Al-Anbaa

هل نجح بري في تسويق فكرة التقارب السعودي ـ الإيراني؟

زيارة «استثنائية » إلى طهران يمكن أن تليها زيارة إلى الرياض

-

بيروت: جاءت زيارة الرئيس نبيه بري إلى طهران في توقيت مناس �ب جدا، فهذه الزيارة الت �ي كان مقدرا لها أن تحصل على وقع التفجير الانتحاري أمام الس �فارة الإيرانية في بيروت وما شكله من قوة دفع للصراع والفتنة في لبنان، حصلت على وقع الاتف �اق النووي المعلن من جنيڤ بين إيران والدول الكبرى وما ش �كله من قوة دفع لمسار الحوار والتسويات في المنطقة. وكان من «حظ » الرئيس بري أن الفرصة أتيحت له لمشاركة الإيرانيين في الاحتفال بهذا الانتصار الذي حققوه عبر هذا الاتفاق النووي الذي وصفه ب � «صفقة العصر »، وكان من حظه أيضا أن القيادة الإيرانية كانت في أفضل «حال ومزاج » للاحتفاء به والاستماع إليه، وأن المناخ العام في طهران كان مناسبا له كي يقوم بأوسع حملة تس �ويق لفكرته الداعية الى حوار وتقارب بين إيران والسعودية والمشجعة على حصول انفراج بين هاتين الدولتين الأهم في المنطقة ليكون مدخلا الى انفراج الأوضاع في لبنان التي لم تعد تحتمل المزيد من التأزم والتعقيد.

أفاض الرئيس نبيه بري في لقاءاته المتعددة على امتداد ثلاثة أيام مع القيادة الإيرانية من رأسها حتى أخمص قدميها، في شرح الوضع اللبناني والمخاطر التي تتهدده وتضع الطائفة الش �يعية في أصعب وأدق المراحل ربطا بالأزمة الس �ورية التي تصدر الى لبنان النزوح الكبير و «إرهاب القاعدة ».

تحدث بري عن كل شيء: عن الأزمة «المستعصية » في لبنان ومش �كلة النازحين الس �وريين ومخاطر الفتنة المذهبية الداهمة ومسار الأزمة السورية واحتمالات التلاقي الإيراني العربي، شدد بري كثيرا على إعادة التواصل مع الس �عودية، مبينا الأس �باب الت �ي ينطلق منها في ضوء ارتفاع خط �ر الفتنة والحريق الذي يتمدد ويتوس �ع باتجاه لبنان، مضافا إليه �ا أخطار المجموعات الإرهابية ونشاطها المتنامي والمشكلة المتفاقمة الناجمة عن بلوغ عدد النازحين الس �وريين، مع الفلس �طينيين في المخيمات، عتبة المليونين، مضافا إليها الأزمة السياس �ية في لبنان التي تطورت الى أزمة فراغ مؤسساتي وأزمة حكم ونظام.

في كل لقاءات �ه، حرص بري على الطلب من القيادة الإيرانية حركة جديدة انفتاحية وحوارية نحو الدول العربية المؤثرة أولها السعودية لمواجهة مؤامرة الفتنة التي تواجه بالسياسة لا بالأمن، سياسة التقارب والتعاون مع الآخرين، وفي كل اللقاءات، لقي بري إصغاء وتفهما لطرحه من المسؤولين الإيرانيين الذين اعتبروا أن الاتفاق النووي سيش �كل أرضية مناسبة لمواجهة مخطط الفتنة والتفتيت في المنطقة لأنه س �يتيح لطهران حرية أكثر في العمل والتحرك لتعزيز فرص نجاح مواجهة هذا المخطط.

الإيرانيون وافقوه الرأي بوجود مؤامرة ومخطط لفتنة سنية � شيعية في لبنان والمنطقة وبوجوب التصدي لها وإفشالها وعدم السماح لتنظيم القاعدة بالتسبب في فتن طائفية ومذهبية، وألمحوا الى استعداد للانفتاح على السعودية.

السؤال المطروح بقوة الآن هو: هل حان أوان فتح حوار سعودي � إيراني متفرع عن الحوار الإيراني الأميركي؟ وهل ينس �حب الاتفاق النووي على ملفات وازمات المنطقة وينتج انفراجا ودينامية حلول أم يبقيها معلقة طيلة الأش �هر الستة المقبلة على المفاجآت والتطورات السلبية؟ وهل تتحقق «أمنية » بري في معادلته الجديد «إ. س » ويواص �ل تحركه بزيارة الى الرياض؟ أم عليه أن ينتظر أكثر ولا يس �تعجل الش �يء قبل أوانه، في ضوء الترابط القائم بين «الاتفاق النووي الكامل والنهائي » و« الحل السياس �ي للأزمة السورية» و« الانفراج السياسي في لبنان وعودة المؤسسات الى وضعها الطبيعي »؟

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait