Al-Anbaa

وفد الوقف الإسكندناف­ي لـ «الأنباء »: المركز الإسلامي في «مالمو » أبرز عوامل الحفاظ على الهوية الإسلامية بالسويد ويحتاج لإمكانيات كبيرة لإنجازه

أعضاء الوفد أكدوا أنهم يعولون على الشعب الكويتي للمساهمة في استكمال المشروع وأن قيمة السهم الوقفي لا تتجاوز الـ 100 دينار

-

في البداي� �� ة، أكد الإمام والخطيب بمدين� �� ة مالمو السويدية وعضو مجلس أمناء الوقف الإسكندناف­ي الشيخ سعيد عزام أنه يقيم في السويد منذ عام 1992 كمبعوث لرابط� �� ة العالم الإس� �� لامية، موضحا انها دولة حديثة عهد بالإسلام، فالمس� �� لمون الذين جاءوا إليه� �� ا في البدايات لم تكن البيئة مهيأة لهم للحفاظ على هويتهم، ولم يتواجد الاسلام فعليا في السويد، ول� �� م تكن هناك مس� �� اجد أو صلة مباش� �� رة بالعالم الإس� �� لامي مم� �� ا أدى إلى ضياعهم واندماجهم الكامل ف� �� ي المجتمع الس� �� ويدي، ولم يب� �� ق منهم أحد حتى مسجدهم الذي أقاموه في بداية وجودهم لم يبق له أثر في مدينة استوكهولم.

وأشار إلى خصوصية الس� �� ويد كحالة من حيث الاسلام، حيث تختلف عن الوجود الإسلامي في دول أوروب� �� ا الت� �� ي عرفت ذلك الوج� �� ود من وق� �� ت مبكر عن طريق رج� �� ال الأعمال والط� �� لاب، موضح� �� ا أن الهجرات الكبيرة للمسلمين الى الس� �� ويد ب� �� دأت منذ ثمانينيات وتس� �� عينيات القرن الماضي بسبب الكوارث والأحداث الاستثنائي­ة التي حلت بالعالم الإسلامي مثل البوسنة والهرسك، وقبلها حرب المخيمات في لبنان وأفغانستان والصومال.. إلى آخ� �� ره، لافت� �� ا إلى أن السويد بلد متسامح يقبل اللجوء ولكن الوص� �� ول إليه صعب ويحتاج إلى جه� �� د وم� �� ال.

وأوضح عزام أن السويد بلد الحريات والمؤسسات ولديه قدرة على استقبال المهاجري� �� ن ودمجه� �� م ف� �� ي المجتم� �� ع م� �� ن خلال استراتيجيا­ت وقوانين حيث تتلقف الحكومة المهاجر مهما كان عمره وتبدأ في تعليمه اللغة والقانون السائد من خلال مدارس مخصصة لذلك، مش� �� يرا إلى أنه في غياب المؤسسات الإسلامية التي تحتضن هؤلاء المهاجرين وتحاف� �� ظ عل� �� ى هويتهم الإسلامية يكونون عرضة لخطر الاندماج الكامل في المجتمع فيخسرون هويتهم وخصوص� �� ا أن المجتم� �� ع الس� �� ويدي مجتمع لاديني وأكثر من 80% منه لا دين لهم ولكنه يس� �� مح للآخر بالتدين ولا يجد غضاضة في ذلك، فالمواطن السويدي لا يتحدث في الدين ولكنه لديه الاس� �� تعداد للنقاش بعقلية متس� �� امحة قريبة من الإسلام.

وبيّن أن المس� �� لمين في السويد ينظرون للبلد الذي يعيشون فيه بعين الفضل

سعيد عزام: المجتمع السويدي لاديني ولكنه يسمح للآخر بالتدين وممارسة شعائره بحرية خليل عاصي: الوقت يداهمنا لارتباطنا بعقود مع شركات سويدية وعلينا أن ندفع حوالي مليون يورو قبل حلول شهر يوليو 2014

لأنها اس� �� تقبلت هجراتهم وأكرمته� �� م، فلا يظلم فيها مسلم والجميع سواسية أمام القانون والمؤسسات. وأكد ان لادينية المجتمع تجعل منه بيئ� �� ة خصبة للدعاة وخصوصا م� �� ع الطبيعة اللينة والودودة للمواطن الس� �� ويدي وقبوله للآخر المخالف وتعايشه معه.

مشكلات المسلمين في السويد

وعن أهم المشكلات التي تواجه المسلمين في السويد، أوضح ع� �� زام أن التحدي الحض� �� اري يأتي في المقام الأول وخصوصا أن اغلب المهاجرين جاؤوا من دول لا تتمتع بمساحة واسعة من الديموقراط­ية، مشددا على ان ذلك يعتبر مشكلة أساسية لمن لا يملك الحصانة الذاتية لموائمتها ولذلك فإن الدعاة في السويد مطلوب منهم أم �� �ران الأول احترام القوان� �� ين وع� �� دم الدخول في صدام م �� �ع البلد الذي احتضنهم، أما المسؤولي �� �ة الثانية فهي الدور التوعوي للمه� �اجري �� ن.

ولف� �� ت ع� �� زام ال �� �ى أن المسلمين هناك يحتاجون الى ما يثبت عقيدتهم ويعزز من ارتباطهم بها من خلال مؤسسات موازية من حيث النظام والإدارة والرقي تجذب هؤلاء المسلمين من المهاجرين والمواطن� �� ين الس �� �ويديين، فعلى س �� �بيل المثال أغلب المس� �� اجد في السويد في سراديب تحت الأرض وهذا ما يبعث الرهبة في النفس عند دخولها بالإضافة إلى الرطوب� �� ة وغي �� �اب المكان المهيأ لاس �� �تقبال الجميع، مشيرا الى رغبة المسلمين في السويد للخروج فوق الأرض لاستقبال المسلمين وغيرهم ف� �� ي أماكن رحبة وفضاءات مفتوحة تعكس الوجه الحضاري للإسلام.

وكشف عزام أن المسلمين في السويد يرتبطون بقضايا أمتهم ويتفاعلون معها رغم بعد المسافة، فضلا عن ان السويد بلد مؤثر في القرار العالمي بما هو معروف عنها من سياسة حكيمة، موضحا أن الكويت لها علاقات مميزة معها وسفارة نشطة وسفير متفهم.

مبين� �� ا أنه �� �م يتلقون دعما م� �� ن وزارة الأوقاف وبعض المؤسسات الدينية الكويتية، وهذا له بالغ الأثر في الحفاظ عل �� �ى الهوية الإس� �� لامية للمهاجري �� �ن، وأشار إلى أن تعداد المسلمين في السويد يبلغ 500 ألف نس� �� مة من أصل 9 ملايين نس� �� مة هي إجمالي تعداد الس� �� كان، ويتمركز أغلب المس� �� لمين في مدينة مالمو والتي ترتبط مع العاصمة الدنماركية كوبنهاغن حيث لا تبعد المسافة عنها أكثر من 30 كم، موضحا أن العلاقة بين المس �� �لمين والحكومة السويدية على أفضل ما يرام ولم يحدث ما يعكر الصفو بينهما، فالمسلمين ملتزمون بالقوانين والحكومة توليهم الرعاية المطلوبة.

مشيرا الى أن الحكومة الس� �� ويدية كان لها موقف مش� �� رف تجاه الرس �� �وم المسيئة للرسول ژ حيث أغلق الأمن السويدي المواقع الإلكتروني­ة السويدية التي كانت تعتزم نشرها وبعد 11 س �� �بتمبر زارت وزيرة الخارجي� �� ة الس �� �ويدية المراكز الإس �� �لامية حاملة لهم رسائل مطمئنة مفادها أنهم في موضع عناية الدولة ورعايتها وأن تعامل الدولة معهم ل� �� ن يتأثر بالأحداث خارج نطاق الدولة.

4 ملايين دينار

من جهت� �� ه، أكد رئيس مجل� �� س إدارة الوق� �� ف الإسكندناف­ي خليل عاصي أن الوقف الإسكندناف­ي في السويد وتحديدا في مدينة مالمو هو معلم من المعالم الإسلامية التي بدأت ترى الن� �� ور، إلا أن الفكرة بدأت منذ عام 1994، موضحا أن المركز هو مجمع إس� �� لامي ش� �� امل يجمع تحت سقف واحد كل ما تحتاجه الأسرة المسلمة في السويد، مشيرا إل� �� ى أنه تم إنج� �� از البنية التحتية للمركز من حيث شراء الأرض وأخذ الموافقات اللازمة ومختلف المسائل القانوني� �� ة بالإضافة إلى وضع الأساس وصب الأعمدة وتوصيل المياه والكهرباء، مبينا أن تكلفة المركز تبلغ حوال� �� ي 4 ملاي� �� ين دينار كويتي وهي ميزانية باهظة لا تتحملها إلا الدول، لافتا إلى أن المسلمين في السويد بدأوا بأنفسهم واستطاعوا توفير ربع المبلغ المطلوب من خ� �� لال التبرعات التي جمعوها من قوتهم وحلي زوجاتهم ومدخرات أطفالهم، وبالتالي استطاعوا شراء الأرض والشروع في تأسيس البني� �� ة التحتية، موضحا أن الربع الآخر س� �� تتبرع به وزارة الأوقاف القطرية بقيمة ما يوازي مليون دينار كويتي أيضا، مشددا على أن المشروع الكبير أضحى في منتصف الطريق، معولا على المجتمع الكويتي وما عرف عنه من باع طويل في العمل الخيري لاس� �� تكمال المشروع.

وأعرب عاصي عن رضاه بنتائج زيارة الوفد للكويت بصف� �� ة عامة وع� �� دد من المؤسسات الخيرية بصفة خاص� �� ة مثل بي� �� ت الزكاة ووزارة الأوق� �� اف والأمانة العامة للأوق� �� اف وبعض التجار والمحس� �� نين، لافتا إلى أن الوف� �� د يعول على التفاعل الشعبي مع الوقف الاسكندناف­ي ولذلك حرص على جلب سهم وقفي قيمته 100 دينار بإمكانية تشارك أكثر من شخص في سهم واحد، مشيرا إلى أن الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية تتبنى المشروع بشكل كامل من ناحية التعاملات المالية للتبرع� �� ات، موضح� �� ا أن المركز الإس� �� لامي في مالمو هو حاجة مجتمعية ويغطي قيمة يفتقدها المسلمون في السويد فهو مسجد ومدرسة وحضان� �� ة ومكان ترفيهي للعائل� �� ة، مش� �� يرا إلى أن الوقت يداهم مجلس الأمناء ومجلس إدارة المركز حيث إنهم مرتبطون بعقود مع شركات سويدية حيث يجب دفع ما يوازي المليون يورو قبل حلول شهر يوليو 2014، معربا عن شكره واعتزازه بجهود رئيس مجلس امناء

الشاذلي القروي: لم ننس يوماً قضايا عالمنا الإسلامي واستطعنا جمع 2.5 مليون يورو في فترة قصيرة المسلمون في السويد يحظون بعناية الدولة ورعايتها المركز مصمم ليرضي طموحات الأجيال القادمة ويساعدهم على الحفاظ على الهوية الإسلامية السويد بلد لديه القدرة على استقبال المهاجرين ودمجهم في المجتمع بسرعة كبيرة

الوقف الاسكندناف­ي د.خالد المذكور، مشيرا إلى أن الوفد في الكويت برعاية كريمة منه.

الهوية الإسلامية

وب� �� دوره أك� �� د عض� �� و مجل� �� س إدارة الوق� �� ف الإسكندناف­ي ومدير الهلال الأحمر الس� �� ويدي ومدير مركز سلسبيل الثقافي في مدينة مالمو حسن ابراهيم البدوي أن مشروع الوقف الإسكندناف­ي هو مشروع موجه للأس� �� رة والشباب وهو أح� �� د عوامل الحفاظ عل� �� ى الهوية الإس� �� لامية للمس� �� لمين في الس� �� ويد ويحتاج لإمكانيات كبيرة ج� �� دا، موضح� �� ا أن المركز الإسلامي س� �� يحتوي على مبان ترفيهي� �� ة ورياضية بالإضاف� �� ة إل� �� ى الأماك� �� ن المخصصة لممارسة الشعائر الدينية وأماكن التوعية مثل القاعات الرياضية ومسبح العفة ال� �� ذي يعلم البنات والأولاد الس� �� باحة والتي تعتبر من المواد الأساسية ف� �� ي النظ� �� ام التعليم� �� ي السويدي.

100 دينار

اما عضو مجلس إدارة الوقف الش �� �اذلي القروي فأش� �ار إلى أن مشروع الوقف هو أح �� �� د المشاريع الرائدة في العمل الإسلام �� �� ي ليس على مستوى السويد فقط بل على المستوى الاوروبي، موضحا أن العمل الإسلامي هناك دخل المرحلة الثانية م� �� ن تاريخه بع �� �د توطين الجيل الأول من المس �� �لمين ف� �� �ي المرحلة الأولى وجزء من الجيل الثان �� ي، لافت �� �ا إلى أن المركز صمم ليرضي طموحات الأجيال القادمة ويساعدهم على الرقي ف �� �� ي المجتم� �� �� ع الس �� �ويدي في إط� ار الحفاظ على الهوية، مشيرا إلى ان المركز يسعى لاستقطاب أطفال المسلمين من خلال أم �اكن الت �� رفيه وم� �� ا يس �� �مى بالمدرس �� �ة المس� �� اعدة والتي تس �� �اعد الأبن� �� �� �اء على التفوق في المواد العلمي �� �� ة، بالإضافة إلى ق �� �اع �� �ة محاض �� رات كبيرة لتناس �� �ب الفاعليات المختلف� �� ة الت �� �ي يقوم بها المركز.

وأوض� �� ح الق �� �روي أن قيمة الس �� �هم ف� �� ي الوقف الاسكندناف­ي لا تتجاوز ال � 100 دين �� �ار وهو مبلغ في متناول المواطن والمقيم في الكويت، مش �� �يرا إلى أنهم استطاعوا جمع 2.5 مليون يورو خلال الفترة القصيرة الماضي� �� �� �� ة، كم �� �ا أنهم لم ينسوا يوما قضايا عالمهم الإس� �� �� لامي حي �� ث جهزوا قوافل إغاثي �� �ة ومساع �� دات لغزة وسوري �� ة.

حسن بدوي: المركز الإسلامي سيضم مباني ترفيهية ورياضية بالإضافة إلى أماكن ممارسة الشعائر الدينية

 ??  ?? مجسم المركز الإسلامي في مالمو
مجسم المركز الإسلامي في مالمو
 ??  ?? أعضاء وفد الوقف الاسكندناف­ي يتحدثون الى الزميل أسامة دياب ويبدو الزميل علي محمد
)سعود سالم(
أعضاء وفد الوقف الاسكندناف­ي يتحدثون الى الزميل أسامة دياب ويبدو الزميل علي محمد )سعود سالم(
 ??  ?? اعضاء الوفد يعرضون نموذج لاحدى مراحل العمل في المركز
اعضاء الوفد يعرضون نموذج لاحدى مراحل العمل في المركز
 ??  ?? سعيد عزام
سعيد عزام
 ??  ?? حسن بدوي
حسن بدوي
 ??  ?? خليل عاصي
خليل عاصي
 ??  ?? الشاذلي القروي
الشاذلي القروي

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait