محمد هلال الخالدي

comme. bodalal@ لا أعرف الكثير عن عالم الأعمال، الشركات والصفقات الكبرى والعمولات وغيرها، ولا أريد أن أعرف أصلا، فهذا العالم بالنسبة لي يحيط به الكثير من الشوائب التي تجعل من الصعب تمييز الإنسان النقي والشريف الذي يعمل بأمانة ويخدم البشرية دون الانحدار في درك الرذيلة والتفريط بكل ما هو إنساني كريم. لا أعرف أيضا أي شيء عن صفقة تطوير الخطوط الجوية الكويتية الأخيرة من خلال شراء خمس طائرات مستعملة من شركة «جت إيرويز » الهندية، لكني أفهم بالمنطق والعقل، والذي أجده في جانب رئيس مجلس إدارة الكويتية الاستاذ سامي النصف.

>> > باختصار ووضوح.. سامي النصف لديه وجهة نظر أعلنها مرارا وتكرارا حول تطوير الخطوط الجوية الكويتية، واختياره سابقا ليكون وزيرا للمواصلات ثم اختياره بعدها ليكون رئيسا لمجلس إدارة «الكويتية »، قبل القرار الأخير بإعفائه، يعني بوضوح موافقته على أفكاره وتبنيها كحلول للنهوض بهذه الشركة المتعثرة، فهو لم يأت بحلول غير التي سبق وطالب بها، وبالتالي يصبح قرار إيقافه عن العمل بمجرد شروعه في تطبيق الحلول التي نادى بها ـ ويفترض أنه تم اختياره للمنصب بسببها ـ أمرا غريبا لا علاقة له بالمنطق والعقل.

>> > بوضوح أكثر.. سامي النصف طرح حلولا، ويدعي أنها في صالح الكويت و «الكويتية »، ودافع عن وجهة نظره بشرح واضح ومفهوم عن الصفقة، بأرقام وإحصائيات وحقائق عن عالم الطيران وصفقات الطائرات، قدم للجميع المعلومات بكل شفافية وعلنية. الآن.. إما أن يقدم الطرف المقابل ـ الرافض للمشروع ـ وجهة نظره بالمثل، ويوضح لماذا يعتقد أن الصفقة ضارة بالكويت )مع ملاحظة أن الخطوط التركية عرضت شراء الطائرات نفسها في حال رفضت الكويتية إتمام الصفقة(، إما أن يقول للناس أين الخلل في الصفقة وأين الخطأ في اجتهاد سامي النصف، أو فإن الاستنتاج العقلي والمنطقي الوحيد الممكن هو أن هذه القرارات تعسفية وخلفها مصالح شخصية لأطراف هنا أو هناك لا تريد الخير للكويت، وإنما تريده لنفسها فقط.

>> > لا أقول إن الصفقة جيدة، وبالتأكيد لست محاميا عن الأستاذ سامي النصف، فمثله لا يحتاج لمن يدافع عنه أصلا، فهو رجل واضح يكتب قناعاته ويدافع عنها بالحجة والمنطق والعقل، وهذا ما يجعلنا نعتقد أنه على حق، لأنه يبرر تصرفاته ويشرحها بحقائق وأرقام، بينما يلجأ خصومه للتعسف واستخدام السلطة دون تبرير وتوضيح للشعب، ما يؤكد أن تصرفاتهم ليست لمصلحة الكويت على الإطلاق، طالما لم يبرروها بشفافية بالمنطق والعقل.