Al-Anbaa

لمَ الإساءة للأنبياء؟!

- بقلم: د.عصام عبداللطيف الفليج

الإســاءة للرســل والأنبيــا­ء، فمهما اختلفنا في الدين، يجب ان أحترمــك دينا وعقلا ورأيا، وكل الدســاتير العالميــة تؤكد حريــة الاعتقــاد الدينــي، فلم التطاول على الأديان، وبالذات الدين الإسلامي؟!

ان قيام شخص نكرة بإنتاج فيلم لا هدف منه سوى الإساءة لشــخص النبي محمــد ژ لم يعد ســابقة في العالم الغربي، ويحتاج الى تدخل الحكومات ووضع تشريعات في ذلك بدلا من السكوت بحجة حرية الرأي، التي لم ولن يقبلوها لو كانت تتطاول على شخص الحاكم لأن ذاته مصونة أكثر من الأنبياء، فامــا المنتــج أرعــن أو مريض نفســيا أو مثير فتنة ومسعر حرب.

لقد ذكرتها من قبل وأكررها اليــوم، ما يحصل هــو اختبار لقياس رد فعل المسلمين تجاه الاساءة للدين من خلال التطاول على شخص النبي محمد ژ، أو من خلال القرآن الكريم الذي أراد قسيس حرقه، أو غير ذلك من الوسائل، وهم يأملون أن يصلوا الــى مرحلــة جفــاف العاطفة وجمود العقل، فيألف المسلمون ـ خصوصا الجيل الثاني ـ التطاول على الدين، ولعلنا رأينا بعضا منها في الألعاب الالكتروني­ة التي صورت بعضها شخصية النبي محمد ژ، وهو رجل مجرم قاتل سافك للدماء، ويهينون المصحف الشــريف، ويهدمــون منارات المســاجد، فتزداد نقاط اللاعب مع كل قتل وهدم للمسجد!

ولعلنا نلاحظ الأثر السلبي فــي التعامــل مع هــذا الحدث مــن قبــل بعــض الليبراليـ­ـين والسلبيين، وأيا كانت الحجج فــان الأثر الســلبي قــد تحقق بالنسبة لهم، والهدف الأبعد هو التأثير السلبي في الجيل القادم من الشباب الذي انشغل ـ برأيهم ـ بالرياضة والسينما والجنس والمخدرات التي أغرقوا فيها بلاد المسلمين بأبخس الأسعار.

ورغم الاستنكارا­ت العالمية مــن رؤســاء الــدول الغربيــة شخصيا، واعتذارهم عما جرى، فإنه لــم يقابل ذلــك أي اجراء عملي على أرض الواقع، فردوا علــى كلامنا بكلام اســتنكاري شــبيه، وردوا علــى بياناتنــا ببيانات مشــابهة، مــع حماية مفرطة للقائمين على ذلك العمل الاجرامي. ان مثل هذه الأعمال يجب ان تواكبها حملات اعلامية مماثلة لها في القوة، معاكسة لها في الاتجاه، وذلك على المستوى الحكومي والبرلماني والشعبي، مع التعقــل في التعامل، وعدم التطاول على الأديان الأخرى، ولا رموزها الدينية، وعدم المساس بممثلي تلك الدول من ســفراء وديبلوماسي­ين أتوا بلادنا بعقد الأمن والأمان.

وبدل ان نلعن الظلام، لنشعل شــمعة تنيــر دروب التائهين، كانتــاج فيلــم يعــرف بالدين الإســلامي باللغة الانجليزية، ولعل ذلــك يحمل هيئة نصرة النبــي محمــد ژ مســؤولية كبرى فــي الانتقال مــن الدور الكتابي والمحاضرات­ي، الى دور اعلامي عالمي، وعلى الحكومات مســاندتها ماليا واداريا بشكل سلمي. وكم كانت مبادرة رائعة تلك التي قدمها صاحب السمو الأمير صباح الأحمد، حفظه الله، أمام هيئة الأمم المتحدة الداعية لاحترام الأديان وعدم التطاول علــى رموزها، والتــي تحتاج الــى متابعــة وتفعيل وتجديد في الطرح حتى تصل الى أرض الواقــع، ولتأت بعدها خطوات مشابهة على الدوام.

أنــا على يقين بــأن الله عز وجل حافظ لهــذا الدين، الذي ســيصل الــى جميــع أصقــاع الأرض، وهــو اختبار لنا فيما نحن عليه من تفاعل ودفاع عن الدين والنبي الكريم ژ، فلنعمل بعقلية متفتحة متجددة تخاطب العقل الغربي وثقافته، ولا نحمل الأبرياء أخطاء الآخرين، لأن ذلك سيزيد الأمر سوءا، ولتكن فرصة لنا للتعريف بهذا الدين العظيم.

 ??  ?? د.عصام عبداللطيف الفليج
د.عصام عبداللطيف الفليج

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait