Al-Anbaa

بعد اتفاق جنيڤ النووي.. دعوات خليجية للانتقال من «التعاون » إلى «الاتحاد »

-

عواصم ـ وكالات: وسط آراء محللين وكتاب سعوديين حول تأثيرات وتداعيات اتفاق إيران مع مجموعة 5 + 1 حول البرنامج النووي لطهران، ظهرت بقوة دعوات بضرورة انتقال دول الخليج من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد على ان تعلن خطوات لذلك في القمة الخليجية المرتقب عقدها في الكويت في ديسمبر المقبل. وامتدت بعض هذه الدعوات إلى ضرورة ان يكون هناك مشروع نووي خليجي بموازاة مشروع إيران الذي تباينت آراء المحليين في تقدير مدى تأثيره على دول الخليج في ظل اتفاق جنيڤ. الكاتب السعودي إحسان بوحليقة كتب مقالا نشرته جريدة «الشرق الأوسط » السعودية، أمس الأول، تحت عنوان «اتفاق إيران مع 5 + 1»، اعتبر فيه التوجه للاتحاد هو «السبيل لتوازن القوى وميزان المصالح خليجيا وعربيا ». وقال انه «وفيما كانت العجلة تتسارع بعيدا للتوصل لاتفاق بخصوص الملف النووي الإيراني، كان مؤملا توصل دول مجلس التعاون لاتفاق يعضد فاعليتها ككتلة واحدة» . ومضى بوحليقة قائلا : «تفصلنا أسابيع قليلة عن القمة الخليجية الـ 34، وليس أمرا مستحيلا وضع بندين أساسيين على جدول أعمال القمة: تقرير حول التقدم في تنفيذ المبادرات الرئيسية، وصيغة اتفاقية وبرنامج زمني للانتقال من صيغة التعاون لصيغة الاتحاد ». ورأى الكاتب السعودي مطلق سعود المطيري في مقال نشرته الرياض تحت عنوان «البرنامج النووي الإيراني في مواجهة الاتحاد الخليجي ». وبين انه «في كل الحسابات ستكون دول الخليج هي الخاسرة من هذا الاتفاق، ومن هذا الاعتبار على الدول الخليجية ان تعلن في قمتها المقبلة في الكويت اتفاقها على قيام الاتحاد الخليجي بأي شكل يتم التوصل إليه، وبهذا تكون دول الخليج تكون قد عالجت المخاطر المحتملة بسياسات أكيدة لا تقبل احتمال الخسارة ». أما الكاتب السعودي طارق الحميد، الذي يعد من أبرز المحذرين من خطورة اتفاق جنيڤ، فتساءل في مقاله الذي نشرته «الشرق الأوسط السعودية » تحت عنوان «الاتفاق الإيراني أخطر من 119/ »، عن انعكاسات هذا الاتفاق على المنطقة، وتحديدا السعودية ودول الخليج العربي ؟ والإجابة البسيطة والمباشرة، هي كما قال: إنه «أخطر من أحداث 11 سبتمبر الإرهابية التي ضربت أميركا في 2001 ». وتابع: «ليس بمقدور الخليج، وتحديدا السعودية، تجريب المجرب، وخصوصا أنهم من يواجه الخطر الحقيقي وليس إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، فتهديد ما يحدث الآن هو تهديد وجود وسلامة ونفوذ. ومن هنا، فإن السؤال هو: هل نحن جاهزون لمشروعنا النووي بموازاة مشروع إيران أم لا؟ المؤكد انه على دول الخليج، وتحديدا السعودية، التحرك الجدي الآن، فالخطر الذي تواجهه المنطقة الآن كبير، ويفوق حتى خطر 11 9/» . وبين أنه «بكل الحسابات ستكون دول الخليج هي الخاسرة من هذا الاتفاق، ومن هذا الاعتبار على الدول الخليجية ان تعلن في قمتها المقبلة في الكويت اتفاقها على قيام الاتحاد الخليجي بأي شكل يتم التوصل إليه، وبهذا تكون دول الخليج عالجت المخاطر المحتملة بسياسات أكيدة لا تقبل احتمال الخسارة ». وفي مقابل الفريق الذي يحذر من الاتفاق على دول الخليج، وأنه سيؤدي إلى خلل في التوازنات الاستراتيج­ية في المنطقة، هناك من يرى أن الاتفاق «خطوة إيجابية، ومن أبرز هؤلاء خليل الخليل، الأكاديمي والكاتب والسعودي وعضو سابق في مجلس الشورى، الذي بين أنه لا يتفق مع وجهة النظر القائلة بأن الاتفاق أخطر من 11 سبتمبر على دول الخليج، وبين أن دول مجلس التعاون «لا تعيش في خوف أو هلع، دول مجلس التعاون تعيش في حالة استقرار وازدهار ولديها إمكانات وأرصدة من القوة الذاتية ما يهيئ لها أن تواجه الأزمات بكل قوة ». وقال الخليل في تصريحات هاتفية لوكالة «الأناضول »: «الاتفاق الذي حدث بين إيران ومجموعة 5 + 1 في تقديري هو خطوة إيجابية في الطريق الصحيح، نحن نرى إيران جديدة في عهد الرئيس حسن روحاني وبعقلية جديدة ونتمنى ان تكون خطواتها بقناعه وعزيمة وان تستمر على هذه المنهجية وألا تكون تكتيكا لأهداف سياسية غير جيدة في المستقبل» . وأعرب عن تفاؤله بنجاح الاتفاق، مشيرا إلى أنه «إذا تحقق لهذا الاتفاق ان يعيش وأن يصمد فالجميع سيكون منتصرا ومستفيدا وهو أمر مطلوب، مطلوب الوصول إلى حلول شاملة من أجل خدمة الاستقرار والرخاء والتنمية في هذه الدول، فنحن لا نرغب في أن نرى إيران فقيرة ومتوترة ومتشتتة بل نرغب في أن نراها مستقرة لأنها في مكان مهم وهي على ضفاف الخليج العربي وما يحدث بها من أزمات قد يؤثر على دول المنطقة بأكملها ». وتابع: «أتوقع أن ينجح ويعيش هذا الاتفاق لمدة سنتين او3 سنوات قادمة ـ كحد أدنى، لأن إيران بحاجة إلى هذه الاتفاقية أكثر من أي وقت مضى، فهي تعيش ظروف صعبة اقتصاديا واختناقا كبيرا واستنزافا لمواردها نتيجة الحروب التي تقودها وترعاها وتمولها في صعده ولبنان والعراق وسورية ». وعن رأيه في تأثير الاتفاق على التسريع بالتحول من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد الخليجي، قال الخليل : «الاتحاد الخليجي أمر مرغوب فيه من شعوب وقادة دول التعاون وهنالك قناعات من قبل القادة وهو مرحلة من مراحل دول المجلس التعاون الخليجي وسيسير في خطاه سواء حدث اتفاق أم لم يحدث اتفاق بين إيران وبين دول 5 + 1» .

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait