Al-Anbaa

الكويت تعيد للعراق 44 قطعة أثرية مهربة بالتعاون مع اليونسكو

خلال حفل في متحف الكويت الوطني بحضور مدير اليونسكو وممثلين من البلدين

- أميرة عزام

تنفيذا لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحماية الآثار، وإعادتها إلى بلدانه �� �ا الأصلية، قامت الكويت ممثلة بالمجلس الوطني للثقاف� �� ة والفن �� �ون والآداب بتسليم جمهورية العراق 44 قطعة أثرية أثبتت الدراسات والكشوفات الأثرية- بالتعاون م� �� ع اليونس �� �كو - عائديتها للعراق، وتم توقيع مراس �� �م الاتفاق الرس �� �مي، وتس �� �ليم القطع الأثرية للوفد العراقي خلال حفل أقيم صباح أمس على مس �� �رح متحف الكويت الوطني بحضور الأمين العام للمجل� �� س الوطن �� �ي م.علي اليوحة والأمين المساعد لقطاع الآثار والمتاحف شهاب الشهاب، ومدير إدارة الآثار والمتاحف سلطان الدويش، ومن الجانب العراقي السفير محمد حسين بحر العل �� �وم، وعلماء الآثار العراقي� �� ين د.م �� �ريم عمران موسى، وحياة ابراهيم، وممثل وزارة الخارجي �� �ة العراقي �� �ة للشؤون القانونية أحمد حميد الجميلي.

وكان المجل �� �س الوطن �� �ي للثقاف� �� ة والفن �� �ون والآداب بالتعاون مع وزارة الداخلية قام بالتحفظ عل �� �ى عدد من القطع الأثرية المس �� �روقة من العراق، وقام بمخاطبة منظمة اليونسكو حول هذا الموضوع، وتم� �� ت دعوة خبي �� �ر بالآثار لدراس� �� تها، وتم تقديم تقرير إلى منظمة اليونسكو يثبت عائدية هذا القطع إلى العراق، وتمت دعوة خبراء من العراق واس� �� تضافتهم ف� �� ي الكويت لدراسة هذه القطع بالتعاون مع الفريق الكويتي.

ونقل الأمين العام للمجلس الوطن� �� ي للثقاف �� �ة والفنون والآداب م. عل �� �ي اليوح �� �ة للحضور تحيات وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود، قائلا إن هذا الملتقى يأتي في س �� �ياق مس �� �اعينا لتعزيز التعاون بين الشعبين الشقيقين، ويمثل ثمرة من ثمار الاتفاقيات الثقافية والأثرية بين الكويت والعراق، ليس فقط لدعم العمل الثقافي المشترك بين البلدين، بل أيضا من أجل ترسيخ دعائم الثقافة العربية والإسهام في بناء نهضة عامة على الصعيد الحضاري لوطننا العربي الكبير.

وق� �� ال اليوحة ف �� �ي كلمة ألقاها بهذا المناس �� �بة: لعلنا لا نغال �� �ي إذا ما أكدنا أن هذه البقعة من الأرض التي يحدها شرقا الخليج العربي، وشمالا أنهاره العذبة «دجلة والفرات وبردى والأردن » وغربا البحر الأحمر، وجنوبا بحر العرب.. قد حظيت بتاريخ يعود إلى ما قبل المي �� �لاد، مما يؤكد أن أراضينا تمتلك تراثا إنسانيا كبيرا، وارثا تاريخيا عظيما، ومنه� �� ا ارض الكويت، حيث أثبتت عمليات البحث الأثري، وعلى مدى 50 عاما، أن ارض الكويت تزخر بالأدلة الأثرية منذ العصر الحجري وحتى الفترات الإسلامية المختلفة، وبداية نشأة الكويت الحديثة، وكلها أدلة وشواهد ملء العين

اليوحة: أدلة وشواهد على أن باطن هذه الأرض الطيبة لا يحوي النفط فحسب بل التاريخ العريق والثقافات المختلفة الكويت تحرص على حماية التراث الثقافي لأي دولة شقيقة أو صديقة بحر العلوم: هذه الخطوة تتوج التعاون الإيجابي وتطور العلاقات بين البلدين

عل� �� ى أن باطن ه� �� ذه الأرض الطيبة لا يحوي النفط فحسب، بل التاريخ العريق والثقافات المختلفة التي احتضنها سطحها في عصور زاهرة قديمة، مما يدل على أن هذه الأرض كانت على الدوام مقصدا مهما ونقطة مركزية في الحراك البش� �� ري منذ أقدم العصور.. وحرصا م� �� ن الكويت عل� �� ى إبراز هذا الإرث التاريخي وصونه، فقد توجهت في عام 1958 بدعوة للبعثة الدنماركية لتكون أول بعثة تنقيب اثري على ارض الكويت، ومنذ ذلك العام توالت بعثات التنقيب الأثري الأجنبية والعربية إلى الكويت للبحث في أراضيها وفي الجزر التابعة لها، عما تحتويه من مخزون اثري.. كما شرعت قانون الآثار الصادر بمرسوم أميري رقم 1 لسنة 1960 والذي يعتبر من أقدم قوانين الآثار بدول مجلس التعاون الخليجي، ومن خلال ما تم التوصل إليه من عمليات مسح وتنقيب، على مدار هذه السنوات، وضعت الكويت على خارطة الحضارات الإنسانية.. وتواصل الدولة مساعيها في الحف� �� اظ على ه� �� ذا الموروث الإنساني من خلال التوجيه بتكثيف العمل بالمواقع الأثرية، وحمايتها م� �� ن أي تعديات، وخاصة المواقع التي تقع ضمن المشاريع الإنشائية الجديدة.

وقال اليوحة: مثلما تحرص الكويت على ارثها التاريخي، وتدفع بكل الوسائل المشروعة التي تحمي هذا الإرث، فإنها أيض� �� ا تحرص عل� �� ى حماية التراث الثقافي لأي دولة شقيقة أو صديق� �� ة، وذل� �� ك انطلاقا م� �� ن التزامها بم� �� واد قانون الآثار الكويت� �� ي، وبالمواثيق والمعاهدات الدولية، التي تعنى بحماية التراث الثقافي العالمي من إخطار السرقة والنهب أو التدهور أو التبديد أو الزوال.. ولعل هذا اللقاء الذي يجمعنا اليوم لتسليم القطع الأثرية العراقية، إلى الجانب العراقي، والتي كانت قد خرجت بطريقة غير مش �� �روعة وتم التحفظ عليه� �� ا في الكوي �� �ت من أجل تس� �� ليمها إلى العراق.. لعله ترجمة صادق �� �ة لهذا الالتزام الأخلاقي بالمعاهدات والمواثيق الدولية.

شكر وامتنان للكويت

من جانبه، ثمن الس� �� فير العراقي محمد حس� �� ين بحر العلوم هذه الخطوة من الكويت، مؤكدا متانة العلاقة الأخوية بين البلدين على المستوى الرسمي والشعبي، وأشار إلى أن متاحف العراق تعرضت لعملية سرقة آثار كثيرة بعد عام 2003 ويقال انها اكبر عملية سرقة منظمة في التاريخ حيث تم سرقة وتهريب حوالي 15 ألف قطعة أثرية منذ هذا التاريخ، والعراق يسعى جاهدا من اجل التعاون الجاد مع كل دول المنطقة والدول الشقيقة والصديقة في محاولتهم الجادة لاستعادة هذا الارث الحضاري الكبير.

وقال بحر العلوم: الآن تمكن العراق من اس� �� تعادة حوالي 5000 قطع� �� ة اثري� �� ة عليها ختم المتحف الوطني العراقي والكثير من القطع التاريخية التي نهب� �� ت من مواقع اثرية بمختلف المدن العراقية،

وتابع: اليوم نحن نعيش ه� �� ذه الاحتفالية تتويجا لكل التع� �� اون الإيجاب� �� ي وتطور العلاقات مع الكويت وتثبيتا لكل الاتفاقيات الدولية والثنائية الموقعة مع الدولة الشقيقة في المس� �� اعدة وتطوير العلاقات الثقافية بين البلدين التي ستزيد من عرى العلاقة بين الجارين الشقيقين، مكررا جزيل شكره للكوي� �� ت متمثلة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومتحف الكويت الوطني على كل الجهود الطيبة التي مكنتنا من إعادة هذه التحف والقطع الاثرية للعراق.

 ??  ?? م. علي اليوحة يسلم السفير العراقي محمد بحر العلوم إحدى القطع الأثرية العراقية
م. علي اليوحة يسلم السفير العراقي محمد بحر العلوم إحدى القطع الأثرية العراقية
 ??  ?? فريق الآثار الكويتي يسلم نظيره العراقي القطع الأثرية
فريق الآثار الكويتي يسلم نظيره العراقي القطع الأثرية

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait