Al-Anbaa

«الجهاد الإسلامي» تنافس «حماس » في غزة

-

بيروت: إضافة إلى الضائقة الاستراتيج­ية التي تعانيها حركة حماس في غزة من جراء سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر وانقطاع التواصل السياسي والجغرافي معها، وتدهور العلاقة مع القيادة المصرية الجديدة، وتراجع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعي­ة في غزة الى أدنى مستوياتها، وتوقف مشروع المصالحة مع حركة فتح، تواجه حركة حماس إضافة الى كل ذلك تحديا جديدا وخفيا داخل غزة يتمثل في تنامي نفوذ حركة الجهاد الإسلامي التي تحولت الى منافس جدي، خصوصا أن «الجهاد » مازالت تحتفظ بعلاقات جيدة مع إيران وحزب الله ولم تتأثر بالأزمة السورية. ما من شك في أن حركة الجهاد الإسلامي تجاوزت الاضطرابات التي اجتاحت العالم العربي بصورة أفضل من حماس. فقد أربكت الحرب الأهلية الدائرة في سورية حركة حماس التي نأت بنفسها عن حلفائها القدامى في دمشق وطهران. وبدلا من ذلك ألقت الحركة الإسلامية نفسها في كنف الرئيس المصري الجديد محمد مرسي ثقة منها في أنه سيساعدها على تعزيز سلطتها، غير أن عزل مرسي في يوليو وتشكيل حكومة يدعمها الجيش في مصر بدد آمال الحركة. وبينما تركت حماس مكاتبها في دمشق احتجاجا على الهجوم المتواصل الذي يشنه الرئيس بشار الأسد على مقاتلي المعارضة بقيت حركة الجهاد الإسلامي في المدينة. ورغم أن الجهاد الإسلامي حركة سنية مثل حماس فإنها ظلت قريبة من إيران ومازالت تتلقى تمويلا إيرانيا قدرته إسرائيل بما يتجاوز 50 مليون دولار سنويا رغم الانقسامات القديمة بين السنة والشيعة التي تمزق نسيج الشرق الأوسط. وانتزعت «حماس » السيطرة على قطاع غزة من السلطة الفلسطينية في قتال في عام 2007. ومنذ ذلك الحين عاشت حماس في تناغم مشوب بالحذر مع الجهاد الإسلامي في القطاع الساحلي، وبالتالي تنسقان العمل فيما بينهما طيلة العامين الماضيين. غير أن هذا التناغم لا يمكن اعتباره مسلما به. فرغم أن الجهاد الإسلامي وقعت على اتفاق التهدئة الأخير العام الحالي يعتقد مسؤولون إسرائيليون أنها قد تعاود الهجوم بمجرد أن تعيد ملء ترسانتها من الصواريخ. وتختلف الآراء حول ما إذا كانت حماس ترغب هي الأخرى في إعادة فتح الجبهة مع إسرائيل وقد تكون هذه المسألة مصدر خلاف في المستقبل. وتشترك حماس و« الجهاد الإسلامي» في عدم الثقة في الجماعات الأصغر في غزة التي يرتبط بعضها بـ «القاعدة » ويتبنى نهجا أشد ضد إسرائيل والسلطات المصرية الجديدة. ومازال الوئام قائما بين حماس و« الجهاد الإسلامي» في الوقت الحالي. وتدير حماس قطاع غزة ولها جناحان سياسي وعسكري قويان، أما حركة الجهاد الإسلامي فلا تسعى للحكم لكنها تزيد قوتها في هدوء وباتت الجماعة التي تعتمد عليها إيران وسورية. وهذا يجعل من الجهاد الإسلامي خطرا متناميا على إسرائيل وتهديدا محتملا لحماس على الساحة الفلسطينية رغم أن اقتصار تركيزها على محاربة إسرائيل يجعلها لا تنافس حماس على السيطرة على القطاع.وقدر مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه عدد مقاتلي الجهاد الإسلامي بما يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف فرد. أما الجناح العسكري لحركة حماس فيضم نحو 10 آلاف رجل إلى جانب 10 آلاف آخرين في مختلف وحدات الشرطة، وكانت الجهاد الإسلامي قالت من قبل إنها تضم ثمانية آلاف مقاتل. وقال المسؤول الإسرائيلي، ان «حركة الجهاد الإسلامي أكثر تعصبا من حماس ولكن أعضاءها لا يريدون أن يصبحوا زعماء وطنيين. لذلك لن تتفوق على حماس في المستقبل القريب، ربما في المستقبل البعيد» .

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait