Al-Anbaa

القشعان: المتدينون.. الأكثر سعادة في الحياة الزوجية

أكد أن الاعتدال في التدين لدى الزوجين يحقق التكامل والرضا النفسي والسلوكي

-

أسباب أساسية

ما أهم الأسباب التي تدعوكم كمختصين في العلوم الاجتماعية للتعويل على اهمية الدين الاسلامي في حفظ استقرار الرابطة الزوجية؟ ٭ هنــاك عدة اســباب منها اصالــة وعمق درجة الايمان بالله لدى الناس بالمجتمعات الاســلامي­ة بغض النظر عن درجة الالتزام بتعاليم الدين، وايضا سرعة اللجوء لله من جانــب غالبية النــاس عند اشــتداد الازمــات النفســية والاجتماعي­ة لديهم، بالاضافة الى احترام النــاس لتعاليم الدين حتى وان لم يمارسوها، وهنــاك اســباب ترجــع الى عــدم الالمام والوعــي الكافي لــدى المختصــين بالعلــوم الاجتماعية والنفسية بامور الدين وربطها بالحياة اليومية مــا جعل النــاس لا تثق بهم او بدورهم في حل المشكلات الاسرية، حيث تكمن اهمية التعاليم الدينية في العملية الارشــادي­ة بشــكل كبير في تحديــد مرجعية المغالاة في الحقوق والواجبات الفردية والاسرية وارى ان من الاسباب ايضا ارتباط مؤسسة الزواج مــن حيث الاحكام والحقوق والواجبات بالاطــار الديني وبالشريعة الاسلامية ممثلا بقوانين الاحوال الشخصية ولقد ارسل الله عز وجل رسله لهداية الناس وحفظ مقاصد الشريعة ومن بين هذه المقاصد حفظ النسل كما وضع الاسلام الأسس والمعايير التي تضمن كفاءة مؤسسة الزواج والنظام الأسري فالدين الاسلامي يحث علــى اهمية مراعاة حق الله

أكــد البروفيســ­ور فــي العلاقات الأسرية والزوجية د.حمود القشعان ان الافراد الاكثر تدينا هم الاكثر رضا في حياتهم الزوجية، وشدد على اهمية وضع العلاقة الزوجية في اطار ديني مقدس وليس في اطار شخصي او عقد مدني، مشــيرا الى ان الاسلام جعل الالتزام بالدين الأساس الاول الذي يقوم على اختيار الزوج أو الزوجة، مشددا على اهمية ارشــاد المقبلين على الزواج، اضافــة للمتزوجين على حد ســواء بالحقوق والواجبات الزوجية كما حددها الشرع الحنيف، وحدد الاسباب التي تعول المختصين في العلوم الاجتماعية وليس الشرعية على اهميــة الدين في حفظ اســتقرار الرابطة الزوجية، متطرقا الى عدة قضايا تهم الزوجين فــي تحقيق الرضا النفسي والسلوكي في العلاقة الزوجية فالى نص الحوار:

لا قوامة دون إدارة ولا إدارة أسرية دون مسؤولية ولا مسؤولية دون قيم عليا تحقق الرضا الزواجي الإسلام أكد على أهمية التلاطف بين الزوجين واعتبره من أعمال الخير والبر عندما يكون الزواج واجباً دينياً فإنه يجعل الحياة الزوجية مقدسة بل ويشعر الزوجان بالسعادة والولاء الأفراد الأكثر تديناً هم الأكثر رضا في حياتهم الزوجية

في العلاقة الزوجية الخيرية في الدين. وفي رأيكم لمن تعود الخيرية في الحياة الزوجية؟ ٭ فــي الحديــث النبــوي الشــريف «خيركــم خيركم لاهلــه وانا خيركــم لاهلي » ومعنــى ذلــك ان الخيريــة والسعادة لمن يسعى لاسعاد افراد اسرته لانه بذلك يحقق سعادتي الدنيا والآخرة.

وفي حديث آخــر يرويه البخــاري فــي صحيحه عن أبي هريرة عن النبي ژ أنه أكد على اهمية الدين كمعيار للاختيــار الزواجي الناجح، فقال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. إذ إن الدين يأتي كأول وأهم معايير الاختيار في شــريك الحياة.

مسؤولية

ما مقومات البيت السعيد؟ ٭ الإســلام أكد علــى أهمية العناية بأفراد الأســرة وأكد علــى الاهتمــام بأفرادها من منطلق الرعاية والمسؤولية، قــال الرســول الكــريم ژ: «كفى بالمــرء إثما أن يضيع من يقوت » أي كفى به جرما أن يتجاهــل ويهمل الزوجة والأبنــاء، بل إن الإســلام قد حدد مقومات وعناصر تحقيق السعادة في البيت المسلم، فها هو الرسول ژ يصف البيت السعيد قائلا : «من سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شقوة ابن آدم ثلاثة، من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة والمســكن الصالح والمركب الصالح، ومن شقوة ابن آدم المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء ».

إذن يؤكــد الاســلام على ان الزوجــة احد اهم عناصر الســعادة للمــرء فــي الدنيا ثم بين الرســول ژ صفات تلك الزوجة الصالحة قائلا: «إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في مالك وعرضك » وهــذا دليــل عظيــم على أن التدين في الإســلام مختلف عنــه في الملل الأخرى في أن المسلم )المسلمة( المتدين هو الذي يراقب الله عزّ وجلّ في ســلوكه وخواطره في سره وعلانيته.

السلوك الإيجابي

وكيف يتحقق الرضا الزواجي؟ وهل يختلف المتدينون عن غير المتدينين في الرضا بينهما؟ ٭ جاءت التوجيهات النبوية لتؤكد اهمية السلوك الإيجابي والرعاية المسؤولة في تعزيز العلاقة الزوجية إذ لا قوامة دون إدارة ولا إدارة أســرية دون مسؤولية ولا مسؤولية دون قيم عليا تحقق الرضا الزواجي.

وتأكيــدا علــى احتــرام كرامــة الزوجة كإنســان لها من التقدير والاحترام ما لها فيقول «يعمــد احدكم بجلد امرأتــه جلــد العبــد فلعله يضاجعها من آخــر يومه ». بل حث الاسلام الشخص على خدمة اهله، اذ روي عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله ژ كان يكون في مهنة أهله تعني خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.

سلوك المسلمين

وكيف عالج الإسلام العلاقة الزوجية وتعامل الزوجين مع بعضهما البعض؟ ٭ إن التحــدث عــن تهذيب الاســلام لســلوك المســلمين وخاصة في الحياة الزوجية لا يقتصر علــى العموميات فقــط، وإنمــا جاء فــي ادق التفصيــلا­ت فــي التعامــل اليومــي بين الزوجين، فعلى ســبيل المثال ها هو الاسلام يؤكــد على اهميــة التلاطف بين الزوجين بل ويعتبره من اعمال الخيــر والبر، فيقول الرسول ژ «وإنك مهما انفقت من نفقــة فإنها صدقة حتى اللقمة التــي ترفعها الى في امرأتــك» ، بــل روي عنه عن طريق العرباض بن ســارية «إن الرجل إذا ســقى امرأته من الماء أُجر » ويعني ذلك ان التقرب والتلطف مع شريك الحياة حتى في اصغر الامور كاللقمة او شربة الماء يعتبره الاسلام عبادة وتقربا لله عزّ وجلّ، كما اكد الاســلام على اهميــة غض الطــرف وعدم تتبع العثرات، فقد روي عن انس قال «ما رأيت احدا كان ارحم بالعيال من رسول الله ژ» فــوالله ان ازواج النبي ژ ليراجعنــه وإن احداهن لتهجره اليوم حتــى الليل، وهذا دليل على ان الرســول ژ كان يغض طرفه عن كثير من الامور التي قد تصل الى هجره ژ، وهــذا دليل على ان الاســلام يراعي الطبيعة الانســاني­ة في شخصية كل من الزوجين وخاصة نفسية الزوجة في حالة الغضب، لذا كان الصبر في مثل هذا الموقف رحمــة ورجولــة بعيدا عن التهور والتسرع الانفعالي.

في الحديث الشريف

وماذا عن الحقوق المادية تجاه الأسرة؟ ٭ روى أبو داود في سننه ان معاوية بن حيدة سأل رسول الله ژ قائــلا ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال ان تطعمها اذا طعمت وتكسوها اذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت.

وفي روايــة للبخاري ان الرســول ژ قــال «اذا انفق الرجل على اهله يحتســبها فهو له صدقة »، ولقد اعتبر الاســلام مســؤولية الــزوج بالنفقة طريقا للقوامة والتي نراهــا في المنظور النفســي والاجتماعـ­ـي قوامــة ادارة الشــؤون الاســرية وليست قوامة تسلط واستغلال وظلم بحجة القوامة.

مــن جانــب اخــر ينهــى الاســلام كلا الزوجــين عــن التركيز على الســلبيات في العلاقات الزوجية «لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضى منها آخر ».

أسرة متماسكة

اذن السبيل الى تأسيس اسرة متماسكة هو التمسك بالدين وبدونه لن تكون الاسرة السوية؟ ٭ الاســلام يــرى ان قــوة المجتمــع لــن تتحقــق الا بتأســيس اســرة متماسكة تســود فيها القيم والتعاليم الربانية التي يؤكدها الزوجان عن طريق التزامهما بتعاليم الدين الاسلامي الذي فرق بين الحــلال والحــرام ومن جهة وتبــين الصواب مــن الخطأ فــي تلك العلاقة الانســاني­ة الحميمــة مــن جهــة اخرى، فالاســلام جاء ليؤكــد على ان اتبــاع تعاليمه ما هو في حقيقته الا تنمية للانسانية من جهة وتزكية للمجتمع من جهــة اخرى وطريق لمرضاة الله من جهة ثالثة.

أهمية الارشاد

في نظركم ما العامل الاساسي في تحقيق الرضا والاستقرار الأسري؟ ٭ اهمية ارشاد المقبلين على الزواج اضافة للمتزوجين على حد سواء بالحقوق والواجبات الزوجية كما حددها الشــرع الحنيــف، اضافة الــى اهمية اســتنباط الســن التــي حث عليها ومارســها الرسول ژ لان ممارســة المسلم لشعائر دينه عقيــدة وعملا قد اكدته الدراسة كعامل مهم واساسي في تحقيق الرضا والاستقرار الاسري فالافراد الاكثر تدينا هــم الاكثر رضا فــي حياتهم الزوجيــة مما يضــع العلاقة الزوجية في اطار ديني مقدس وليس في اطار شخصي او عقد مدني، فقد روى البيهقي عن النبــي ژ انه قال «اذا تزوج العبد فقد اكمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الباقي، لذلــك جعل الاســلام الالتزام بالديــن الاســاس الاول الذي يقــوم عليه اختيار الزوج او الزوجة، فقد قال رسول الله ژ اذا خطب اليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه الا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفســاد عريض ويؤكد الاســلام على الرغبــات والخصائص التي يجب ان يبحــث عنها الرجل فــي المــرأة يأتي على رأســها الدين فقد قال الرسول ژ وفي حديث اخر «تنكح المرأة لمالها ونبســها ولحســنها ولدنيها فاظفر بذات الدين تربت يداك » في كتابه الزواج والاستقرار النفسي انه عندما يكون الزواج واجبا دينيا فانه يجعل الحياة الزوجية مقدســة بل ويشعر الزوجــان فيهــا بالســعادة والولاء، اما عندما يكون الزواج واجبا دينيا، فانه يجعل الحياة الزوجية مقدســة بل ويشعر الزوجان فيها بالسعادة والولاء اما عندما يكون الزواج مسألة شخصية او عقدا مدنيا فانه يمكن التحلل من اي وقت بل ويتم الاشــهار بــه والخروج عليه.

التدين

ما اثر التدين في الحياة الزوجية والاسرية؟ ٭ هنــاك اتجاه قــوي يعبر عــن ان التدين عامل مهم في الاستقرار الزواجي والاسري بالرغــم من اختــلاف عقيدة وسلوك مصطلح التدين في الاســـلام عنه في النصرانيــ­ــة واليهوديــ­ــة الحديثة والتي دخلــت عليهــا كثيــر مــن التحريفات هذا التنوع اتاح معلومـــات يمكن الاستفادة منها والانطلاق منها لاجراء بحوث حالية متطورة خاصة في المجتمع الكويتي كمجتمع عربي مســـلم يمر بالعديد من مظاهـــر التحـول الاجتمـــا­عي والاقتصــا­دي والثقافي التي تنعكس بدورها على الاسرة والزواج في الوقت نفسه.

 ??  ?? د.حمود القشعان
د.حمود القشعان

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait