيرهــا من دول الخليج العربــي عــن رفضهــم لاتفــاق جنيــڤ وذهابهم باتجــاه تأييده وإن بحذر ملحوظ، معتبــرا بالتالي ان حكمــة ايران وبراعتها فــي ادارة المفاوضــا­ت مع الغرب، ناهيك عن تفادي النظام السوري للضربات الجويــة الأميركية أعادت وضع محاربة الارهاب على سلم أولويات الغرب، وهو ما سيعطي النظام السوري دفعا كبيرا.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت طهران أرادت من خلال زيارة الرئيس بري لها الرد على زيارة الرئيس ســليمان للريــاض، أكــد صالح ان الرئيس بري لا يتاجر بالمواقف السياسية للآخرين أيا تكن أبعادها وخصائصهــا وهــو غير معني بالمنفعة الشخصية والحزبية والطائفية، انما يبني تحركاته على أسس صرف قومية ـ عربية، وهو بالأساس متمسك بالدور الســعودي فــي صياغــة اســتقرار متين ودائم في المنطقة، معتبرا بالتالي ان زيارة بري لطهران أساسية فــي عملية التهدئــة التي يتطلع اليها على مستوى المنطقة العربية، وما كلامه بأن «السياسة تنطلق من طهران» سوى كلام حق عن دولة أصابت في خياراتها وبرعت في تجنيب المنطقة تجـــــرع الكـــــأس المــرة التي حملها اليها ما سمي بالربيع العربي.

وفي سياق متصل أعرب النائب صالح عن مخاوفه مــن ان تشــتد العمليات الارهابية والانتحاري­ة في لبنان وســورية ردا على اتفــاق جنيــڤ وانتقامــا من نتائجه، خصوصا أن الحركات المتطرفة لا هدف لها سوى اغراق المنطقة في بحر من الدماء عبر زجها في أتــون الفــن المذهبية والعرقيــة، لذلك يناشــد صالح كل من يدعم الارهاب لغايات سياسية وميدانية ومذهبية اعــادة قراءة ما يجري على المسرح الــدولي بتــأن وتــرو، وبالتالــي اختصــار المســافات عبر صعوده في قطار السلام الــذي أطلقتــه طهران من محطة جنيڤ التاريخية.

وعليه يعتبــر النائب «الأملي » صالح ان قوى 14 آذار مدعوة اليوم وبإلحاح الى وقف قراءتها الخاطئة لمســتقبل لبنان والمنطقة بشــكل عــام ولمســتقبل سورية بشكل خاص.

 ??  ?? عبد المجيد صالح
عبد المجيد صالح

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait