Al-Anbaa

خطاب الاختبار الصعب

- comhotmail. mubarakale­nezi@ engmubarak­q8@

إن أردنا التكلم عن التحوّل الآخر الذي جعل الحراك بهذا التقهقر هو مرحلة خطاب «كفى عبثا » الذي ألقاه النائب السابق مسلم البراك في ساحة الإرادة، طمعا في إضافة أسقف مثالية وفاعلة تلغي كل الأسقف التي تبنتها المعارضة أثناء تعاطيها الأجندة السياسية الخطابية خلال السنين المنصرمة دون جدوى تحرك الجمود الذي رسمته الحكومة! فكان هذا الخطاب بمنزلة الاختبار الصعب لكل التجمعات والتيارات بما فيها بعض أقطاب التكتل الشعبي! الذي هو جزء لا يتجزأ من النائب البراك، ولا نخفي أن هذا الحدث التاريخي أدخل المعارضة في دهاليز مظلمة لم تستطع الخروج منها! بل شل ديناميكيته­ا المرنة! ومنها انقسمت المعارضة منذ هذا الانفتاح الجديد الذي خضع تحت تسليط إعلامي لم يسبق له مثيل ودفع هذا الخطاب بعض الكتل الإعلامية الشبابية التي حذرنا منها آنفا والتي هي بمنزلة تكملة العدد في هذا الحراك، على الوقوف عند هذه النقطة لقراءة ما يحدث لمصير المعارضة لتحديد مواقفهم من جديد! وإن سألتهم عن سبب وجودهم كمعارضين وعن أبجديات العمل السياسي فلن يجيبوا إلا بغطاء الأغلبية النيابية التي حاولت أن تتشبث بشرعيتها من خلال أنصارها، وإضفاء أجواء انتخابية تؤهلهم لفرض تشكيل لا يتزعزع في الدوائر الانتخابية في المستقبل! مما رسخ في أذهان الشارع الكويتي تفاقما سلبيا تجاه هذا التخطيط المسبق! وقس على ذلك الكثير من الإسقاطات التي لا تنضب! لذلك لم أستغرب إطلاقا هذا الشتات وهذا الانقسام بحكم ضبابية عمل المعارضة والتعددية المفرطة منذ ولادتها! إلا أن بعض القوى الشبابية لا تريد أن تستقرئ واقع الحراك بالشكل المنطقي، بل عكفت ليل نهار على توجيه الحراك إلى ما ذهب إليه النائب البراك والرجوع إلى المربع الأول لإعادة خطاب كفى عبثا! لجر الأغلبية النيابية وقوى المعارضة إلى جبهة جديدة، ولا أعلم حقيقة، ماذا استفاد من جعل الحل الأوحد هو في تبني إعادة خطاب كفى عبثا، والدعوة لترديده مرارا وتكرارا؟! وماذا حقق من قفزات سياسية إيجابية تستحق الإشادة؟! وماذا أحدث في خارطتي الحراك والمعارضة من تغيير فذ؟! في ظل التناحر الخفي والضرب تحت الحزام والانشقاقا­ت الداخلية من هنا وهناك، لذلك من الطبيعي أن نرى من انزوى واصطف مع دعاة الحوار المباشر مع السلطة، ومن أخذه الطابع الشرعي في مبدأ «وإن جلد ظهرك » ومن غيّر نشاطه إلى نشاط اجتماعي، ومن اعتكف في منزله، ومن وقف دون هذا وذاك، ومن تنصل عن دوره! والكثير الكثير! وهذا ما حذرنا منه طوال كتابات عديدة سابقة، يوم أن كانت المعارضة معارضة مثالية!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait