Al-Anbaa

«الأسد » بعد الاتفاق النووي الإيراني

-

بيروت: يبدو أن نظام الرئيس بشار الأسد أصبح أكثر ارتياحا، خاصة بعد توقيع إيران الاتفاق النووي مع الدول الغربية، وفي هذا الصدد يلاحظ ما يلي: ٭ يعتبر ديبلوماسي أوروبي أن الرئيس السوري بشار الأسد هو الآن تحت ثلاث مظلات تشكل له حماية للاستمرار لفترة أطول مما ينبغي. وأول مظلة هي اتفاق التخلص من الكيماوي الذي جرى برعاية روسية ـ أميركية، وهذا يتطلب وقتا على الأقل إلى منتصف 2014 ، والمظلة الثانية هي مؤتمر «جنيڤ ـ 2 »، إذا عقد في موعده فعليا، وما قد ينتج عنه من قرارات، وبالطبع الجدول الزمني المطلوب لتنفيذها، وما الدور الإيراني فيها. والمظلة الثالثة هي الاتفاق الإيراني ـ الغربي حول ملف طهران النووي، حيث يقول الديبلوماس­ي إنه يتطلب وقتا، ولا أحد يعرف تماما ما جرى الاتفاق عليه بين واشنطن وطهران ليس في جنيڤ، وإنما في الاجتماعات الخمسة السرية التي جرت بين البلدين في مسقط. ٭ يقول مسؤول عربي كبير لـ «الشرق الأوسط» : «سيكون نظام الأسد مخطئا لو اطمأن لحظة لأي تقارب إيراني ـ أميركي ». ويضيف ان إيران تدخل مفاوضات مهمة، بينما حليفها الأساسي بالمنطقة الأسد ضعيف جدا. وبالطبع هناك من يرى أن أفضل فرص إيران، وحتى الروس، هي الحفاظ على ما تبقى من النظام في سورية، ومن دون الأسد، وخصوصا أن الأسد غير قابل للاستمرار، ولأسباب كثيرة. وعليه فنحن الآن أمام عامل الوقت، وهو دائما لعبة الأسد، فنحن الآن أمام ثلاث اتفاقات تتطلب مزيدا من الوقت، وهي إزالة الكيماوي في سورية، واتفاق إيران والغرب، وهناك مؤتمر «جنيڤ ـ 2 » المقبل، وكل ذلك يدفع بحلول الأزمة السورية إلى منتصف 2014، وهو موعد الانتخابات الرئاسية هناك، والذي قد يمثل حلا للجميع، الايرانيين والروس، وحتى الأميركيين، لخروج الأسد بأقل الأضرار، حيث لا مخاطرة أميركية، ولا خسارة كاملة للإيرانيين والروس، ولا انتصار واضح لـ «الثورة » والثوار السوريين. وكل ذلك يقول اننا أمام لعبة الوقت ما لم يحدث أمر ما على الأرض في سورية يغير سير الوقائع والأحداث هناك. ٭ سياسي لبناني حليف لدمشق يقول: المعارضة السورية ستذهب الى جنيڤ «راضية مرضية » وإذا رفضت ستهزم في الميدان وستخرج من اللعبة على أن تجرى الانتخابات الرئاسية عام 2014 خلال شهر يونيو، مع حق الترشح للجميع ومن بينهم الرئيس بشار الأسد، ومن سيفوز سيكون رئيس الجمهورية المقبل، على أن تشكل حكومة تضم الجميع وتبقى وزارات الخارجية والدفاع وقيادة القوات المسلحة بيد الرئيس الأسد. وفي حال لم تلتزم القوى التكفيرية بوقف النار سيقوم تحالف بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر لضرب هؤلاء مع ممارسة ضغوط على الدول الداعمة لها لوقف الإمدادات، وقد بدأت تركيا الالتزام بهذا العنوان، والتزام الأردن سيؤدي الى تجفيف منابع التمويل كليا فيما حسم معركة «القلمون » سيبدل التوازنات لصالح النظام وسيبعد لبنان عن تأثير الأحداث السورية وسترتاح منطقة البقاع، وعندها لا يعود هناك أي مبرر لوجود مقاتلي حزب لله في سورية. هذا هو جوهر الاتفاق الروسي ـ الأميركي وهذه هي عناوينه، والرهان يبقى على الأشهر القادمة الصعبة في ظل وجود قوى ستسعى بكل ما تملك الى إفشاله عبر توتير الساحات و «خلق فوضى» في الدول المحيطة بإيران عبر تصاعد العنف في سورية والعراق واليمن وفي لبنان وفتح ساحته على التفجيرات والاغتيالا­ت، كل ذلك يساهم في عرقلة مسار ما يخطط له وهناك حالات كثيرة استطاع فيها اللاعبون الصغار إفشال ما يريده اللاعبون الكبار.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait