Al-Anbaa

أركان السبلاني لـ« الأنباء» : إنشاء هيئة لمكافحة الفساد خطوة مهمة والعبرة ليست في تشريع قانون الذمة المالية ولكن بتفعيله

مدير المشروع الإقليمي لمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة في البلدان العربية أكد أن ضعف المنظومة الرقابية والقيمية يؤدي إلى انتشار الفساد

-

في البداية نود تسليط الضوء على المشروع الإقليمي لمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة في البلدان العربية وأهداف المشروع؟ ٭ المشــروع الإقليمــي هو مشروع ضمن عدة مشاريع خاصة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الموجود في اكثر مــن 177 مكتبــا فــي دول العالم وايضا على المستوى الإقليمي في 5 مناطق بالعالم من بينها المنطقة العربية، وهــذا البرنامــج معني في المقــام الأول بدعم الجهود التي تحقق التنمية وبالتالي فهــو يعمــل على عــدد من المشــاريع التــي تصب في خدمة هذا الهدف الواســع، وأحــد تلــك المشــاريع هو مشــروع مكافحة الفســاد الذي يغطي المنطقة العربية ويركز على عدد من الدول التي انضمت إليه لتصبح بذلــك دولا ذات أولوية في تلقي المساعدة وهي المغرب وتونس والأردن وفلسطين ولبنــان والعــراق واليمن وجيبوتــي، وبموازاتهـ­ـا ينشط المشروع أيضا، وإن بدرجة أقل، في دول عربية أخرى. ما المحاور التي يقوم عليها برنامج عملكم وكيف تقومون بتحقيق كل محور على حدة؟ ٭ المشــروع يركــز على 4 محــاور رئيســية، المحور الأول يدعم الجهات المعنية بإجــراء تقييمــات النزاهة ومكافحــة الفســاد بحيث يمكنهم مــن خلالها تحديد احتياجات الإصلاح بشكل موضوعــي ومراقبــة مدى التقــدم فــي تحقيــق تلك الإصلاحات، والمحور الثاني يدعم تنفيــذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وقد انضمت لتلك الاتفاقية اكثر من 168 دولة، وهناك 18 دولة عربية الزمت نفسها بتطبيق تلك الاتفاقية وبالتالي نحن نقدم المساعدة لتلك الدول من أجــل تنفيــذ الاتفاقية والإيفاء بالتزاماته­ا الدولية من خــلال التدريب وتقديم المشورة الفنية والمساعدة في صياغة تشريعات متوائمة مــع متطلبــات الاتفاقيــ­ة. اما المحــور الثالث فخاص بمكافحة الفســاد وتعزيز النزاهة في قطاعات محددة ذات أولوية بالنسبة للحياة اليومية للناس وبالنســبة لجهود التنمية، فلدينا على سبيل المثال جهود في قطاع الصحة فــي الأردن وقطاع التعليم في المغرب ولدينا جهود ستبدأ قريبا في قطاع الجمارك في لبنان. اما المحور الرابع، فنتعاون مع الدول التــي تمر بمراحل انتقالية في المنطقة لمعالجة مسائل ذات أهمية خاصة بالنسبة إليها مثل اســترداد الأموال التي نهبت أو إرساء جهود مكافحة الفســاد فــي إطار جهود العدالــة الانتقالية. ومــن خــلال تلــك المحاور الأربعــة نســعى الــى دعم الــدول العربيــة في وضع وتنفيذ ورصد استراتيجيا­ت وطنيــة لمكافحــة الفســاد منسقة وفعالة تحترم مبادئ المشــاركة بالمجتمع وحكم القانون وحسن إدارة الشأن العام والحد من إهدار المال العام. وما آلية عملكم لمحاربة الفساد في القطاعات المختلفة بالدول العربية ومدى صلاحيتكم لتحقيق ذلك؟ ٭ مــن يجــب عليــه أن

لدينا 177 مكتباً موزعة على 5 مناطق حول العالم ندعم الجهات المعنية بمحاربة الفساد من أجل القضاء عليه أنواع وممارسات الفساد تختلف من دولة لأخرى التحدي ليس في القضاء على الفساد بل في وضع عقوبات رادعة لمرتكبيه لا يوجد مؤشر واحد متكامل بالعالم يقيس مدى انتشار الفساد

يكافح الفســاد هو الجهات المعنيــة في كل بلــد، وهي الوزارات المعنية، وهيئات الرقابة ومكافحة الفســاد، والبرلمانـ­ـات، ومؤسســات القطاع الخــاص والمجتمع المدني، ودورنا ان ندعم تلك الجهــات، ويتوقف النجاح علــى مــدى رغبــة وقدرة هذه الجهــات على تحقيق الإصــلاح وبالتالي فدورنا يركز على تقديم النصيحة الفنية لها وتدريبها وتوفير الأدوات الفعالة لها وإعلامها بالتجارب الجيدة والدروس المستفادة من الدول الأخرى، ونقــوم في هــذا الســياق بإجراء تقييمات مســتمرة للوقوف على المشــاكل ثم اقتراح آليات الحلول ووضع خطــط لتنفيذهــا ومن ثم تقييم النتائج. وماذا عن أبرز الأنشطة التي يقوم بها المشروع في مجال الخدمة المجتمعية من ورش عمل ومؤتمرات ومنتديات؟ ٭ مشروعنا مبني على فكرة أساسية بأنه لابد من ايجاد مســاحة مشــتركة لأولئك الراغبين في تحقيق الإصلاح، ومــن هنــا فــإن المنتديات جزء مهم من هذه المساحة التي يأتــي اليهــا المهتمين ويفكــرون معــا، فكمــا ان للفساد والفاسدين شبكات فإن مكافحة الفســاد يجب أن يكون لها ايضا شبكاتها المضادة، المكونة من الراغبين في مكافحة الفساد، ونحن حريصون فــي المقام الأول على مشاركة المجتمع المدني والمرأة والشباب في مثل تلك المنتديات كما اننا حريصون على مشاركة جميع الأطراف لأن تحقيق الإصلاح الحقيقي يحتاج الى مشاركة جميع الأطراف. من خلال خبرتكم بالمشروع، هل الفساد مستشر في البلدان العربية بجميع قطاعات الدولة، ام ان هناك قطاعات تزداد فيها معدلات الفساد؟ ٭ موضوع مكافحة الفساد فــي المنطقــة العربية، ولا أقــول موضــوع الفســاد، يعد موضوعا جديدا نوعا مــا وبالتالي فــإن الجهود الحقيقيــة المنصبــة علــى تحديــد مواطــن الفســاد لاتــزال حديثــة، وان بدأت فــي الآونة الأخيــرة تظهر بعــض الدراســات الجيدة في هذا المجال، وبناء عليها أستطيع ان أقول ان أنواع وممارسات الفساد تختلف من دولة لأخرى، فهناك فساد في المشــتريا­ت والصفقات العامــة فــي قطــاع الدواء والصحــة، وهنــاك فســاد على مســتوى إدارة الموارد البشرية في قطاع التعليم، وهنــاك تحديات كبيرة في قطــاع الجمــارك ببعــض الــدول، وتحديات قد نراها فــي قطاعــات أخــرى مثل قطــاع تحصيــل الضرائب والعقارات والبناء، ولا يمكن التعميم فهنــاك تفاوت في مدى انتشــار الفســاد بين قطــاع وآخــر فــي البلدان العربيــة ولكن على اعتبار ان هذا الموضوع حديث فلا يوجد توثيق حقيقي لمدى انتشار الفساد في القطاعات المختلفة ونأمل في المرحلة المقبلة توضيح تلك الصورة خاصــة فــي البلــدان التي تسعى لوضع استراتيجيا­ت وطنية لمكافحة الفساد. من وجهة نظرك، ما أسباب تفشي الفساد في مؤسسات الدول العربية؟ وهل القوانين والتشريعات التي تجرم الفساد كافية للقضاء عليه ام اننا بحاجة الى تعديل القوانين؟ ٭ هــذا ســؤال مهــم جدا، فأســباب انتشــار الفســاد تتعدد وتختلف وفي بعض الأحيان لا نجد القانون الذي يتعامل بشــكل فعال وفي احيان أخرى نجــد قانونا منقوصا وان كان في شكله وظاهره يبدو جيدا، ولكن عندمــا نريــد تنفيذه نجد ان هنــاك خللا يؤدي لعدم تنفيذه بالشكل الصحيح. وفي بعــض الأحيان ايضا فإن كثرة القوانين والأدوات الرقابية تصنع عبئا فيسعى المعنيــون لتفــادي تلــك الأعباء مــن خلال الالتفاف عليها باســتخدام الرشوة او الواسطة، هذا بالإضافة الى انتشار قيم الاستهلاك التفاخري بحكم السياسات الاقتصاديـ­ـة والضرائبيـ­ـة القائمة فــي معظم البلدان العربية بما يشــجع الطمع والاعتداد بالمظاهر ويخلق حافزا للفســاد، فالفساد لا يقتصر فقط على أصحاب الرواتب المتدنية، بل ان هناك فسادا يطول كبار الموظفين والمسؤولين أيضا، وبالتالي في ظل هذه الظروف يمكن القــول إن ضعف المنظومة الرقابية والقيمية يؤدي الى انتشار الفساد في الدول. وهل يمكن القضاء على الفساد بشكل نهائي؟ ٭ الفساد ممارسة مرفوضة في أي مجتمع، ولكنه كأي جريمة أخرى موجود في كل مجتمع، ولن ينتهي بشكل كامــل، فالتحــدي ليس في القضاء على الفساد بشكل نهائي، وانمــا التحدي هو وضــع عقوبــات رادعــة لمرتكبي الفســاد، فمكافحة الفساد تكون بالوقاية اولا ثم بالعقاب، ولابد ان تكون هناك موازنة بــين المقاربة الرقابيــة والعقابيــ­ة مــن جهة وبين المقاربة القيمية والأخلاقية من جهة أخرى. هل لديكم ترتيب للدول العربية من حيث ارتفاع معدلات الفساد؟ ٭ قياس الفســاد كظاهرة أمر صعب للغاية، بل يكاد يكــون مســتحيلا، وهناك فهــم شــائع بــين البعــض بأن هناك مؤشــرات تعالج هذا الموضوع بشكل كامل، ولكن الحقيقة انه لا يوجد مؤشر واحد متكامل بالعالم يقيس مدى انتشار الفساد، وهناك بعض المؤشرات التي تقيس جوانب مختلفة فهناك مؤشر يقيس رأي الناس في انتشار الفساد وهو مجرد رأي ومــدركات، وعلى هذا السلم هناك تفاوت بين الدول العربيــة، وباختصار فإننا نرى ان الدول العربية ذات الدخــل الاقتصادي المرتفع في رأي الناس وانطباعاته­م غالبا ما تكون أقل فســادا، ولكــن قد لا يكــون هذا هو الواقع في المفهوم الأوســع للفساد، ومن ناحية اخرى فإن النــاس يتكــون لديها انطباع بانتشــار الفســاد عندمــا تواجهه في ســياق تعاملاتها اليومية في الدول التي لا توجد بها حوســبة للمعاملات الإدارية والدول التي تضعــف فيها رواتب موظفيهــا وبالتالي يضطر للجوء الى الرشوة.

ولكن حاليا هناك توجه لاعتماد المؤشرات والدراسات التــي تقيس مــدى فاعلية مكافحــة الفســاد، بدلا من التركيز على قياس الفساد نفســه، وفي نهايــة العام المقبل سنكون قد استكملنا وضع جميع الدول العربية وسنصدر ملخصا عن وضع هذه الدول في مكافحة الفساد من حيث مدى التزامها في تجريم الفساد وفق الفصل الثالــث مــن اتفاقيــة الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وفي التعاون الدولــي لمكافحته وفق الفصل الرابع منها. حدثنا عن وضع الكويت من حيث مؤشرات الفساد، وأين تكمن مواطن الفساد؟ وهل استحداث هيئة مكافحة الفساد مؤخرا كان خطوة ايجابية؟ ٭ الكويــت من الدول التي تحتل مرتبة متوسطة في المؤشر الدولي فيما يخص الفساد مقارنة بباقي الدول التي يقيســها هذا المؤشر، وخلال الســنوات الماضية هنــاك تراجــع نســبي في المؤشر، ولكن المؤشر، كما ذكــرت ســلفا، يقيس رأي النــاس وانطباعاته­م، ومن ناحية أخــرى فإن الكويت مــن الــدول التــي تســعى لوضــع الأســس اللازمــة لمكافحة الفساد، ولكن عدم الاستقرار السياسي وتغير الحكومات والمجالس النيابية قــد يكونان أبطــأ قليلا من وضــع التدابيــر والأنظمة فــي مكانها، وإنشــاء هيئة مكافحة الفساد في الكويت يعد خطوة مهمة جدا خاصة انه من خــلال تواصلنا مع اعضاء الهيئة لمسنا لديهم رغبة صادقة في التأسيس بشــكل صحيــح لمكافحــة الفساد، فمن اكبر الأخطاء التــي قد تقع فيها مثل تلك الهيئات هو الاستعجال تحت ضغط الشــارع الذي يريد نتائــج ســريعة، ولكن من اجل مكافحة الفساد بشكل صحيح لابد من التأسيس بشكل جيد والسعي لإشراك جميع الأطراف المعنية منذ البدايــة في هــذه الجهود، وفي الوقت نفسه من المهم مراعاة عدم التأخر في اتخاذ خطوات ملموسة. نود توضيح أوجه التعاون بينكم وبين الجهات المعنية بمكافحة الفساد من هيئات وادارات في الدول العربية؟ ٭ مشــروعنا يلعــب دور الأمانــة العامــة للشــبكة العربيــة لتعزيــز النزاهة ومكافحة الفساد التي تضم 43 هيئة ووزارة من 16 بلدا عربيا وتضم جمعيات غير حكوميــة يبلــغ عددها 21 جمعية على مستوى الدول العربية كمــا تضم أعضاء مراقبــين من دول شــريكة كماليزيــا والبرازيل وهي آلية تعاون مؤسسية لبحث وتطوير السياسات ولتبادل المعلومات ولتنمية القدرات في مواجهة الفســاد. ومن خلال الشــبكة، نعمل على دعم جميع هذه الجهات في تحديد أولوياتها وتنفيذها. لو تحدثنا عن محور التعليم فما أوجه الفساد التي تستشري في هذا القطاع وكيف يمكن محاربتها خاصة انك على قناعة بأن نزاهة التعليم ضرورة لتحقيق التنمية وكيف يمكن تعليم النزاهة لأفراد المجتمع بشكل عام؟ ٭ التعليــم عنصــر مهــم جــدا لجهــود التنمية وهو القطاع الذي تتم من خلاله بناء القدرات البشرية ومن دون النزاهة في هذا القطاع فــإن النتائــج المتحققة من خلاله تكــون ضعيفة، ولو نظرنا الى الأهداف الإنمائية الألفية نجد ان من احد اهم الأهــداف مرتبــط بالتعليم وفــي الحديــث عــن أجندة التنمية لما بعد 2015 نجد ان التعليم في صلبها، وبالتالي عندما ينتشــر الفســاد في قطاع التعليــم فإن الأموال المخصصة للتعليم لن تحقق النتائج المرجوة منها نظرا لأن هنــاك مــن سيســرقها ويسيء ادارتها، فهناك علاقة قوية جدا بين مكافحة الفساد وتحقيق التنمية من خلال مكافحة الفســاد فــي قطاع التعليم.

والفســاد مفهوم واســع تندرج تحتــه مجموعة من الممارســا­ت ومنها الرشــوة والاختلاس والاتجار بالنفوذ وســوء اســتغلال السلطة، وكلهــا يمكــن أن تكــون موجودة في قطاع التعليم الذي ينتشــر فيه الفســاد ينتشر على اكثر من مستوى أيضا، فهناك فساد في قبول الطلبــة فــي المــدارس وفي تسريب الاختبارات والغش وايضا على مستوى تعيين الأســاتذة ومراقبــة أدائهم وضمان حضورهم وقيامهم بواجبهــم، وكذلـــــك فــي عملية تخصيص الأمـــوال المرصــودة وصرفهــا لبناء المــدارس، وكذلــك موضوع الكتــب المدرســية وكيفيــة وضعها وما هي الشــركات التــي تكلــف بطباعتهــا وتوزيعها.

وفيمــا يخــص تعليــم النزاهــة لا بــد مــن التأكيد أنها قيمة اخلاقية وسلوكية أساســية لابد منها لتحقيق المواطنــة الصالحة الجيدة ولترســيخ مــا يلــزم مــن قيم وســلوكيات لدى افراد المجتمع ليطلعوا بأدوارهم ســواء في حياتهم اليومية كمواطنين او كمسؤولين في مراكز المسئولية في مختلف المســتويا­ت، وبــدون تعليم النزاهة سنخسر عنصرا مهما من عناصر التنمية وبالتالي فــإن تعليم النزاهــة ونزاهة التعليم متطلبان أساســيان من متطلبات تحقيق التنمية. هناك دول أقرت قوانين لمكافحة الفساد ومنها قانون كشف الذمة المالية فهل تلك القوانين تحد من معدلات الفساد؟ ٭ قانون الذمة المالية هو من القوانين الموجودة في معظم دول العالــم والكويت حاليا تتجه نحو تشريع قانون الذمة المالية ولكن العبرة ليست في وضــع القانون لأن كثيرا من الدول التي سنت هذا القانون لــم تطبقه بشــكل فاعل على ارض الواقــع، بحيث يصرح الموظف العام عن ذمته المالية في مغلف سري لا يفتح ولا يتم التحقق من صحة التصريــح ولا يتم فتح التصريح الا مع تعقيــدات اداريــة وقضائية كثيرة بالإضافة الى ان منظومة ادارة التصريحــا­ت ضعيفة، ولكــن في حــال تم وضــــع قانــون حقــيقي وفعال للذمة المالية فسيساهم بشكل مباشر وفعال فــي مكافحة الفســاد وتحديدا فــي مكافحة الإثراء غير المشروع. هناك موجة من التحولات التي حدثت مؤخرا في ثورات الربيع العربي ما خلق حالة لدى الجميع عامة والشباب خاصة بالرغبة في المزيد من الشفافية والنزاهة فما دوركم لتدعيم ذلك الأمر؟ ٭ برنامــج الأمم المتحــدة الإنمائــي الــذي ينتمــي اليه مشــروعنا يركز بشــكل عام على موضوع الديموقراط­ية والمشاركة المجتمعية ويرعى حوارات بين مختلف الأطراف وايضا يسعى لتمكين الشباب من أجل التعبير عن رأيهم، ففي تونس على سبيل المثال قمنا بعمل دراسات واستطلاعات لأخذ رأي الشباب في مسائل إصلاحية مختلفة، وضمان ان تؤخذ آراؤهم في عين الاعتبار، وايضا لدينا جهود مشــابهة في عدد مــن الــدول العربية الأخرى. كما يسعى مشروعنا الإقليمــي دومــا الى إشــراك الشباب في المنتديات والندوات وايضا الى تشــجيع المعنيين فــي الــدول علــى توعيتهــم وتدريبهم. وموضوع تعليم النزاهة للشباب وإشراكهم في مكافحة الفساد من المواضيع المهمة جدا بالنسبة إلينا، وإن كان مشــروعنا لا يركــز على تعليم النزاهة بشكل خاص، بل يركــز اكثر علــى تحقيق إصلاحات مؤسسية وقانونية، ولكــن من خــلال عملنــا مع المجتمــع المدني نحرص دوما على توفير مساحة لتمـــكين الشــباب ونقــدم المــــشور­ة للدول من اجل ان تدمجـــــه­م في جهودها، فشـــباب اليــوم هم قادة المســـتقب­ل، وبالتالي فإن مشاركتهم يجــب ان تكون فعالة أكثر، ولكن العبرة ليست في الوعظ، بل في إيجاد البيئة الصحيحة على أرض الواقع، فإذا خرج الشاب من الجامعة ووجــد الفســاد منتشــرا من حوله فسيجد نفسه مضطرا للانغماس فيــه او على الأقل سيفضل عدم المشاركة وينتهي به الأمر أن يشعر بالإحباط.

التحدي هو ان نسعى لإيجاد منظومة يكون فيها الفســاد تحــت الســيطرة ومرفوضا ومحاربا فيكون للشباب أملا اكبــر في حيــاة كريمة ولكل المواطنين ثقة اكبر في دولهم.

 ??  ?? اركان السبلاني
اركان السبلاني
 ??  ?? أركان السبلاني متحدثا للزميلة آلاء خليفة
أركان السبلاني متحدثا للزميلة آلاء خليفة

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait