Al-Anbaa

الخنساء.. شاعرة الرثاء

-

هي تماضر بن عمرو بن الحارث بن الشريد بن رباح وينتهي نسبها إلى قبيلة مضر الشهيرة. جمعت هذه المرأة الصفات الكثيرة في شخصيتها المؤمنة التقية، فقد جمعت المرؤة والشجاعة والإخلاص والجهاد إلى جانب أنها الأم الحنون التي ربت أولادها على حب الله عز وجل ورسوله ژ وحب الجهاد في سبيله تعالى، وقد شاع شعر الرثاء عنها لدى العرب عندما قتل أخواها معاوية وصخر في الجاهلية، وعندما أراد الله تعالى هدايتها للإسلام سارعت إلى رسول الله ژ مع بعض قومها من بني سليم، فبايعته ژ على الطاعة والوفاء، وكان رسول الله ژ يستنشدها ويعجبه شعرها فكانت تنشده وهو يقول: هه يا خناس ويومئ بيده إليها. وحين قدم عدي بن حاتم مع اختها إلى النبي ژ ودخلا في دين الإسلام قال عدي لرسول الله ژ إن فينا أشعر الناس وأسخى الناس وأفرس الناس فقال ژ له سمهم؟ فقال عدي، أما أشعر الناس فامرؤ القيس بن حجر، وأما أسخى الناس فحاتم بن سعد الطائي )يعني أباه(، وأما أفرس الناس فعمرو بن يكرب، فقال رسول الله ژ: ليس كما قلت يا عدي ،أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو، وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه ژ وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب. وتشاء إرادة الله تعالى أن تمتحن الخنساء في أولادها الأربعة فتراها تضرب لنا المثال الرائع للأم الصابرة المؤمنة بالله تعالى وذلك عندما توجه المثنى بن حارثة الشباني للقادسية وكان ذلك في عهد خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ÿ فقد خرجت الخنساء ومعها أولادها الأربعة للجهاد في هذا الجيش، وفي أرض المعركة وعند التحام الجيشين جمعت الخنساء أولادها الأبطال الأربعة لتوجههم وتحرضهم على القتال وعدم الفرار من العدو وتحبب إليهم الاستشهاد في سبيل الله عز وجل، فقالت لهم كلماتها الخالدة التي لا تزال تذكر إلى يومنا هذا قالت: يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت اباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسلكم وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية. وأخذ أولادها الأربعة نصيحة الأمم المؤمنة المجاهدة بكل شجاعة وخرجوا من عندها مطيعين لنصحها متوكلين على الله تعالى، فلما بلغ الخنساء الأم المؤمنة الصابرة خبر مقتل أبنائها الأربعة لم تسخط بل كانت مثالا للأم المؤمنة المجاهدة في سبيل الله عز وجل ومثالا رائعا لمن يقدم أبناءه للجهاد في سبيل الله، بل قالت كلمات مباركة باهرة بقي التاريخ يرددها وسيرددها إلى ما شاء الله.. الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait