Al-Anbaa

عبدالعزيز الزيدي لـ «الأنباء »: مسلسل أو سهرة تلفزيونية مشروعي القادم

«وطن عمري» تقدم صورة متكاملة لحياة فتاة في المجتمع الكويتي أكد أن روايته

- زينب أبوسيدو

عبدالعزيز الزيدي روائي جريء وجريء جدا في كتابته، ليست الجرأة في الطرح فقط، بل جرأة في التجربة، وهذه هي الأهم، لأنها جرأة تستمد جذورها من جمرة إبداع في طريقها الى الاشتعال، فبعد روايته الأول � �ى «وين رايح » الت� �ي فاجأ بها جمهور الأدب وهو لم يتجاوز سن السابعة عش� �رة عاما أص � �در روايته الثاني� �� ة «وطن عمري » وهو لاي� �� زال طالبا ف �� �ي الثانوية العامة. في «وط �� �ن عمري » الراوي ه � �ي فتاة، وهذا تحد من نوع آخر اختاره الزيدي، فليس من السهل على شاب في عمره ان يتقمص شخصية فتاة ولو انه يقر بصعوبة ذلك لكنه استطاع ان يقدم مشهدا متكاملا لحياة فتاة في المجتمع الكويتي، فالزيدي جُبل على ان يكون روائيا مبدعا وكاتبا إش� �كاليا، وهو فوق كل ذلك سيكون غزير الإنتاج لجرأته في مباشرة النص وتناوله، وإذا كان النوع يتناقض مع الكم، فإن الفنون عكس ذلك. نقول «براڤو » لعبدالعزيز الزيدي كاتبا روائيا فهو يصر على أن يحتل مكانة تحت شمس الإبداع الكويتي. التقته «الأنباء »، فكان لنا هذا الحوار: بين «وين رايح» و« وطن عمري» ما الذي تغير في عبدالعزيز الزيدي؟ ٭ منذ صدور روايتي الأولى «وين رايح » تغيرت شخصيتي إلى الأفضل، فالكتابة تجعل الكاتب دقيقا في حياته وينظر إلى ما حوله بدقة باختلاف نظ� �� رة الن �� �اس الذين يرون الأم� �� ور بديهية، وخصوصا انه في الرواية كنت أس �� �جل يومياتي مثل ماذا يقول هذا؟ ماذا يلبس هذا؟ وهكذا.

كل ذل �� �ك س� �� اعدني في كتاب� �� ة الرواي �� �ة، وعندم �� �ا طرحت روايتي في الس �� �وق زادت معارفي وزادت ثقافتي وخبرتي فحملتني مسؤولية أكبر تجاه ما سأكتب لاحقا، والأخطاء التي كانت موجودة ف� �� ي الرواية الأولى تجنبتها في الثانية، بناء على نصائح وتوجيهات الآخرين، فإذا كان لي عذري في روايتي الأولى فلن يعذرني أحد في الثانية وبالتالي أصبحت ملزما بزيادة ثقافتي ومفرداتها. بدأت تسأل «وين رايح» فهل وجدت «وطن عمرك» في الرواية الثانية؟ ٭ حتى الآن مازلت أعدل على رواية «وي �� �ن رايح » الطبعة الثانية، فالكاتب يخرج يوميا لملاقاة الناس ويق �� �رأ كتبا، ويتابع الأخبار فتزداد ثقافته وهذا كله يغي �� �ر من نظرته للحياة بناء على المعلومات الجديدة ال� �� واردة له، وربما تختلف آراؤه ونظرته للحياة ومعتقداته وقناعاته ونظرتي للرواية الأولى «وين رايح » تختلف عنها الآن لذلك أعود

أعيد قراءة الرواية كقارئ قبل تسليمها للطباعة تناولت الخيانة الزوجية من منظور آخر في روايتي يختلف عن الفهم السائد لم يكن من السهل تقمص شخصية فتاة لكني استطعت أن أتحدث بلسانها

لأكتب وأعدل فيها. في «وين رايح» تتحدث عن نفسك أو عن شاب مثلك، لكن في «وطن عمري» أنت تروي بلسان فتاة، ألم تواجه صعوبة في أن تتقمص تلك الشخصية روائيا؟ ٭ نعم وجدت صعوبة، نزار قباني طيلة مسيرته الشعرية وهو يكتب قصائد بلس �� �ان المرأة ومشاعرها، فحاولت أن أكتب بلسان النساء لأن البطل الأساسي في القصة، والمحور الرئيس� �� ي هو الفتاة، فليس معقول أن أقحم شخصا آخر غيرها ليتحدث على لسانها، إنني حاولت أن أجري تغييرا في الرواية فقلما وجدت رواية تتحدث بلس �� �ان امرأة، ففي الرواية الأولى «وين رايح » تكلمت على لسان شاب، ولكي أبتعد عن التكرار أحببت أن أغير من نمط الرواية وأطرح ش� �� يئا جديدا، فالفت �� �اة لها مشاعر وأحاسيس وخواطر خاصة بها، فحاولت أن أدخل عالم المرأة من خلال الكتابة على لسانها. في «وين رايح» انطلقت من كتابة اليوميات إلى الرواية، وفي «وطن عمري» من أين انطلقت؟ وما المسودة الأولى للرواية؟ ٭ «وطن عمري» مرت بمراحل متعددة، ففي البداية عملت مخططا ووضعت أساسيات على أن تكون رواية كويتية قديمة تتحدث ع� �� ن التراث فبدأتها رواية تراثية بعدها وج� �� دت أن الكتاب� �� ة في هذا العالم تحت� �� اج إلى مجهود جبار ووقت طويل وأسلوب مختل� �� ف ويحتاج إلى بحث مستفيض.

فإذا كانت الرواية العادية كت� �� ب في ع� �� ام ربما تحتاج التراثية ال� �� ى اربعة اعوام، ولكي تكون الرواية تراثية يجب ان تشتمل على حقائق وامكانيات اكبر من الرواية العادي� �� ة، وتحتاج الى بحث مط� �� ول ففضل� �� ت ان اؤجل ذلك، فبدأته� �� ا رواية تراثية ث� �� م حولتها ال� �� ى قصة، ثم فصلته� �� ا وليس ش� �� رطا ان تكون مكتمل� �� ة الخيوط في الذهن بشخصياتها واحداثها، ولكن مع كتابة السرد تتضح تفاصيلها. كيف بدأت كتابة روايتك الثانية ومن اين جاءت الفكرة؟ ٭ الرواية تتكلم عن الخيانة والحب وهذا موضوع حساس لذلك تطرقت له من منظوري الخاص فالرواية ترصد احداثا حقيقية عرفتها ووقعت امام ناظري. كيف تبني روايتك.. ومن اين تبدأ؟ ٭ اكتب القصة وليس شرطا ان تك �� �ون كامل �� �ة فالمهم ان البداية والنهاية واضحتان في ذهني وبمجرد الكتابة تتضح امامي الشخصيات والاحداث وليس ل� �� دي خريطة معينة اسير عليها. منذ ثلاثة اسابيع غيرت حدثا اساسيا بالقصة، وانا اعمل عليها منذ اكثر من عام وذلك خ �� �لال ثلاثة ايام لشعوري ان الرؤية تخدمني اكثر بعد التغيير، وعموما قبل تسليم الرواية اعيد قراءتها كقارئ وليس ككاتب لها لذلك ألجأ الى التغيير احيانا. ما ابرز الآراء التي سمعتها او قرأتها حول روايتك الاولى وتركت أثرا في نفسك؟ ٭ آراء كثيرة منها مدح ومنها نقد، وهناك من اس � �تفيد من نقده خصوصا عندما لا يكون لي معرفة ش � �خصية به، كل الذين يتواصلون معي على «توتي �� �ر » ، فالنق� �� د البناء مفيد. الخيانة موضوع قديم في الدراما العربية، ومطروق بكثرة، ما الذي دفعك الى تناوله في روايتك؟ ٭ الخيانة في روايتي متبادلة بينشخصين، فالزوجةتكت­شف خيانة زوجها والسؤال الذي رك� �� زت عليه في الرواية هل تترك الزوجة زوجها ام تحاول اعادته اليها، وبما ان الحب اعمى كما يق �� �ال، فقد جعلها الحب عمياء، وهذا ما اردت توضيحه في الرواية. هل تعتقد انك استطعت ان توصل احساس الانثى بعمق؟ وكيف استطعت وانت شاب ان تغوص في اعماق المرأة؟ ٭ ق� �� رأت كثي� �� را للدكتوره س� �� عاد الصب� �� اح فتأث� �� رت بكتاباتها ودخلت عالم المرأة لذلك استطعت الكتابة بلسان الانثى. ما مشاريعك القادمة؟ وهل هناك فكرة او مخطط لعمل جديد؟ ٭ لدي مسلس� �� ل او سهرة تلفزيونية ونفس الجو الذي عاش� �� ه القارئ مع رواياتي س� �� تكون ب� �� إذن الله قصة المسلسل القادم.

 ??  ?? عبدالعزيز الزيدي مع الشيخ سلمان الحمود في احدى المناسبات
عبدالعزيز الزيدي مع الشيخ سلمان الحمود في احدى المناسبات
 ??  ?? الزيدي متحدثا الى الزميلة زينب ابو سيدو
الزيدي متحدثا الى الزميلة زينب ابو سيدو
 ??  ?? الكاتب عبدالعزيز الزيدي
)سالم الشمري(
الكاتب عبدالعزيز الزيدي )سالم الشمري(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait